2024-11-23

كيف تناولت وسائل الإعلام تغطية دوري جوال الممتاز

2022-05-30

بال جول – كتب أحمد سلامة:

عدوان: المواقع الإلكترونية خطفت الأضواء لسرعتها في نقل الأحداث بالصورة أولاً بأول..

المصري: التلفزيون أحدث قفزة عملاقة من خلال المتابعة والتحليل الدقيق للأحداث..

دلول: الصُحف المحلية أثبتت أنها أساساً صعب طمسه من قِبل الإعلام الإلكتروني..

صيام: الأخطاء الإملائية والتحريرية هاجساً يهدد صمود المواقع في وجه الصُحف..

جبر: التغطية الإعلامية المميزة ألقت بظلالها على مباريات الدوري.. فاحتدمت المنافسة..

أبو عيطة: غياب الرقابة.. وفقدان المصداقية في العمل جعلا الإعلام مهنة من لا مهنة له..

إن نجاح أي بطولة رياضية على مستوى العالم إن لم يرافقها تغطية إعلامية مناسبة فإنها مهددة بالفشل نظراً لما يمكن أن يقدمه الإعلام من دور في نشر وتثقيف وإبلاغ الجماهير بأهمية هذه الأحداث، ولأن المنظومة الرياضية الفلسطينية ليس بمعزل عن العالم فقد حقق الإعلام الرياضي قفزة نوعية خلال تغطيته لبطولتي دوري الدرجتين الممتازة والأولى في المحافظات الجنوبية فإلى جانب الصحف والمواقع الرياضية المحلية، اقتحمت وسائل أخرى لأول مرة في الحدث وهي “إذاعة ألوان الرياضية” وما قدمته من خدمة جديدة للمستمع والمتابع الذي أصبح في قلب الحدث، إضافة إلى “قناة الكتاب الفضائية” التي تابعت الحدث من خلال التحليل الفني العميق عبر المتابعة لكل مباريات الدوري.. “أيام الملاعب” وعبر الحلقة السادسة من حصاد دوري جوال واكبت العديد من وسائل الإعلام المختلفة والعاملين فيها للتعرف على كيفية تغطيتها لبطولتي الدوري، والوقوف على السلبيات والإيجابيات التي واجهتهم عبر التقرير التالي:

تطور هائل..

الإعلامي “سلطان عدوان” مراسل “أيام الملاعب” في المحافظات الجنوبية قال: “أن البطولات الرسمية التي ينظمها اتحاد كرة القدم جاءت في مصلحة وسائل الإعلام الرياضي التي انتعشت مع بطولة دوري جوال الممتاز، مما أحدث منافسة شديدة بين تلك الوسائل التي استعدت استعداداً جيداً ووضعت سياسة خاصة للتغطية الإعلامية بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة من أجل التميز”.

وأكد عدوان أن وسائل الإعلام المختلفة منحت مساحة كبيرة جداً للتغطية، فعلى صعيد الصحف، وبالرغم من أن صحيفة “الأيام” لم تعطِ المساحة الكافية لنا كمراسلين في بداية الدوري، استطاعت أن تتميز بشكل مثالي في تغطية المباريات والتقارير والمقابلات الحصرية، خاصة بعد توقف دوري المحافظات الشمالية، لتصبح مساحة التغطية مفتوحة لكافة أعمالنا كمراسلين.

وحول تغطية موقع “بال جول” بصفته أحد العاملين فيه قال عدوان أن هناك سياسة متبعة تعتمد على التغطية الفورية للمباريات ومن ثم نشر التفاصيل بالصور، وتم استحداث زاوية خاصة تحت اسم “فوتو جول” وهي خاصة بصور المباريات، إلى جانب نشر جدول المباريات وترتيب الفرق ووضع معلومات خاصة عن كل فريق، لافتاً إلى أن إدارة الموقع اعتمدت بشكل دائم على نشر تصريحات مدربي الفرق وأبرز اللاعبين فور انتهاء المباراة والتقاط الصور الخاصة للجماهير ورصد فرحتهم، إضافة إلى متابعة تدريبات الأندية وخاصة التي تمتلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة، ناهيك عم التركيز على نشر التقارير الخاصة التي تتضمن أهم الأرقام والإحصائيات لكل جولة وأهمها المتعلق بأغلى الأهداف وهي زاوية خاصة ومستحدثة.

وشدد عدوان على أن الموضوعات التي كانت تنشر بالصور تزيد عن غيرها مما يعكس أهمية الصورة وسحرها الخاص مع الاعتماد على الأخبار المختصرة في اغلب الأحيان كون الإعلام الالكتروني يتطلب السرعة والإيجاز.

وأكد عدوان أن أبرز سلبيات التغطية هو تعامل البعض مع الصحفيين حسب المزاج وإمداد المقربين منهم بأخبار خاصة دون غيرهم، والثمن صورة تُنشر في الموقع، ويا له من ثمن بخيس وكرامة منقوصة من بعض الزملاء.

تغطية التلفزيون قفزة عملاقة..

من جانبه قال الإعلامي “محمد المصري” الذي يعمل مقدماً للبرامج الرياضية في “قناة الكتاب الفضائية” أن وسائل الإعلام وسائل الإعلام الرياضية استنفرت وبدأت في سن أقلامها وتحضير كلماتها وتجهيز منابرها ووضع جداول تغطياتها المقترحة لتواكب انطلاق الدوري بدرجتيه الممتازة والأولى بعد ما يزيد عن أربعة عشر شهرا عجاف، مما جعل المنافسة استثنائية، فابتكرت الصُحف والمواقع الإلكترونية طرقاً جديدة لنقل الأحداث والنتائج أولاً بأول، كما حرصت على تجهيز حصاد يُمحص كل ما يدور في الأسبوع، أما الإعلام المسموع فشهد نقلة نوعية عبر أستوديو مباشر يسبق اللقاءات المهمة ويعقبها وما بين الفترتين نقلاً مباشراً للمباريات بصوت معلق وهنا، يعود الفضل لإذاعة ألون الرياضية المتخصصة، وهي الأولى في الوطن ومن ثم تبعتها شقيقتها أمواج لتبدأ المنافسة في التخصص داخل التخصص.

ولفت المصري إلى أن القفزة العملاقة أحدثتها الشاشة الصغيرة عبر بعض القنوات التلفزيونية المحلية التي لم تسقط الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً من حساباتها، وهو ما رسّخته قناة الكتاب الفضائية والتي خصصت برنامج (خط الوسط) يبث مرتين أسبوعياً، فلا يترك شاردة ولا واردة إلا ويلقي عليها الضوء، مما ساهم في الارتقاء بطموح اللاعبين والأندية حتى تنال حظها من الظهور، وهذا حق مكفول وواجب على القائمين عن البرنامج الذي حظي بمتابعة جماهيرية منقطعة النظير.

وتابع المصري: بالرغم من كيل المدح والثناء على وسائل الإعلام الرياضية إلا أن العمل الإعلامي لم يخلُ من السلبيات، لعل أبرزها عدم قدرة بعض الزملاء على الاحتفاظ بآرائهم الشخصية لأنفسهم وعجزهم عن إخفاء تأييدهم لبعض الأندية أثناء متابعتهم للمباريات، وهو ما أحدث بعض الإشكاليات مع المنظمين إضافة للمسائل المتعلقة بالبطاقات الصحفية وأوقات حضور الإعلاميين للمباريات, وهذه السلبيات يجب أن نتعاون جميعاً للتخلص منها لنليق أن نحمل صفة أصحاب السلطة الرابعة

الصحف المحلية إبداع استثنائي..

بدوره اعتبر الإعلامي “مهند دلّول” مراسل “صحيفة الحياة” في المحافظات الجنوبية أن تغطية البطولات المحلية في قطاع غزة وعلى رأسها دوري الدرجة الممتازة, شهدت تطوراً ملحوظاً في الموسم الحالي مع انطلاق أول إذاعة رياضية متخصصة هي إذاعة “ألوان” والتي كانت تبث ثلاث مباريات أسبوعياً على الهواء عبر المعلقين، لتضع المستمع في قلب الحدث، إضافة إلى الصحف التي لعبت دور كبير في التغطية.. كإبداعات صحيفة “الأيام” التي لم تتوقف و”الحياة الجديدة” و”القدس” اللتان تسيران بخطوات جيدة، وصحيفة فلسطين تتمتع بطواقم تستحق كل الاحترام والتقدير.

وعلى صعيد والمواقع الإلكترونية قال دلول أنها تألقت بظاهرة المصورين المحترفين أبرزهم أشرف نصر وعلاء شمالي وأبو شموخ..

ودعا دلول إلى ضرورة التطوير في عمل المنظومة الإعلامية الرياضية، نظراً لتضخم أعداد المراسلين الرياضيين في قطاع غزة, فمن غير المنطق أن يضم القطاع أكثر من (100) صحفي رياضي, وهناك خلط بين الإعلاميين وأصحاب المهن الأخرى كرئيس مشجعي نادي متميز والذي يعمل صحفياً في الشوط الثاني من مباريات فريقه.

ونبّه دلول المواقع الإلكترونية إلى ضرورة إعادة النظر في قدراتها التحريرية نتيجة الضعف الواضح والصارخ في كثير من المواد المنشورة, مطالباً رابطة الصحفيين الرياضيين بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تحديد أعداد الصحفيين العاملين في تغطية بطولات الدوري حتى لا نصاب بورم الصحافة الوهمية.

تغطية بكل الألوان..

ولم يختلف رأي الإعلامي “مصطفى صيام” المحرر الرياضي في موقع أطلس سبورت عن زملائه الإعلاميين فقال: “أن الإعلام الرياضي لعب دورا مميزاً ومؤثراً في تغطية المرحلة الأولى من الدوري بدرجاته المختلفة من خلال التنوع في الفنون الصحفية بدءاً من الأخبار ومروراً بالتقارير والحوارات، وانتهاءً بالمقالات والقصص الخبرية التي كان لها الأثر الايجابي في مسيرة الدوري، ولعل أهم ما ميز تلك التغطية استخدام الصورة الرياضية بمعناها الحقيقي والتي أضفت رونقاً رائعاً على المباريات وأحدثت تفاعلاً مميزاً مع الجماهير الرياضية التي تابعت أحداث وتفاصيل البطولة بمختلف جوانبها،

ويضاف أيضاً التجربة النوعية في التغطية الإعلامية عبر النقل المباشر من خلال إذاعة ألوان الرياضية، والتي جعلت المهتمين في متابعة دائمة للحدث”. ونوّه صيام إلى الدور السلبي الذي لعبه الإعلام في بعض الحالات من خلال التغطية السلبية البعيدة عن المصداقية والمهنية، والتي أدخلت المنظومة الرياضية برُّمتها في حالة جدال كادت أن تغير مسار النشاط الرياضي إلى الأسوأ، مشيراً إلى أن هناك صعوبات عديدة واجهت الإعلام خلال المرحلة الأولى لعل أبرزها فيما يتعلق بالإمكانات غير المتوفرة الخاصة بتحركات الإعلاميين داخل الملعب وتواجد الأماكن المخصصة لهم، ناهيك عن التدخلات التي مارسها العديد من اللاعبين والمدربين عبر التهديد والوعيد حينما تناول بعض الزملاء العديد من المظاهر السلبية التي شاهدوها أثناء التغطية، يُضاف إلى ذلك غياب الثقافة والمعرفة من بعض اللجان المشرفة على النشاط وعدم قدرتهم على طبيعة العلاقة التي تربطهم بالإعلام الرياضي.

وأشار صيام إلى أن التغطية الإعلامية للبطولة حملت العديد من الأخطاء والسلبيات من الناحية المهنية، فكثرت الأخطاء الإملائية والتحريرية، وأصبحنا نجد أناس يمتهنون المهنة دون أدنى قواعد أو أسس صحيحة، مما يستدعي البدء في عملية تقييم شاملة لتفادي الأخطاء في المرحلة المقبلة.

جهد كبير.. وإمكانات محدودة..

ولم يختلف رأي الإعلامي في موقع أطلس سبورت “مصطفى جبر” عن زميله “صيام” في نفس الموقع، فقال أن التغطية الصحفية لمرحلة الذهاب من دوري جوال كانت أكبر من المستوي العام للبطولة وأعطتها زخماً إعلامياً كبيراً جداً، مما خلق تنافساً شريفاً بين وسائل الإعلام المختلفة التي أفرزت مساحات كبيرة عبر مؤسساتها لهذه التغطية من خلال نشر الأخبار والحقائق ورصد الأرقام ونقل المباريات بشكل مميز وكل ما يتعلق ببطولة الدوري, من أجل الترويح عن الجمهور وتخفيف الأعباء وصعوبات الحياة عن كاهلهم.

وأشار جبر إلي أن هناك معيقات كبيرة واجهت الصحفيين خلال تغطيتهم لبطولة الدوري أبرزها المعاملة غير اللائقة من قِبل مراقبي المباريات وعدم وجود أماكن مخصصة للصحفيين في أغلب الملاعب وغياب التنظيم داخل أرضية الملعب، بالإضافة إلي وجود عدد كبير من الأشخاص داخل الملعب تحت مسمي “صحفي” مما يؤثر بالسلب على زملائه الآخرين, لافتا إلي أن غياب الإمكانيات المطلوبة يحد من تقديم أفضل مما هو موجود على الساحة الإعلامية بالرغم من تميزه, ومما يجعل التغطية الصحفية عمل شاق للصحفيين الذين يسعون دائما لتقديم صورة مشرفة لرياضتنا الفلسطينية من خلال تغطية بطولة الدوري بإمكانيات محدودة جداً بالشكل المميز والمطلوب وخاصة أنها البطولة الأبرز من بين البطولات المحلية لما تشهده من منافسة كبيرة بين الفِرق الغزّية.

رقابة غائبة..

بدوره قال الإعلامي “أسامة أبو عيطة” مراسل صحيفة فلسطين أن انتظام بطولة الدوري كان من العوامل الإيجابية والمحفزة للعديد من الوسائل المختلفة للعمل بطاقة كبيرة, ولعل تعدد الوسائل التي عملت على تغطية الحدث_ رغم السلبيات التي حملتها_كان من العوامل التي زادت من مستوى الإثارة، مشيراً إلى أن المواقع الإلكترونية دخلت بقوة على المجال, خاصة بقدرتها على التغطية بالصورة وبكثافة, والعمل الإذاعي المتخصص, وما يحمله من متعة في النقل المباشر للمباريات مع التعليق المثير, وإيصال المعلومة للمتابع بسرعة كبيرة جداً, والتلفزيوني الذي غالباً ما افتقدناه في بطولاتنا المحلية, خاصة مع وجود برامج متخصصة وما تشمله من أستوديو تحليلي على المستويين الفني والتحكيمي, وصولاً للعمل الصحفي الذي يُعد من الأدق والأكثر متعة.

وأكد أبو عيطة أن المواد التي تنتجها الصحف هي الأدق والأكثر مهنية نوعاً ما, لما تحمله من تخصصات متعددة, بدءاً بالصحفي المراسل, مروراً برئيس التحرير المتخصص والعام, ثم التدقيق اللغوي, وصولاً لقسم الإخراج الفني الذي يعمل على إظهار الصفحات بالشكل الجمالي الذي يشاهده المتابع.

ولفت أبو عيطة إلى أن المثالية كادت تكون مجرد وهم في العديد من الأحيان, وعلى مستوى لا يُستهان به, فدخلت العديد من المصالح والحسابات الشخصية, والتنظيمية والمناطقية في الحسبان, في وقت لم يتعود مجتمعنا الرياضي على كيفية التعامل مع النقد البناء, ويفهمه فوراً على أنه اتهام وتجريح, ناهيك عن الكثير من القيادات الإدارية التي تضع نفسها فوق مستوى الانتقاد، مشيراً إلى أن غياب الرقابة الإعلامية جعل الإعلام في كثير من الأحيان مهنة من لا مهنة له !!