بطولة بيبسي فتحت نفسي!
تأخرت لظرف ما في الذهاب لحضور نهائي بطولة بيبسي الرمضانية، وقد توجهت الى ملعب اليرموك مع مجموعة من الاصدقاء ، وقد اتى احدنا اتصال أن ابواب المدرجات قد أغلقت ولا موطئ لقدم فيها، فما ما كان منا الا الدخول عبر طرق التفافية.
أشك أنني كنت سأفكر فيها مجرد تفكير، ولكن هذا ما حدث ومن ثم وجدت لنفسي مع اصدقائي مكانا للوقوف في اعلى المدرجات فلم يكن للجلوس امكانية، اعتقد ان الحضور الجماهيري في هذه المباراة لم يكن مسبوقا من قبل ، وقد دونت على مدار المباراة وحتى انتهائها بعضا من الملاحظات آمل أن تشاركوني فيها .
* بكل صراحة كان للجنة المنظمة جهد رائع ومميز ، لم أكن أتصور بحق أن يكون التنظيم في هذه الروعة والجمال ولا أخفي أنني كنت كمن يشاهد كرنفالا جميلا ، في منظر يضاهي ما يمكن مشاهدته في مباريات في دول عربية أو حتى أجنبية من روعة التنظيم ، ولذلك يجب فعلا شكر اللجنة المنظمة على هذا التنظيم الرائع لا سيما في الفترة التي سبقت بداية المباراة ، فقد كانت حقا لوحة فنية رائعة وجميلة أشعرتني أني أشاهد مباراة في إستاد القاهرة على سبيل المثال .
* من الناحية الفنية فقد لعب غزة الرياضي في الشوط الأول حتى الدقيقة 10 -15 تقريبا ثم دانت السيطرة الفنية لنادي اتحاد الشجاعية عبر انطلاقات الرائع ياسر الغول الذي اعتبره أفضل لاعب في المباراة مختلفا مع قرار اللجنة المنظمة باختيار أنس الحلو علما أن الأخير أيضا قدم مباراة رائعة خصوصا في الشوط الثاني ، أما الشوط الثاني فقد كان شوطا للرياضي بامتياز حقق فيه التعادل وكان اقرب لتحقيق الفوز لا سيما انه بدا واضحا تأثر لاعبي نادي الشجاعية بالتعب وضعف اللياقة البدنية ، ومن ثم ابتسمت ركلات الترجيح _ وهي التي لا معيار منضبط للحكم عليها ولا فيها الا التوفيق من الله عز وجل، لنادي الشجاعية ربما حتى لا تغادر جماهيره الغفيرة حزينة في هذه الليلة .
* بين الشوطين كان هناك أمرا أثارني بكل صراحة وربما يخالفني البعض في رايي فيه ، فقد كان أمام المقصورة منصة صغيرة لفرقة من الدبكة تقوم بأداء بعض العروض على أنغام مكبرات الصوت التي تغني ، هي يالله ، هي يالله ، بينما في الجهة المقابلة اصطف عدد غير قليل من الأجهزة الفنية واللاعبين والإعلاميين لأداء صلاة العشاء ، ولا أدري كيف كان يستقيم الأمر في هذه الحالة جهة من الملعب فيها دبكة ومكبرات صوت ضخمة ، وفي الجهة الأخرى تقام صلاة العشاء، فان كان الحديث الشريف يقول لا يشوش قارئكم على مصليكم ، والقارئ هنا هو قارئ القرآن فما بالكم بمن يغني للدبكة ؟ وفي المقابل هل يمكن لوم من أقام الصلاة في مابين الشوطين ؟ أعتقد انه لا يمكن لوم من أقام الصلاة ، ولي رأيي ولكم آراء.
* عند حضور رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية لفت انتباهي مشجع شجاع وجه كلامه مباشرة لأبي العبد حين اقترب من المدرج الذي يجلس فيه قائلا ، ( نريد مصالحة يا أبو العبد نريد مصالحة ) كان بصراحة موقفا رائعا يعبر عن نبض المواطن الفلسطيني التواق لعودة اللحمة والوحدة وعودة الوئام حتى في ظل متابعته لمباراة في كرة القدم ، فقد مل الشعب الانقسام وهذا الشاب كان يعبر عن ذلك بكل عفوية وانتماء .
* بصراحة اللعب ليلا له جمال خاص ، يميزه عن اللعب عصرا ، اتمنى ان يتم تزويد ملاعب القطاع بالأضواء الكاشفة حتى تقام المباريات ليلا ، ولا أدري إن كانت مشكلة الكهرباء ستبقى تلاحقنا لتمنعنا من رؤية هذا الأمر .
* أود أن أؤكد انه حق لنادي غزة الرياضي أن يفخر بلاعبيه فقد أدوا بحق ما عليهم ، وكانوا على قدر المسئولية ، ولكن هذا حال الرياضة وكرة القدم وضربات الترجيح التي لا يحكمها كما قلت الا عنصر التوفيق ، واتمنى لهم التوفيق في بطولة الدوري التي ستقام قريبا ، وحق لأبطال الشجاعية ان يفرحوا بفوزهم الغالي في هذه البطولة الجميلة ، وأهمس في آذانهم أنه يجب وبسرعة تلافي بعض السلبيات التي وضحت خلال مشوار البطولة وانتم قادرون على ذلك ، كما ينبغي تحية الجماهير الرائعة التي كانت خلف الفريق بل كانت اللاعب رقم واحد في هذه المباراة.
* وفي الختام على القائمين على نشاط كرة القدم في القطاع ان يسارعوا الان في البدء في بطولة الدوري العام حتى لا تفقد الفرق الرياضية ما حققته خلال البطولتين الوديتين اللتين اقيمتا في قطاع غزة كفترة اعداد للفرق المشاركة في الدوي ، وحتى لا يهبط المستوى الفني بعدما وصل لمرحلة لا بأس بها.. وحتى لا تفتقد الجماهير التواقة لكرة القدم معشوقتها الساحرة المستديرة فهل من مجيب ؟