2024-11-22

سعيد السباخي، رونالدو وميسي، ومانويل نوير

2014-12-12

بال جول / كتب : أمجد الضابوس

طالما أثبت سعيد السباخي أنه واحد من أبرز المواهب الذين عرفتهم الكرة الفلسطينية منذ الألفية الجديدة، ولطالما كنت أراه، لاعباً مختلفاً، فإمكانياته الفنية الهائلة، واستحواذه على الكرة، وتحركاته الواعية، ومراوغاته المدهشة، وصناعته وتسجيله الأهداف، خير دليل على الموهبة الفطرية التي حباه الله بها.. وقد اكتملت سعادتي بسعيد، بعد موقفه الأخلاقي، الذي أبداه بعد تسجيله في مرمى الشجاعية في افتتاحية الدوري.. نعلم أن تسجيل الهدف، هي اللحظة التي يتمناها أي مهاجم، وأن من المهاجمين من يُحضر في خلواته، لكيفية احتفاله عندما يعيش هذه اللحظة، كما يفعل الطخِّيخة والحبِّيبة وأصحاب الرقصات والحركات البهلوانية، ولكن سعيد المختلف، أبَى إلا أن يكون مختلفاً، حتى في أجمل لحظات الانتظار، فاستحق أن يكافئه اتحاد الكرة، وجماهير الشجاعية، على هذا الموقف الشجاع، الذي يخوله لأن يكون، محبوب الكرة الفلسطينية.

من يتابع هوس الصحافة الموالية لريال مدريد وبرشلونة، عند تسجيل كرستيانو رونالدو وليونيل ميسي، للأهداف، يخال أننا نعيش في حرب عالمية كبرى لمطاردة الأرقام القياسية، وأن المنتصر فيها هو الذي سينال جائزة الكرة الذهبية، أُمسية الثاني عشر من يناير المقبل في زيورخ! ولكن هل الكرة الذهبية وُجدت لتمنح خصيصاً لكريس وليو، وكأنهما الوحيدان اللذان يسجلان ويصنعان الأهداف، فيما البقية يُصنفون خارج نواميس الجائزة، وفيهم، من يقدم مستويات مدهشة، مثل روبن وبيل وإنيستا؟!

منذ تأسست الجائزة، كان أساس اختيار الفائز بها، مرهوناً بحصد الألقاب مع النادي أو المنتخب، تماماً كما استحقها عن جدارة، البرتغالي في 2008، والأرجنتيني في 2009 و2011.. صحيح أن هناك بعض الأرقام يعد تحطيمها من أمور كرة القدم الخارقة للعادة، ولكن هذا التحطيم، احتاج إلى سنوات، ومن الغريب والمعيب، أن يتم الترويج لاستحقاق ميسي للجائزة لمجرد تحطيمه لرقمي تيلمو زارا وراؤول غونزاليس، وكأن البرغوث سجل أهدافه ال254 في الليجا، وال74 في دوري الأبطال خلال عام 2014، أو اعتبار الوصول للمباراة النهائية للمونديال بطولة، وإذا كان كذلك، أليس الأولى مكافئة البطل الحقيقي لأمجد البطولات العالمية؟!

وبنفس المنطق، أليس الأجدر، أن يخضع استحقاق رونالدو لجائزة هذا العام، لنفس الاعتبار الذي حصل بسببه على جائزة 2013، لأنه قاد البرتغال للتأهل لنهائيات مونديال البرازيل، رغم أنه خرج مع الريال، بنتيجة صفر بطولات، أليس من العدالة، أن يحاسب رونالدو على ما قدمه في المونديال، وتجاهل إنجازاته في الأبطال والليجا، كما تم تجاهلها مع المظلوم فرانك ريبيري، صاحب الخماسية مع بايرن ميونيخ في الموسم الماضي!!

ولا أدري لماذا يستغرب الكثيرون، من ترشيح مانويل نوير للتتويج بالجائزة لأنه حارس مرمى.. وهل هناك من قال إن الحراس ليسوا جزءا من الفريق، أو أن أدوارهم ثانوية في تحديد النتيجة؟! بالعكس، وبمنتهى العدالة، حراس المرمى هم أصحاب الدور الأول في جلب الألقاب، وتخيلوا: لو لم يتصدى نوير لانفراد مهاجم جزائري في نهاية المباراة، ألم يكن هذا ليجعل الألمان في خبر كان؟! ولو لم يتصدى كاسياس لانفراد آرين روبن في مونديال جنوب إفريقيا، هل كان لِيقال حينها، عن الإسبان، ملوك الزمان؟!

ستفقد جائزة الكرة الذهبية مصداقيتها، لو لم تذهب لنجم ألماني، وسيفقد الفيفا آخر ما تبقى له من مصداقية، لو استمر في السطو على مستحقي الجائزة، كرمال عيون رونالدو وميسي والرعاة الرسميين!!