2024-11-24

الفهد الأشقر فهد العتال روح تعال .. بنحبك يا عتال

2020-11-28

بال جول قلم // فايز نصّار
لم يُجمع الفلسطينيون على حبّ فريق خارجي كإجماعهم على حبّ الأخضر الوحداتي ، الذي فرض نفسه كأحد قطبي الكرة الأردنية ، معتمداً على خيرة أبناء فلسطين المقيمين على الضفة الشرقية للنهر العتيق.

واعتمد الوحدات خلال الأربعين سنة الأخيرة على عدد من نجوم فلسطين المعروفين ، من أمثال غسان بلعاوي ، وأحمد كشكش ، وخلدون فهد ، ومراد اسماعيل ، وعبد اللطيف البهداري ، وفادي لافي ، وفهد العتال.

ورغم العلاقة المميزة بين المؤسسات الرياضية في الوطن ، والإدارات المتعاقبة لنادي الوحدات ، إلا أنّ هذه العلاقة اهتزت أحياناً ، ومن ذلك ما حصل عندما لم يقدر القائمون على الفريق الأخضر قيمة تواجد نجوم فلسطين مع الفدائي ، فرفضوا التحاق الثلاثي كشكش ، والبهداري ، والعتال بمنتخب لفلسطين المسافر إلى موريتانيا ، فاختار الثلاثة التضحية بكلّ شيء كرمال عيون الفدائي.

يومها كان العتال أحد النجوم الثلاثة ، وقد انضم للوحدات بعد فترة من التألق غير المسبوق مع شياطين الأردن الحمر ، حيث فرض نفسه نجماً عالي الكعب مع الفريقين الكبيرين.

وكانت محطة الفهد الأشقر الأهم مع شباب الخليل ، الذي عاش معه أفضل أيامه في الملاعب ، وحصل معه على كثير من البطولات ، مرسخاً علاقة غير مسبوقة مع جماهير العميد ، التي ستظل تهتف : ” روح تعال .. بنحبك يا عتال”.

وتألق جلاد الحراس مع الفدائي في كثير من المواقع ، وكتب اسمه بحروف من الذهب بين خيرة هدافي القارة الكبرى ، واضعاً نفسه على رأس الهدافين التاريخيين للمنتخب الوطني.

ويملك ابن قلقيلية إرادة صلبة ، جعلته يتحامل على لعنة الرباط الصليبي مرتين ، فصبر على احتياجات العلاج في عيادة اسباير القطرية ، حتى عاد على الميادين أكثر تألقا.

ولعل من حسن حظي أنني عملت مع أبي تيم في شباب الخليل ، وكان رفيق الحجرة في اكاديمية جوزيف بلاتر ، خلال دورة المستوى الثاني الآسيوية ، بما جعلني أقف على الكثير من حكاياته ، التي أتركه يروي لكم بعض تفاصيلها في هذا اللقاء.
– فهد عدنان فؤاد عتال ” أبو تيم ” من مواليد حبله في قلقيلية يوم 1/1/ 1985.

– كغيري من اللاعبين برزت مواهبي الأولى في الحارات ، ثم تألقت مع الفرق المدرسية ، قبل ظهوري كلاعب في إسلامي قلقيلية ، الذي لعبت له وللجزيرة والوحدات في الأردن ، ثم في شباب الخليل ، النادي الذي قضيت فيه أطول فترة من حياتي الرياضية في الملاعب.

– ولمّا التحقت بالجامعة الأردنية احترفت مع نادي الجزيرة ، الذي حققت معه نجاحات كثيرة ، مما جعل الإدارة تجدد التعاقد معي  لمده 3 سنوات ، رغم  العروض التي تلقيتها من أندية الوحدات ، والفيصلي ، وشباب الأردن ، وغيرها من الأندية الأردنية غير الأردنية ، لكن رغبه نادي الجزيرة في الظفر بخدماتي ، والراحة التي وجدتها مع هذا النادي  دفعني للتجديد ، لأصبح  هداف الجزيرة الأول خلال فترة احترافي هناك ، علماً بأنّ العقبة التي كانت تمنع احترافي في الدول العربية ارتباطي بالجامعة الاردنية ، تخصص تربية رياضيه ، حيث شاركت خلال أربع سنوات مع منتخب الجامعة في عدة بطولات ، وحصلنا على المراكز الأولى ، إضافة إلى تشكيل منتخب باسم فلسطين في الجامعة ، حيث شاركنا في دوري الجاليات العربية ، وحصلنا على المركز الأول 3 مرات.

– بعدها تلقيت العديد من العروض من الأندية الأردنية ، فاخترت اللعب  في صفوف الوحدات ، لأن اللعب لهذ الفريق يشكل طموحاً لأيّ لاعب ، وهناك ظهرت مع زملائي عبد اللطيف البهداري ، وأحمد كشكش ، وكان موسماً مميزاً ، حققنا فيه جميع الألقاب من دوري ، ودرع ، وكأس الكؤوس ، وكأس الاردن ، ووصلنا إلى أدوار متقدمة في كأس الاتحاد الآسيوي ، كما كان الموسم مميزاً بالنسبة لي  ، حيث ساهمت مع زملائي في حصد الألقاب.

– ثم كانت محطتي الهامة مع  نادي شباب الخليل ، الذي فضلت عرضه على كثير من عروض أندية الدوري الاردني ، ولعبت له سبع سنوات ، كنت حلالها كابتن الفريق ، وحققت معه العديد من الألقاب ، منها دوري المحترفين ، وكأس فلسطين ، وكأس الكؤوس ، وكأس ابو عمار مرتين ، وشاركت معه في كأس الاتحاد الآسيوي ، وبطوله الأندية العربية .. ومع الأسف تعرضت خلال مسيرتي مع العميد لإصابتين في الرباط الصليبي ، وذلك في الرجل نفسها ، لتكون تلك أصعب مراحل مسيرتي الرياضية .

– هناك الكثير من المدربين الذين لهم الفضل عليّ في مشواري الرياضي ، وأبرزهم وأولهم الكابتن الراحل عزمي نصار ، فهو من استدعاني للمنتخب الأول ، ووثق في قدراتي ، وكنت وقتها أصغر لاعب في المنتخب ، ولعبت مع زملائي من الجيل القديم ، أمثال صائب جنديه ، وفادي لافي ، وزياد الكرد ، وخلدون فهد ، ورمزي صالح ، وعبد الله الصيداوي ، وجمال الحولي ، وتيسير عامر ، وغيرهم … لألعب بعد ذلك مع نجوم آخرين من أبرزهم مراد اسماعيل ، وسامر حجازي ، وهشام الصالحي ، وسعيد السباخي ، ومهند عمر ، وزهير عرفه ، وحماده اشبير ، واسماعيل العمور ، وسليمان العبيد ، ومعالي كوارع ، وروبرتو كاتلون ، ورامي الرابي ، وجبران كحله.

– هناك كثير من اللاعبين ، الذين شكلت معهم ثنائيا ، وتشرفت باللعب إلى جانبهم في المنتخب الوطني والأندية ،  ومنهم فادي لافي ، وزياد الكرد ، ومراد عليان ، وأحمد كشكش ، واياد ابو غرقود ، إضافة إلى أحمد هايل في الجزيرة ، ومحمود شلباية في الوحدات ، وكلهم في المركز الهجومية ، حيث جاورت العديد من اللاعبين الكبار ، الذين لهم تاريخ رياضي مميز ، وأعتز وافتخر بهم جميعا ً ، حيث تعلمت منهم الكثير.

– قبل انضمامي للمنتخب كنت لاعباً في نادي اسلامي قلقيلية ، ويومها استدعيت من قبل الكابتن عزمي نصار ، لتمثيل المنتخب الوطني وعمري   سنة 18 فقط ، وأعتز بكوني الهداف التاريخي للمنتخب الوطني ، الذي شاركت معه في العديد من المنافسات الدولية ، ومنها تصفيات كأس آسيا ، وتصفيات كأس العالم ، والعديد من البطولات.

– وكانت بداية انطلاقتي بتحقيق لقب هداف بطوله التحدي الأولى ، برصيد ثمانية أهداف ، وتمّ ترشيحي سنة 2006 بين أفضل عشرة لاعبين ، لنيل لجائزة أفضل لاعب في آسيا ، وهذا إنجاز غير مسبوق لفلسطين ، لأنّه وضع اسم فلسطين على خارطة النجومية في آسيا ، كما أعتز كثيراً بحملي شارة كابتن المنتخب لفترة طويلة.

– في مسيرتي الدولية تدربت مع عدد من المدربين المعروفين ، منهم المرحوم عزمي نصار ، وتوماس فيسكو ، والكابتن غسان البلعاوي ، والكابتن محمد الصباح ، والكابتن عزت حمزه رحمه الله ، وكان معه الكابتن جمال ابو بشاره ، والكابتن مازن الخطيب ، وأيضا الكابتن جمال محمود ، والكابتن مكرم دبدوب ، والكابتن فراس ابو رضوان ، والكابتن موسى بزاز ، والكابتن نور الدين ولد علي ، والكابتن عبد الناصر بركات .. وغيرهم ، مع الاسف إن نسيت أحدهم

– وفي الأردن كان لي شرف التدريب مع عيسى الترك ، وعبدالله ابو زمع ، وجمال ابو عابد ، وزياد عكوبه ، وهشام عبدالمنعم ، ورائد عساف، والمرحوم خالد عوض ، والكرواتي دراجان ، والمصري حسين عبداللطيف ، والسوري عماد خانكان ، والعراقي ياسين عمال ،

– وفي مسيرتي حصلت عدة مرات على لقب أفضل محترف في الدوري الفلسطيني  ،  وأفضل محترف في الدوري الأردني.

– تشرفت خلال مسيرتي الطويلة باللعب إلى جانب العديد من النجوم ، فمع الشباب لعبت مع أشرف نعمان ، والبهداري ، وكشكش  ، وشبير ، وابو غرقود ، وعاطف ابو بلال ، وهيثم ذيب ، وحازم المحتسب ، وصالح عسليه ، ونديم البرغوثي ، وموسى ابو جزر ، والأخوين خروب ، ويوسف الأشهب ، والعديد العديد من اللاعبين ، الذين احتاج الى مقابله طويله لذكر أسمائهم جميعاً .

– وفي الشباب تدربت تحت قيادة  العديد من المدربين المعروفين ،  منهم الكباتن سمير عيسى ، ووليد فطافطه ، و هشام الزعبي ، وخضر عبيد ، وانجي ، وأيمن صندوقه ، ورائد عساف ، وجميعهم لهم الاحترام والتقدير ،  وكل مدرب منهم له فضل علي ، وحققت معه العديد من الانجازات.

– من سوء حظي تعرضت لقطع في الرباط الصليبي ، أثناء مباراة لشباب الخليل ومؤسسه البيرة ، وغبت عن الملاعب لمده موسم تقريبا ، خضعت خلالها للعلاج في  اكاديمية اسباير في دولة قطر ، ثم عدت للعب ،  وبعد شهرين تعرضت لإصابة ثانيه في الرجل نفسها .. وعندما يتعرض أيّ لاعب لهذه الاصابات ، يدخل في صراع مع نفسه ، إلا أنه كان لدي اصرار كبير ، فأجريت العملية الثانية ، وعدت إلى الملاعب ، رغم أن الأمور كانت صعبه بالنسبة لي ، وبحمد الله تحديت نفسي ، وعدت بعد الاصابة الثانية ، وقدمت كل ما بوسعي ، قبل اتخاذ القرار الصعب سنة  2018 ، حيث اعتزلت اللعب وأنا في ذروة عطائي ، واتجهت نحو التدريب.

– الحمد لله ، في كل مكان ذهبت اليه حققت النجاح ، وتركت بصمه مميزة ، وأفتخر بكل المحطات في مسيرتي الرياضة ، بداية من نادي إسلامي قلقيلية ، ثم نادي الجزيرة الاردني ،  فالوحدات الاردني ، وأخيراً شباب الخليل ، مع ذكريات لا تنسى مع المنتخب الوطني .

– هناك قصة  حب متبادل ، بيني وبين جماهير الأندية ، التي لعبت معها ، وبالأخص جماهير شباب الخليل ، التي أعتز وأفتخر بها  ، حيث شعرت بحميمية احتضانهم لي من أول يوم قدمت فيه لشباب الخليل ، ونجحت في الحصول على ثقه هذه الجماهير العريقة ، التي لن انساها أبداً ، حيث قدمت لي الكثير ، ودعمتني في جميع المراحل ، وكانت دائما تناديني بجمله (روح تعال .. بنحبك يا عتال) ، وأصبحت أسمع هذه العبارة من الجميع ، حتى في الشارع من جميع الناس ، وخاصه  في الخليل اينما ذهبت .

– بدأت قصتي مع التدريب بحصولي على دوره تدريب c سنة 2014 وعلى   bفي عام 2016 ، وعلى A في 2019 في الأردن ، إضافة إلى  دوره المحاضرين في عام 2020 ، والعديد من الدورات الأخرى ،  والمشاركة في مؤتمرات في ماليزيا ، ومن ضمن المحاضرين الذين لهم الفضل في هذه الدورات ، الكابتن أحمد الحسن ، والكابتن نهاد صوقار ، والكابتن وليد فطافطه ، حيث تعلمت من هؤلاء المحاضرين الكثير ، والشكر للاتحاد الفلسطيني ، لتوفيره هذه الدورات .

– تشرفت بالإشراف على تدريب نادي شباب الخليل في العديد من المحطات ، وخاصة عندما حصلت بعض الاشكاليات في النادي ، وقدت النادي في العديد من المباريات في الدوري .

– بعد اعتزالي توجهت للعمل مع المنتخبات ، فعملت مع الكابتن علي يونس في منتخب الشباب ، ثم مع الطاقم الفني للمنتخب الأول ، بناء على رغبه الكابتن نور الدين ولد علي ، والآن أعمل كمساعد له  ، ومع جميع أفراد الطاقم ، الكابتن مكرم دبدوب ، وحسام يونس ، وعنان وليد ، وعمل معنا  الكابتن سامر الشرباتي .

 – وفي مسيرتي الطويلة شاركت مع المنتخب في العديد من البطولات ، أبرزها كأس آسيا في الامارات 2019 ، والتصفيات المزدوجة لكأس أسيا ، وكأس العالم ، وبطولات غرب آسيا ، وحصلت على بطولتين في بنجلادش ، بمشاركة العديد من المنتخبات الآسيوية والإفريقية .

– أعتقد أنّه يجب العمل على تطوير المدربين بالشكل العلمي السليم ، لأنّه من شأن ذلك أن ينعكس على اللاعبين وتطويرهم ، ويجب وضع خطط قصيرة وطويلة ، للنهوض بالرياضة الفلسطينية وتطويرها ، والوصول إلى احتراف حقيقي ، لأن الاحتراف ليس مال فقط ، ويجب أن يكون الأمر متزامناً مع خطط تطويريه ومستقبليه ، و يجب أن يشمل الاحتراف جميع أركان اللعبة ، للوصول الى احتراف حقيقي .

– في الختام أتوجه بالشكر والتقدير لسعادة اللواء جبريل الرجوب ،  على ما قدمه للرياضة الفلسطينية ، من خلال انتظام المسابقات ، وإنجاز البنية التحتية ، وتطوير المدربين ، وتوفير الدورات ، والنجاحات التي تحققت ، ونأمل بالمزيد من رقي ورفعه الكره الفلسطينية ، محليا ودوليا ، مع جزيل الشكر للصحافة الرياضية الفلسطينية ، التي تواكب الحدث ، وتساهم بفعالية في هذا النهوض الرياضي الكبير ، وتحية خاصة لك صديقي أبو وئام على هذه المبادرة في احياء التراث الرياضي الفلسطيني العريق.