2024-11-24

الصحافة الرياضية …. النقد مش عيب

2012-10-02

تعتبر عملية النقد حالة إنسانية عاشتها البشرية منذ الخلق وجاءت للرفض أو للإشادة بسلوك معين مارسه شخص معين سواء كان شخص طبيعي أم معنوي.

وفي حضارتنا العربية والإسلامية كان النقد عنوان لتصحيح الأمور بشكل يضمن السير في المجتمع إلى بر الأمان ، وكان النقد في الاقتصاد والسياسة والحرب والسلم.

والنقد الذي نعيشه الآن هو حالة حرجة يمر بها الناقد خوفا من عدم إرضاء الجميع أو بالأحرى الإساءة إلى البعض ، حسب ما يعتقد البعض.

وفي النقد الرياضي تجد الصحافة الرياضية لها تأثير كبير على تشكيل اللوحة الرياضية في أي بلد ، ففي الدول الأوروبية تجد النقد الرياضي يقيل المدربين ورؤساء اتحادات الألعاب ويختار أفضل لاعبي العالم ويمنح دول شرف استضافة العاب كبيرة ، وجميعنا يتذكر في خضم المنافسة الشرسة على استضافة مونديال كاس العالم 2022 والتي حظيت بها قطر أثارت البي بي سي ملف فساد في الرياضة الانجليزية بخصوص ملف بلادهم للترشح حرم الانجليز معظم الأصوات وبالتالي انحصرت المنافسة بين قطر والولايات المتحدة.

أما واقع النقد في صحافتنا الفلسطينية فهو لا يرتقي إلى هذا المصطلح ، والذي استبدل بمصطلح أن صح القول أن نسميه المجاملات الرياضية.

فمن يتابع وسائلنا الإعلامية يلاحظ أن الرياضية الفلسطينية لما حظيت عليه من إشادة حققت انجازات عربية وآسيوية ودولية ، مع العلم أننا الفلسطينيون إلى الآن لم نحصل على أي فرحة رياضية تذكر من سنين طوال ، وللأسف الشديد لم نسمع عن واقع معظم الاتحادات الرياضية الهاوية أو والتي تعمل بعشوائية مطلقة وبدون تخطيط يذكر ، كما أن الأندية حدث ولا حرج ، ولم نسمع يوما من الأيام صحفي نقد القطاع الخاص لعدم ممارسته أي دور يذكر.

فبعيدا عن هذه الإشكاليات نخوض في أسباب عدم وجود ناقدين رياضيين ، فمن أهم الأسباب هي العقلية الرياضية التي تفهم النقد بأنه إساءة وشتم وتجريح ، وبهذه الحالة يكون شعار الصحفي عدم كسب أي عداوة.

ومن الأسباب أيضا عدم وجود جسم صحفي قوي يقوي قدرات الصحفيين في هذا المجال ، بل ان الدورات والتدريبات التي تأتي لا نسمع عنها تارة وترفض تارة أخرى لعدم مقدرة الرابطة على الاختيار وتقوقع عقليتهم في مبدأ إرضاء الجميع.

وهناك سبب مهم يتمثل في عدم مقدرة الصحفي نقد ناديه الذي ينتمي إليه أو وزارته التي يعمل بها أو اتحاده الذي هو ناطق إعلامي له لأنه إذا انتقد سيؤثر بالسلب على مصدر رزقه او مكانته.

كما أن الخوف عامل مهم سواء من اتحادات أو أشخاص أو من الأندية الجماهيرية، كل ذلك سبب مهم لعدم النقد الجريء فإذا هذا الصحفي نقد لاعب أو مدرب أو شخصية رياضية ( فيا حملة الله عليه ) الكل يبدأ يكيل بالشتائم ويصب جام غضبه عليه.

كما أن معظم الصحفيين يعملون كهواة أو متطوعين وتجد القليل القليل لمن له قدم في صحيفة بدوام كامل ، وإذا عمل الصحفي كاملا فعليه أن يكتب ويحلل ويقابل ، وهذا يفقد الصحفي حالات الإبداع ، لان النقد الصحيح لا يمارسه إلا المبدعون.

وبهذا يحرم الجمهور من متعة النقد الهادف الجريء القوي الغير مجامل ، وكثير من وسائلنا الإعلامية ليس لها متبعين لان أخبار اليوم أشبه بالبارحة.

إذا أردنا ان يكون لدينا نقد رياضي له تأثير وجودة عالية علينا أن نمتلك صحافة رياضية قوية ، وإذا أردنا ذلك علينا أن يكون لدينا جسم نقابي قوي ، وإذا أردنا ذلك على هذا الجسم أن يكون له تأثيره في الرياضة الفلسطينية ، وإذا أردنا ذلك علينا العمل على استقلالية الصحافة وعدم التبعية ،وإذا أردنا ذلك علينا تسليح الصحفي بأدوات صحفية متطورة ، وإذا أردنا ذلك على القائمين على رياضتنا أن يؤمنوا بالدور الصحفي المؤثر (إذا بدهم).

وإذا أصبح لدينا نقد في المستقبل على الصحفي أن يكون دقيقا في نقده ولا يرمي الناس جزافا ويكون نقده بناء هدفه تعديل حالة سيئة.
اعتقد أن الصحفي الرياضي الحلقة الأضعف في الرياضة الفلسطينية ، بعكس ما يجب أن يكون

واجزم أن الصحفي ليس أمامه سوى التوكل على الله وان لا يلوم بالله لومة لائم.