2024-11-22

الحكام تحت طائلة الترهيب والوعيد ..

2020-08-10

الخليل – خالد القواسمي

ينتهي موسم كروي ويبدأ آخر ويدخل حكام الكرة في دورات مكثفة استعدادا لخوض غمار الاستحقاق الكروي ومع كل موسم يحدث اللغط وتعلو الانتقادات وتثار الفتن ضد هذا الحكم وذاك ويبدأ مسلسل القيل والقال وتكال الاتهامات للحكام وللقائمين على مقدراتهم من لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم وكلما اقتربنا من المراحل الختامية للدوري تشتد وطأة الأمر ويقع الحكام تحت طائلة الضغط النفسي حرصا منهم لإخراج المباريات دون أخطاء لكن جل من لا يخطئ.

نعم موسم كروي مثير ومشوق ومن الطبيعي أن يشهد صخب حول الحكام وقراراتهم نظرا لحدة وسخونة وقوة المنافسة بين فرق المقدمة التي تمارس لعبة الكراسي الموسيقية بالتناوب مما يعطي الدوري أقصى درجات المتابعة والاهتمام وهنا يقع أحيانا الحكام ضحية لقرار غير موفق يخلط الأوراق ومن الممكن أن يقلص الفارق بين فريقين أو أكثر فتتصاعد حدة الانتقادات وتشحن الأجواء على المدرجات وأحيانا على مقاعد دكة الاحتياط وفي بعض الأحيان مقصورة كبار الضيوف ويبدأ الغمز واللمز فلا تترك صافرة أو أي إشارة حتى الابتسامة دون تفسير وتحليل تصل حد الاتهام ويصنف كل ما يدور من حكم الساحة أو مساعديه تحت بند المقصود والمتعمد.

والكل يرى بان فريقه قد تعرض للظلم ويتعرض لمؤامرة حيكت خيوطها بليل من جانب الاتحاد ولجنته والحق يقال بأنها ظاهره لا ننفرد بها وحدنا لكن من العجب العجاب ما تسمعه قبل بدء المباراة فكثير من الأحيان تتهامس الجماهير وتلهج ألسنتها بالشؤم عندما ترى حكم معين أوكلت إليه إدارة المباراة مما يعطي الانطباع السيئ ويؤثر بالسلب على النفوس وينعكس ذلك على واقع المباراة مع كل صافرة وان كان القرار المتخذ صحيح ولا غبار عليه لكنه لا يتوافق مع رغبات المشجع المتشائم أصلا .

التحكيم قضية لا تنتهي فصولها لكنها بدأت تأخذ أبعادا في وسطنا وتوترا واحتقان ويتسيد القطاع ألتحكيمي المشهد ويظهر التحكيم كمتهم دائم والخبراء في التحكيم على المستوى الدولي لهم رؤيتهم من خلال تجاربهم حيث يقولون لن ينجح الحكم إذ لم يعيش أجواء المباراة باستمتاع وبذهنية صافية فهل يحدث ذلك في ملاعبنا وهل يستمتع الحكم بقيادته لمباراة وهل يشعر بالأمان وهو يطلق صافرته لفرض القانون لا شك بان أمور كثيرة يجب غرسها في الحكم الفلسطيني كي يشعر بمكانته ويجب الوقوف بجانبه كي يكون مطمئنا قبل بداية المباراة وأثناء المباراة وبعد نهايتها وبذلك سنجد ونلمس انخفاض في وتيرة الأخطاء التي أجزم بأنها غير مقصوده لكنها ربما تحرم فرقا من المنافسة على الصدارة وربما تؤدي إلى إيقاع ظلم على فريق يتشبث بطوق نجاة بحاجة الى نقطه تمكنه من البقاء وعدم الهبوط.

لذا يتوجب على لجنة الحكام المركزية إعداد الحكام صغار السن لفترة من الزمن نفسيا وذهنيا وبدنيا قبل زجهم بالمباريات وأتونها وقد أسعدنا قبل أيام معدودة بتخريج ااتحاد كرة القدم كوكبه من الحكام المبتدئين صغار السن مما يبشر بالخير للقطاع ألتحكيمي لكن حذاري من التسرع قبل صقل مواهبهم وتهيئة الأجواء لهم فالمطلوب استمراية المتابعة واستمرارية المحاضرات النظرية والمشاهدة المصاحبة للتطبيقات العملية من خلال ممارستهم للعملية التحكيمية أثناء الحصص التدريبية للفرق .

ولنجاح العملية برمتها يجب الضرب بيد من حديد على كل من يحاول الإساءة للقطاع ألتحكيمي واستخدام أسلوب الترهيب والوعيد من جانب الأندية وجماهيرها أو من بعض المندسين لإشعال الفتن وكان الله في عون قضاة الملاعب.