شكري العقبي المدرب الذي أسمع الجميع صوت كرة البادية!
بال جول قلم / فايز نصّار
في ظروف صعبة تألق عدد من نجوم فلسطين التاريخية في ملاعب كرة القدم ، التي شهدت بصمات مؤثرة لكثير من اللاعبين ، الذين كتبوا أسماءهم في الملاعب بحروف الذهب ، ومن أبرز هؤلاء زاهي أرملي ، وعزمي نصار ، وعلي عثمان ، وهشام الزعبي ، ووليد بدير ، ومنهم أيضا سبعاوي الملاعب شكري العقبي ، الذي تفتحت موهبته الكروية على حفاف كثبات النقب الغالي.
وشقّ أبو فريد طريقه الصعب في الملاعب ، ونجح في إثبات ذاته بين خيرة النجوم ، مرسخاً اقدامه ضمن صفوف خيرة فرق الدوري هناك ، ليصبح هدافاً يحسب له الحراس ألف حساب ، بما يملك من حس تهديفي ، وقدرة على هز الشباك من أنصاف الفرص.
وكانت للعقبي رحلة موفقة مع عدد من الأندية الفلسطينية ، بدءاً من شباب الظاهرية ، الذي حقق معه الكثير من النتائج .. ليشرف بعد ذلك بكفاءة واقتدار على حظوظ شباب يطا ، وشباب السموع ، وشباب دورا.
ويؤثر الكابتن شكري الهدوء في التعامل مع لاعبيه ، ولا يفضل التواصل معهم بالصراخ والعصبية ، لأنّ اللاعب هو مفتاح نجاج المدرب ، ولأنّ العلاقة يجب أن تكون راقية بين المدرب ، وجيع العاملين في منظومة الفريق من حوله .
ورغم ذلك وقعت بين يديً كثير من الصور ، التي ظهر فيها مدرب البادية يصرخ على نجومه ، ويحتفل بجنون لتسجيلهم الأهداف ، وتلك بعضاً من قصصه الكثيرة ، التي أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء .
-اسمي شكري نايف سالم العقبي ” ابو فريد ” من مواليد بئر السبع يوم 28/6/1973 ، حاصل على أعلى الشهادات التديبية الممكنة .
– بدأت لعب كرة القدم منذ الصف السادس ، حيث كنت ضمن منتخب المدرسة ، وبقيت مع الفريق حتى الصف التاسع ، وقد مثلت المدرسة مع معلم الرياضة الأستاذ عدنان العطاونة ، الذي شجعني كثيراً ، لأواصل اللعب بعد ذلك مع مدرسة في بئر السبع ، ثم التحقت بفريق مكابي بئر السبع ، ضمن مراحل الشبيبة والشباب ، قبل لعبي مع الفريق الأول … وبعد فترة انتقلت للعب مع فريق أشبال هبوعيل السبع ، ثم لعبت مع فريق الهجرة الاسلامي لمدة موسم ونصف ، حصلنا خلالها على كأس الدوري ، ويومها سجلت الكثير من الأهداف ، وفي احدى المباريات تواجد مدرب الدرجة الممتازة لهبوعيل السبع ، الذي دعاني للاختبار مع الفريق ، وكان عمري أقل من 18 سنه ، وفعلاً ذهبت ونجحت ، واحترفت مع الفريق لموسمين ، كنت خلالها هدافاً ، وسجلت الكثير من الأهداف .
– بعد ذلك انتقلت للعب مع فريق سخنين ، ومعه نلت لقبيّ هداف الموسم ، ولاعب الموسم ، ثم انتقلت للعب مع فريق طمره كفر قاسم ، والكثير من الفرق ، وحصلت مع فريق عراد على لقب البطولة كلاعب ، وحظيت بالعديد من الإنجازات الرياضية كلاعب ، وكانت لي مع كلّ فريق لعبت له بصمه واضحه ، كمهاجم ومسجل للأهداف .
– وأعتز كثيراً بتدربي تحت إشراف المدرب القدير ، الكابتن سمير عيسى ، الذي كانت له بصمه واضحة في نجاح اتحاد أبناء سخنين وقتها ، وحسب رأيي فهو المدرب المظلوم في كرة القدم في الوسط العربي في الداخل .
– وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب دربت الكثير من الفرق في الدوري الفلسطيني ، ومنها شباب الظاهرية ، وشباب يطا ، وشباب السموع ، وشباب دورا ، ولاحظت خلال اشرافي على هذه الفرق تألق عدد من المميزين ، أذكر منهم اللاعب الخلوق والمبدع خلدون فهد ، ومحمود البيطار ، والحج خليل الصانع ، ورضوان ابو كرش ، وحسام ابو عواد ، ومحمد حرارشه ، وطارق ابو غنيمه ، ومحمود السويطي ، وفارس النجار ، وابراهيم السويكري ، ومن الحراس عبد الصمد ابو اسنينة ، وانس أبو سيف ، وطبعاً لا أنسى محمد ابو شرخ مع الغزلان ، مع احترامي للجميع ، فأسماء النجوم كثر .
– أعتقد أنّ أفضل تشكيله دربتها كانت مع الغزلان في أول موسم لي ، وكانت تضم الحج خليل ، وعزيز ابو شتيوي ، ومحمود البيطار ، وغيرهم ، وحالياً يوجد لاعبين لهم بصمه مميزه مثل رضوان ، وحسام ، وابو حامد ، وطبعا الكابتن أحمد ماهر.. وغيرهم
– وبعون الله حققت خلال مسريتي في الملاعب الكثير من الإنجازات ، من أهمها حصولي على البطولة مع شباب السموع ، وشباب يطا ، بوجود نخبة من النجوم المميزين في الفريقين ، كما توفرت معي نخبة أخرى من النجوم مع شباب دورا ، وكان بالامكان التقدم معهم ، وطبعا كان هناك تغيير ممتاز للأفضل بعد استلامي التدريب هناك ، ولكن ……!
– أعتقد أنّ من خيرة نجوم الوسط العربي في السابق هشام الزعبي ، وزاهي ارملي ، وغيرهم من اللاعبين ، وبالنسبة لي كلّ مدربي فلسطين أصدقائي ، سواءاً منهم من يعمل في الضفة والقطاع ، أو في الوسط العربي ، وأتمنى لهم جميعاً التوفيق .
– بالنسبة لي الإعلام الرياضي جيد جداً ، وأقصد هنا الإعلام الرياضي الفلسطيني ، أمّا في الداخل فمع الأسف التغطية غير كافية ، خصوصًا بالنسبة للجنوب .
– من أجل تطور كرة القدم الفلسطينية لا بدّ من الاهتمام بالواعدين ، ويجب الاعتماد على عنصر الشبيبة والشباب ، فهما عماد المستقبل ، إذا أردنا أن نعمل بشكل سليم ، وعندما ندربهم بشكل صحيح ومهني ، ونحسن اختيار اللاعبين المميزين من الفرق ، سيكون لنا منتخب جيد للشباب ، وبعدها سيتطور مستوى المنتخب الوطني ، والفريق الأول في الأندية .
– أتوجه بالتحية لصديقي الكابتن سعيد ابو الطاهر ، الذي له بصمه واضحه في الدوري الفلسطيني ، وحقق الكثير من الإنجازات .
– أعتقد أنّ أهم عنصر من عناصر التدريبات الحديثة التعامل مع اللاعب بشكل انساني ، وبعدها بشكل رياضي محترف ، ويجب أن تتطور أساليب التدريبات ، وذلك مهم جداً في عالم الرياضة ، وفي كرة القدم خاصة .. أجزم أنّ المدرب الناجح هو من يتعامل مع لاعبيه بالابتسام والاحترام ، الذي يجب أن يشمل طريقة تعامل المدرب مع جميع العاملين في المنظومة ، وخاصة اللاعب الذي يعتبر أهم عناصر نجاح المدرب.