عندما يفكر العربي بقدمه
بقلم: محمد اللحام
اثارة كبيرة صاحبت ملف لقاء الاياب بين فلسطين والسعودية ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكاس العالم 2018 ونهائيات امم اسيا 2019 .
الملاحظ في التفاعلات والارتدادات غياب وتغيب المنطق والحكمة في التعامل مع الامر بعيدا عن ثقب منطق الكسب والخسارة والثلاث نقاط والاهداف بالشباك على اعتبار ان هنالك هدف سام للرياضة كوسيلة تحمل رسالة انسانية حضارية وطنية للشعوب وبينها .
نعلم في فلسطين اننا اصحاب حظوظ اضعف من الاشقاء في السعودية والامارات للتاهل لنهائيات كاس العالم الا اننا اصحاب احلام اكبر في تجسيد ما حرمنا منه عبر عقود طويلة من الغياب والتغيب ولذلك كان ولازال وسيبقى سعينا متواصل لنيل وتجسيد استحقاقنا في هويتنا الوطنية ومكوناتها ومن بينها الرياضة كمنظومة ثقافية وطنية وبملعب بيتي نبني به مدماكا صغيرا في حلمنا بدولة وسيادة .
بعد ان قدمت الامارات ولعبت في ارضها العربية بملعب فيصل الحسيني بضاحية الرام المقدسية استبشرنا خيرا والعين ترقب قدوم الاخضر السعودي الذي ابى وتمنع تحت يافطات تبريرية لم تكن مقنعة للشارع الفلسطيني الذي تابع المحاولات الحثيثة للاتحاد الفلسطيني في تذليل كافة الذرائع وتيسير كل الظروف الكفيلة بوصول محترم ودون احتكاك بالجانب الاسرائيلي المحتل …ولكن دون جدوى .
لتكون المفاجئة بقبول وخضوع لجان الفيفا للرغبة السعودية التي لم تتجاوز الطموح بالنقاط الثلاث المجردة والباردة بلا لون او رائحة وفق منطق الكسب والخسارة الكلاسيكي الذي يتكرر كل 4 سنوات مرة بينما الاهداف والنقاط الحقيقية والثمينة قد تمر بالعمر مرة .
الملفت ايضا حالة الانفلات لدى بعض من الاعلاميين السعودين الذين خرجوا عن اصول المهنة واخلاقياتها بالردح الفادح والفاضح دون ادب او اتزان .
فما يحصل ما هو الا تفكير وغياب للعقل والمنطق والعمق وهنا لا بد للقشور ان تطفوا وتسطح الموقف بنظرة متخلفة لا تبعد عن قدم صاحبها بوجهة نظر اضحت نظرة وجه .
الاتحاد الفلسطيني امام خيارات صعبة اما قبول قرارات الفيفا وقبول اللعب في الخارج في معادلة صعبة لها ما لها وعليها ما عليها واما خيار عدم اللعب وخسارة المباراة والنقاط .
الاتحاد الفلسطيني في موقف لا يحسد عليه فالخيارات المتوفرة احلاها مر والسبب ان العربي فكر بقدمه لا بقومه .