سمير عيسى بصمات مؤثرة على جانبي الخطّ الاخضر
بال جول – قلم – فايز نصّار
عندما كانت الانتفاضة الأولى تلفظ أنفاسها الأخيرة استقدم نادي شباب الخليل المدرب الصفافي المعروفي علي عثمان ، الذي كان من خيرة نجوم الوسط العربي في فلسطين التاريخية ، ثم استقدم شباب الظاهرية المدرب السبعاوي شكري العقبي ، الذي أصبحت له مع الغزلان حكايات لا تنسى .
وتعرف المشرفون على كرة القدم في الضفة والقطاع أكثر على القدرات الفنية لمدربي الوسط العربي بعد التجربة الأولى الناجحة للمدرب الراحل عزمي نصار ، الذي قاد الفدائي إلى مراتب عربية غير مسبوقة ، لتتسع دائرة الاستفادة من مدربينا الفلسطينيين في الداخل بعد النهوض الرياضي الكبير ، الذي قاده اللواء جبريل الرجوب ، حيث استقدمت أندية المحافظات الشمالية عدداً من المدربين العرب المعروفين ، الذين منهم هشام الزعبي ، وسعيد ابو الطاهر ، وبهجت عودة ، ومحمد سلمان ، دون أنّ ننسى المدرب القدير سمير عيسى ، الذي كانت له بصمة مؤثرة مع أندية جبل المكبر ، وشباب الخليل ، وهلال القدس.
وبرزت مواهب الرجل الحيفاوي مبكراً ، وتألق مع العديد من الفرق في فلسطين التاريخية ، مسجلاً كثيراً من الأهداف الرأسية ، ليحمل بعد اعتزاله لواء التدريب ، محققاً المزيد من النجاح مع الفرق العربية وراء الخط الأخضر.
ومنذ سنة 2009 كانت لأبي لؤي مهام أخرى شرقي الخط الاخضر ، فتوج مع نسور الجبل بأول بطولة احترافية ، ومع الهلال بعدة القاب ، بعد تجربة سريعة مع شباب الخليل.
ويجمع متابعو الكرة الفلسطينية على ألمعية الرجل ، وقدراته القيادية والفنية الكبيرة ، وكان التنافس كبير بينه وبين صديقه الراحل عزمي نصار على لقب أفضل مدرب عربي ، وتلك محطة من محطات شيقة أترك الكابتن سمير يروي لكم بعض فصولها في هذا اللقاء.
– اسمي سمير أحمد محمد قدسيه / عيسى ” أبو لؤي ” من مواليد حيفا التاريخية يوم ١٤/٩/١٩٥٩ ، تعلمت التدريب في البداية من المدرب الهنغاري الأصل ابراهام منشل ، وذلك في أشهر معهد للتربية البدنية في البلاد ” معهد وينغيت ” لمدة ٣ سنوات ، وشاركت في دورات تكملة في علم اللياقة البدنية ، وبحمد الله حصلت على أعلى الشهادات في مجال تدريب كرة القدم (PRO ) .
– بدأت حياتي الرياضية في أم الفحم ، كلاعب كرة قدم في الحارات ، والأندية ، وضمن دروس الرياضة المدرسية حيث برزت طلائع موهبتي ، ثم لعبت مع فريق الكبار في نادي الأخوة بحيفا ، وأنا في سن ال ١٦ ، وكان الأمر مفاجئاً ، حيث كان الفريق يضم تشكيلة من خيرة نجوم المجتمع العربي في حينه .
– وكانت بدايتي مع كرة القدم في مركز الهجوم ، ثم تحولت إلى خط الدفاع ، مع لعبي أحياناً في مركز الوسط المتقدم ، وقد تميزت بالسرعة والمراوغة ، وأحرزت كثيراً من الأهداف ، وخاصة برأسي ، حتى لقبني المتابعون بصاحب الرأس الذهبية .
– وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب لعبت مع فريق شفا عمرو ، وأحرزت معه البطولة ، ولعبت سبع سنوات في صفوف فريق طمرة ، وأحرزت معه البطولة ، ثم لعبت لفريق دالية الكرمل ، ومن هناك انتقلت كلاعب ومدرب مع فريق الاتحاد السخنيني ، الذي اعتزلت معه اللعب في سن 34 .
– وخلال فترة لعبي مع هذه الأندية تشرفت باللعب إلى جانب كثير من نجوم الوسط العربي المتألقين ، مثل علي عثمان ، وزاهي ارملي ، ومجيد سلباق ، وصبحي يوسفين .
– ولا أريد الحديث عن إنجازاتي في الداخل ، فقد حققت الكثير من البطولات ، ولكن ( لا نبي في بلده) … ولكن بحمد الله تمكنت كمدرب من الحصول على كثير من البطولات مع الأندية في مناطق ال 48 ، من أهمها أندية الأخوة حيفا ، واتحاد أبناء عرابة ، وأبناء الجديدة ، وأم الفحم .
– وبدأت تجربتي في البطولة الفلسطينية سنة 2009 مع نادي جبل المكبر ، الذي أحرزت معه بطولة أول دوري احترافي ، قبل انتقالي لشباب الخليل لنصف موسم ، استقلت بعدها للانتقال من جديد لنادي جبل المكبر ، الذي انتقلت منه لنادي هلال القدس ، وأنقذته من ورطة الهبوط ، وفزت معه ببطولة الكأس ، وبطولة الشهيد ابو عمار ، وبكأس السوبر ، كما أشرفت في أربع مباريات على فريق شباب الخضر ، ثم عدت للتدريب مع فرق الداخل .
– أعتبر كل لاعبي فلسطين أحبابي ، ولا مجال للمفاضلة بينهم ، فيما لاعبي المفضل عالميا ليونيل ميسي .. وكذلك الأمر بالنسبة للمدربين ، فكل مدربي فلسطين زملائي ، وكلهم ممتازون ، وأمتنع عن التمييز بينهم ، من منطق احترامي لمهنتي ، متمنياً لهم التوفيق والنجاح .. أما عربياً فالمدرب الأفضل بالنسبة لي المرحوم الجوهري ، وعالميا الاسباني غوارديولا ، فيما المدرب الذي أتوقع له مستقبلاً علي الحوامدة ، وايهاب أبو جزر.
– بالنسبة لي المدرب المظلوم هو سمير عيسى ، وأفضل طاقم تدريبي عملت معه كان في نادي شباب الخليل مع رائد الخضور ، وجمال عويسات ، وبصراحة كان هناك تنافس كبير بيني وبين صديقي الراحل عزمي نصار على لقب المدرب العربي الافضل ،
– أرى أنّ أفضل تشكيلة للنجوم العرب ، من فلسطين التاريخية تضم أفضل الحارس سعيد قزموز ، والظهير الأيمن إسماعيل عامر ، والظهير الأيسر شفيق الهزيل ، وكمدافع مركزي علي عثمان ، ومدافع ثاني سعيد سرحان ، وأربعة لاعبي وسط هم مهران راضي ، ووليد بدير ، وسليم طعمه ، ورفعت ترك ، والمهاجمين زاهي ارملي ، ومؤنس دبور .
– بصراحة أنا محبط من إعلامنا الرياضي ، الذي لا يتطرق برجولة لكثير من الأمور ، ويعجبني الدكتور سامر خضر ، الذي ينتقد بشده ، وبشكل بناء … باختصار الإعلام عندنا يطيب الخواطر .
– أعتقد أن منتخب فلسطين ينقصه مدرب فلسطيني مؤهل ( مع احترامي الكبير للمدرب الحالي ) أنا مؤمن بالصناعة المحلية .
– بصراحة رغم تسمية دورينا الفلسطيني ب ” دوري المحترفين ” إلا أنّه بعيد كلّ البعد عن الاحتراف ، وأرى أنّه آن الأوان الاعتماد في الخطط المستقبلية على لاعبي الضفة والقطاع ، والاستغناء عن لاعبي ٤٨ ، وأنصح إدارات الأندية بضرورة احترام عقود اللاعبين ، وإضفاء جو من الهدوء.
– اخيراً أقول لك : إن الدوري الفلسطيني سيبقى الأحب إلى قلبي ، مع التحية للاتحاد الفلسطيني ، الذي نجح في تنظيم الدوري رغم الظروف القاهرة ، وأعتقد أنّ هذا انجاز تاريخي يحسب للاتحاد ، شكراً على كل مجهودكم المباركة.