2024-11-22

أبناء الوادي ملوك الكرة الفلسطينية

2015-03-19

الخليل – خالد القواسمي

وضع الدوري أوزاره وقد أفصح عن صاحب اللقب قبل المرحلة الأخيرة وتوج ملوك الكرة الفلسطينية أبناء ترجي وادي النيص بتاج البطولة رسميا واستحق اللقب وتمكن من الفوز به عن جدارة لا سيما بأنه الفريق المؤهل الأكثر بين فرق الدوري لعدة عوامل وفي مطلعها تمتعهم بثقافة الفوز واللعب الرجولي وتكاتف أبناء القرية والتفافهم حول إدارة النادي والجهاز الفني ولاعبي الفريق إضافة إلى الجو الأسري العام المفعم بروح العطاء والانتماء.

الدوري توقف عند محطته الأخيرة معلنا عن هبوط فريق مؤسسة البيرة والإسلامي القلقيلي إلى مصاف أندية دوري المحترفين الجزئي وذا كان هنالك من مسوغات لتبرير الهبوط إلا أن هبوط مؤسسة شباب البيرة شكل صدمة كبيرة للوسط الرياضي فعراقة البيرة وتاريخها الحافل بالانجازات يؤكد علو كعبها لكن حالة عدم الاستقرار شكلت حالة أدت إلى الإرباك والسقوط في مستنقع الهزائم والنتائج غير المرضية لا سيما على صعيد التغيرات المتلاحقة للجهاز الفني بما انعكس سلبا على الفريق رغم المحاولات لإنقاذ الوضع لكن بعد فوات الأوان وما نتمناه أن لايطول الغياب وان تعود المؤسسة شعلة مضيئة في سماء الكرة الفلسطينية.

وبالعودة إلى من حقق بطولة دوري جوال للمحترفين في رابع محطاته لا يخفى على الوسط الرياضي انجازاته قبل حضور دوري المحترفين وإقراره من قبل اتحاد كرة القدم الفلسطيني فقد كان لأبناء الوادي الباع الطولى في حصد معظم الألقاب إلا أن استحقوا لقب ملوك الكرة الفلسطينية حيث شاهدنا مرارا وتكرارا الأوسمة الذهبية وهي تطرز صدور إبطال أبناء الترجي النيصي في العديد من البطولات الكروية .

حقيقة هؤلاء الرجال يستحقون الثناء بعزيمتهم وإرادتهم رفعوا اسم بلدتهم واسم فلسطين فهم أسطورة الكرة الفلسطينية ويترد اسمهم في كافة المحافل الرياضية كونهم يشكلون نموذجا وظاهرة تستحق الدراسة واستطاعوا بفريق يضم ستة من الأشقاء وزملائهم هم أبناء عمومتهم من فرض سيادتهم وزعامتهم على واقع الكرة الفلسطينية متجاوزين كافة الافتراضات والتوقعات تاركين الوصافة وما بعدها لفرق وأندية تجر وتحشد خلفها الآلاف من مشجعيها ليعطي ذلك دليلا قاطعا بان كرة القدم تعطي من يعطيها وتنحاز لمن يعمل وفق منهجية مدروسة فهي لا تعتمد على العمل العشوائي غير الممنهج ولا تؤمن بنظام الفزعة والتطبيل والتزمير وبالجيوش الجرارة ممن يعدون أنفسهم مشجعي كرة قدم وهم في حقيقة الأمر مجرد غوغائيين وعبثيين فقد ولى زمن (الزعرنة) وأعطى أبناء الوادي درسا للجميع بان كرة القدم هي لعبة الموهبة والمهارة ومن يمتلكهم يستطيع الوصول وعلى من يعتمد على أساليب أخرى عليه الانتظار الطويل ومشاهدة مسلسل الأطفال عدنان ولينا .

وهنا نبرق مهنئين ومباركين لاتحاد كرة القدم الفلسطيني لنجاحه الباهر للعام الرابع على التوالي بقيادة الثوري العرفاتي اللواء جبريل وصحبه الأخيار على جهودهم المباركة في فرض واقع رياضي أثمر ثمارا يانعة وحقق أمنيات كنا نعتبرها من دروب المستحيل فها هي كرة القدم الفلسطينية تثبت للعالم بأن شعبنا قادر على التنظيم رغم كل المعوقات والمنغصات التي تجابهه فكل التحية للأيادي البيضاء العاملة في الحقل الرياضي الفلسطيني .

وختاما نستطيع القول بان المدرب عبد الفتاح عرار وبحنكته وبأسلوبه ودراسته الواقع الكروي للفرق المنافسة ومكامن القوة والضعف لديها ومتابعته الحثيثة لكل صغيرة وكبيرة عن كل لاعب منافس تمكن من قراءة الواقع واستغلاله محققا بطولة بالرغم من عدم وجود لاعبين بدلاء على دكة الاحتياط كما هو مطلوب وبالرغم من قلة الإمكانيات المادية وعدم وجود ملعب فكل التحية لهذا المدرب الفلسطيني صاحب الفكر الكروي والرؤية الثاقبة وألف مبروك لجهازه الفني والجهاز الإداري بقيادة الرياضي سليم أبو حماد ولجميع أبناء قرية وادي النيص الفلسطينية ونقول (لكل مجتهد نصيب ) فقد اجتهدتم وأصبتم وتستحقون لقب البطولة .