منتخب الفدائي وقفزة الكنغر باستراليا
كتب : محمد اللحام
أسدلت الستار عن المشاركة التاريخية للمنتخب الفلسطيني بكرة القدم للمرة الأولى في نهائيات أمم أسيا وسط حالة من الحراك على أكثر من صعيد . ففي نصف الكأس المليان لا يوجد عاقل ينتقص من اثر هذه المشاركة التاريخية بالبعد الوطني والسياسي والإنساني لمنتخب يعيش ظروف صعبة على أكثر من صعيد دون ان يمنع ذلك من حالة العملقة بإرادة حديدية صلبة أوصلتنا هناك إلى بلاد “الكنغر” استراليا بجهود ممتدة من حامل الكرات مرورا بعناصر الفدائي والجهاز الفني والإداري والاتحاد وصولا لأصغر داعم ومشجع وخاصة الأجمل والأروع الجالية في استرالية .
ولكن هذا لا يعني عدم النظر والإمعان والتمعن في النصف الثاني من الكأس بغرض التقييم في سبيل التقويم لما نحب ونسعى .
واعتقد أننا بحاجة ماسة للتقييم ومن العقم أن يقتصر التقييم على المشاركة “الثلاثة مباريات” بل وقبل الحديث عن 2022 وتسويق آمال وأحلام قد تتحول لخيبات أخرى،دعونا نعود بالأصل لتقييم كافة مدخلات المنظومة الكروية فحينها فقط يمكن لنا أن نفهم المخرجات التي كانت .
والسؤال الذي يقفز لماذا لم يتم حتى اللحظة بالرغم من مرور 6 سنوات على تجربة “الاحتراف” بالدوري تقييم ودراسة هذه التجربة ؟ لأنه وبشكل مجرد قد يقول قائل “أيام الملاعب الترابية لم نخسر من الأردن بالخمسة” فكيف لنا اليوم في ظل القفزة بالملاعب والتجهيزات ان يحصل لنا ذلك ؟ ومتوسط دخل أللاعب المحلي في الدوري قد يصل هامش ال2000 دولار بينما متوسط دخل أللاعب في الأردن قد لا يصل الى ال1000 دولار فقط ومع ذلك نتاج الدوري الأردني أفضل من عندنا !!
فالدوري الفلسطيني ومنذ 6 سنوات لم ينجب ظاهرة كروية محلية وان وجدت أين هي ولماذا لم تأخذ فرصة ؟، بالإضافة الى ملف الشتات بشقيه العربي والغربي والتخبط الكبير الذي أنتج لاعبين دون اعتماد من “الفيفا” والبعض الأخر لم يعد بسر انه يتهرب بسبب المال مما يتوجب دراسة لهذه الحالات .
أما عربيا وتحديدا في لبنان وسوريا وحتى الأردن فان هنالك تساؤلات كبيرة حول عدم الاهتمام بالتواصل والاكتشاف والتنسيب .
من ابرز المأخذ على ما جرى هو تغيير المدرب جمال محمود وكذلك الإداري عبد الله الفرا مما تسبب في إرباك فني وأداري ظواهره كانت واضحة للعيان فلا يعقل تغير قائد الجيش ليلة المعركة وكمن يكسر آلة العزف ليلة الحفل .
كرة القدم الفلسطينية حصلت ووفق مقال للزميل الدكتور ياسر عبيد الله على “68” مليون شيكل هي موازنة المجلس الأعلى في العام 2014 كانت لكرة القدم في اغلبها حيث أفاد رئيس احد الاتحادات المهمة قبل أيام ان اتحاده لم يتلقى قرشا من الاولمبية طوال 2014 واتحاد الطائرة لم يقوي من سنوات على تنظيم بطولة لسيدات الطائرة بحجة عدم وجود موازنة والعاب القوى أصبحت فعل ماضي !. كرة القدم الفلسطينية تحصل على نصيب الأسد حتى جماهيريا أيضا مما يتطلب لجنة فنية من خبراء لدراسة التجربة السابقة وعدم الوقوف عند حسن التقييم بل نسال أنفسنا هل نمتلك أدوات واليات التقويم والتصحيح ؟ وقبل ان تنام الناس على وسادة أحلام ل2022 ولكي لا تكون مشاركتنا في استراليا كقفزة في الهواء “فنيا” وجب المصارحة والمكاشفة بعيدا عن النفخ والمنفاخ “التضخيم والتبرير” وبعيدا أيضا عن الجلد والتصيد والمناكفة .