2024-11-25

سمير عيسى بصمات مؤثرة على جانبي الخطّ الاخضر

2021-03-04

بال جول – قلم – فايز نصّار

عندما كانت الانتفاضة الأولى تلفظ أنفاسها الأخيرة استقدم نادي شباب الخليل المدرب الصفافي المعروفي علي عثمان ، الذي كان من خيرة نجوم الوسط العربي في فلسطين التاريخية ، ثم استقدم شباب الظاهرية المدرب السبعاوي شكري العقبي ، الذي أصبحت له مع الغزلان حكايات لا تنسى .

وتعرف المشرفون على كرة القدم في الضفة والقطاع أكثر على القدرات الفنية لمدربي الوسط العربي بعد التجربة الأولى الناجحة للمدرب الراحل عزمي نصار ، الذي قاد الفدائي إلى مراتب عربية غير مسبوقة ، لتتسع دائرة الاستفادة من مدربينا الفلسطينيين في الداخل بعد النهوض الرياضي الكبير ، الذي قاده اللواء جبريل الرجوب ، حيث استقدمت   أندية المحافظات الشمالية عدداً من المدربين العرب المعروفين ، الذين منهم هشام الزعبي ، وسعيد ابو الطاهر ، وبهجت عودة ، ومحمد سلمان ، دون أنّ ننسى المدرب القدير سمير عيسى ، الذي كانت له بصمة مؤثرة مع أندية جبل المكبر ، وشباب الخليل ، وهلال القدس.

وبرزت مواهب الرجل الحيفاوي مبكراً ، وتألق مع العديد من الفرق في فلسطين التاريخية ، مسجلاً كثيراً من الأهداف الرأسية ، ليحمل بعد اعتزاله لواء التدريب ، محققاً المزيد من النجاح مع الفرق العربية وراء الخط الأخضر.

ومنذ سنة 2009 كانت لأبي لؤي مهام أخرى شرقي الخط الاخضر ، فتوج مع نسور الجبل بأول بطولة احترافية ، ومع الهلال بعدة القاب ، بعد تجربة سريعة مع شباب الخليل.

ويجمع متابعو الكرة الفلسطينية على ألمعية الرجل ، وقدراته القيادية والفنية الكبيرة ، وكان التنافس كبير بينه وبين صديقه الراحل عزمي نصار على لقب أفضل مدرب عربي ، وتلك محطة من محطات شيقة أترك الكابتن سمير يروي لكم بعض فصولها في هذا اللقاء.

– اسمي سمير أحمد محمد قدسيه / عيسى ” أبو لؤي ” من مواليد حيفا التاريخية يوم ١٤/٩/١٩٥٩ ، تعلمت التدريب في البداية من المدرب الهنغاري الأصل ابراهام منشل ، وذلك في أشهر معهد للتربية  البدنية في البلاد ” معهد وينغيت ”  لمدة ٣ سنوات ، وشاركت في دورات تكملة في علم اللياقة البدنية ، وبحمد الله حصلت على أعلى الشهادات  في مجال تدريب كرة القدم (PRO ) . 

–  بدأت حياتي الرياضية  في أم الفحم ، كلاعب  كرة  قدم  في  الحارات ، والأندية ، وضمن دروس الرياضة المدرسية حيث برزت طلائع موهبتي ، ثم لعبت مع فريق الكبار في نادي الأخوة  بحيفا ، وأنا في سن ال ١٦ ، وكان الأمر مفاجئاً ،  حيث كان الفريق يضم تشكيلة من خيرة نجوم  المجتمع العربي في حينه .

– وكانت بدايتي مع كرة القدم في مركز الهجوم ، ثم تحولت إلى خط الدفاع ، مع لعبي أحياناً في مركز الوسط المتقدم ، وقد تميزت بالسرعة والمراوغة ، وأحرزت كثيراً من الأهداف ، وخاصة برأسي ، حتى لقبني المتابعون بصاحب الرأس الذهبية .

 – وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب لعبت مع فريق شفا عمرو ، وأحرزت معه البطولة ، ولعبت سبع سنوات في صفوف فريق طمرة ، وأحرزت معه البطولة ، ثم لعبت لفريق دالية الكرمل ، ومن هناك انتقلت  كلاعب ومدرب مع فريق الاتحاد السخنيني ، الذي اعتزلت معه اللعب في سن 34 .

– وخلال فترة لعبي مع هذه الأندية تشرفت باللعب إلى جانب كثير من نجوم الوسط العربي المتألقين ، مثل علي عثمان ، وزاهي ارملي ، ومجيد سلباق ، وصبحي يوسفين .

 – ولا أريد الحديث عن إنجازاتي في الداخل ، فقد حققت الكثير من البطولات ، ولكن ( لا نبي في بلده) …  ولكن بحمد الله تمكنت كمدرب من الحصول على كثير من البطولات مع الأندية في مناطق ال 48 ، من أهمها أندية الأخوة حيفا ، واتحاد أبناء عرابة ، وأبناء الجديدة ، وأم الفحم .

– وبدأت تجربتي في البطولة الفلسطينية سنة 2009 مع نادي جبل المكبر ، الذي أحرزت معه بطولة أول دوري احترافي ، قبل انتقالي لشباب الخليل لنصف موسم ، استقلت بعدها للانتقال من جديد لنادي جبل المكبر ، الذي انتقلت منه لنادي هلال القدس ، وأنقذته من ورطة الهبوط ، وفزت معه ببطولة الكأس ، وبطولة الشهيد ابو عمار ، وبكأس السوبر ، كما أشرفت في أربع مباريات على فريق شباب الخضر ،  ثم عدت للتدريب مع فرق الداخل .

– أعتبر كل لاعبي فلسطين أحبابي ، ولا مجال للمفاضلة بينهم ، فيما لاعبي المفضل عالميا ليونيل ميسي .. وكذلك الأمر بالنسبة للمدربين ، فكل مدربي فلسطين زملائي ، وكلهم ممتازون ، وأمتنع عن التمييز بينهم ، من منطق احترامي لمهنتي ، متمنياً لهم التوفيق والنجاح .. أما عربياً فالمدرب الأفضل بالنسبة لي المرحوم الجوهري ، وعالميا الاسباني غوارديولا  ، فيما المدرب الذي أتوقع له مستقبلاً علي الحوامدة  ، وايهاب أبو جزر.

– بالنسبة لي المدرب المظلوم هو سمير عيسى ، وأفضل طاقم تدريبي عملت معه كان في نادي شباب الخليل مع رائد الخضور ، وجمال عويسات ، وبصراحة كان هناك تنافس كبير بيني وبين  صديقي الراحل عزمي نصار على لقب المدرب العربي الافضل ،

– أرى أنّ أفضل تشكيلة للنجوم العرب ، من فلسطين التاريخية تضم أفضل الحارس سعيد قزموز ، والظهير الأيمن إسماعيل عامر ، والظهير الأيسر شفيق الهزيل ، وكمدافع  مركزي علي عثمان ، ومدافع ثاني  سعيد سرحان ، وأربعة لاعبي وسط هم مهران راضي ، ووليد بدير ، وسليم طعمه ، ورفعت ترك ، والمهاجمين زاهي ارملي ،  ومؤنس دبور .

– بصراحة أنا محبط من إعلامنا  الرياضي ، الذي لا يتطرق برجولة لكثير من الأمور ، ويعجبني الدكتور سامر خضر ، الذي ينتقد بشده ، وبشكل بناء … باختصار الإعلام عندنا يطيب الخواطر .

– أعتقد أن منتخب فلسطين ينقصه مدرب فلسطيني مؤهل ( مع احترامي الكبير للمدرب الحالي ) أنا مؤمن بالصناعة المحلية .

– بصراحة رغم تسمية دورينا  الفلسطيني  ب ” دوري  المحترفين ”  إلا أنّه بعيد كلّ البعد عن الاحتراف ، وأرى أنّه آن الأوان الاعتماد في الخطط المستقبلية على لاعبي  الضفة  والقطاع ، والاستغناء  عن لاعبي ٤٨ ، وأنصح إدارات الأندية بضرورة  احترام  عقود اللاعبين ،  وإضفاء جو من الهدوء.

– اخيراً أقول لك : إن  الدوري الفلسطيني  سيبقى الأحب إلى قلبي ، مع التحية للاتحاد الفلسطيني ، الذي نجح في تنظيم الدوري رغم الظروف القاهرة ، وأعتقد أنّ هذا انجاز تاريخي يحسب للاتحاد ،  شكراً على كل مجهودكم  المباركة.