الرياضة النسوية.. لماذا الآن؟
من حق المرأة ممارسة الرياضة وفق ضوابط وأحكام معينة، فديننا الحنيف لم يفرق بين الرجل والمرأة في التكاليف الشرعية وأعطاها الحق في التعليم والعمل، وفق ضوابط أيضاً، ولذا فإن أي ممارسة تأتي في هذا الإطار، لا تمثل تحدياً للمجتمع الذكوري، كما حاول أن يصور تقرير بثته إحدى القنوات الفضائية عن مشاركة فريق الجزيرة للسيدات بغزة في بطولة الأندية العربية لكرة الطاولة في الأردن.
صحيح أن مشاركة فريق نسوي من غزة في بطولة عربية خارجية، يعد حدثاً غريباً في مجتمع لم يعتد على مشاهدة المرأة وهي تمارس أي نوع من أنواع الرياضة، ولطالما اعتبره من المحرمات، وجعله مادة للتخوين والتشكيك بين أبناء البلد الواحد، لكن تبدل الحال والسماح للنساء بممارسة الرياضة والتمثيل الخارجي في هذا التوقيت بالذات يثير الجدل والشكوك، خاصة وأن هذه المشاركة جاءت بعد افتتاح مدرسة لتعليم الفتيات كرة القدم في نادي الهلال.. فما الذي تغيّر ولماذا الآن؟
الحلال بيّن والحرام بيّن. ولا يمكن للشيء أن يكون حراماً، ثم فجأة يصبح حلالاً، أو يكون حلالاً ثم يصبح حراماً، لا يمكن أن تعتبر ممارسة المرأة للرياضة في بلد ما حراماً وفي بلد آخر حلالاً. الحلال والحرام ثابتان ولا يتغيران بتغير المكان والزمان، هذه النظرة تؤكد أن المصلحة هي التي تتحكم في تبني المواقف وإصدار الأحكام.
ما هو مؤكد أن شيئاً لم يتغير، فالمجتمع هو ذاته بأفراده وعاداته وتقاليده، وهو ذاته الذي رفض تشكيل منتخب نسوي قبل عشر سنين، والفارق في الحالتين، أن بعض الذين هبوا لمنع تشكيل فريق نسوي سابقاً، لا تسمع لهم صوتاً الآن، رغم أنهم لازالوا في دائرة النشاط الرياضي!!
إذا كان من تحد في مشاركة نساء الجزيرة في البطولة العربية بالأردن فهو للحصار المفروض على غزة، وليس لعادات المجتمع، لأن تواجد اللاعبات الأربع في البطولة تم بمعرفة مسبقة ورضا رسمي وبعيداً عن مفردات التحدي والثورة على الواقع، أليس السكوت علامة الرضا؟
مشاركة المرأة مكفولة بضوابط، سواء في الحياة الرياضية أو غيرها، قبل أن يطالب بذلك رعاة الديمقراطية في العالم!!