2024-11-22

فــدائـــي بــدرجــــــة امــتيــاز

2015-11-18

التعادل السلبي، الذي فرضه منتخبنا الفلسطيني، على نظيره السعودي، في التصفيات الآسيوية المزدوجة، حمل الكثير من الفوائد للفدائي، وقدّم الكثير من الإشارات، لما هو آت، في قادم المباريات.

وإذا كان التعادل، أبقى على آمال الفدائي، باحتلال المركز الثاني، والدخول في المنافسة، مع أفضل أربعة منتخبات في هذا المركز، للتأهل للدور الثالث من تصفيات مونديال روسيا 2018، فإن الفوائد الفنية، التي جناها أبناء الكابتن عبد الناصر بركات، لا تقل أهمية عن هذا الأمر.

القدرة على الصمود، ومجاراة الأخضر السعودي، طوال تسعين دقيقة، مع الأخذ بعين الاعتبار، الفارق الكبير في تاريخ وإمكانيات المنتخبين، يؤكد على التطور الحقيقي، في مستوى المنتخب، من الناحية الفنية، وتزداد هذه القناعة أكثر، مع التذكير، بتعادل الفدائي السلبي، أمام منتخب الإمارات، ثالث القارة، في نفس التصفيات.

حتى وإن مالت نسبة الاستحواذ، بفارق واضح لمصلحة الصقور الخضر، الذين استحوذوا على الكرة بنسبة 65% مقابل 35% للفدائية، لكن تبقى نسبة الاستحواذ، ليست ذات قيمة، طالما أنها لم تترجم إلى أفضلية في النتيجة، كما أن اتباع استراتيجية الدفاع، من أجل الخروج بأفضل نتيجة ممكنة، من مواجهة الأخضر القوي، والتفوق في هذه الاستراتيجية، يعكس نجاحاً في رؤية مدرب الفدائي، الكابتن بركات، وقراءته الصحيحة للمباراة، كما يعكس، مدى نجاح اللاعبين، في تطبيق خطة لعب اللقاء.

وبخلاف ذلك، يُحسب للفدائي، وعلى الرغم من نزعته الدفاعية، قدرته على الوصول إلى مرمى الخصم خمس مرات، أكثر بثلاث مرات من الفريق السعودي، ومع التذكير، بأن لاعبينا، سددوا على مرمى خالد شراحيلي أربع مرات، بأقل تسديدتين من رفاق محمد السهلاوي، لا بد من التسليم، بأن الفدائي، أدى مباراة قوية، وأجاد بدرجة امتياز، للمدرب واللاعبين. 

ولا بد من التسليم أيضاً، بأن العودة المحمودة، للمدافع عبد اللطيف البهداري، والمهاجم أشرف نعمان، أفادت المنتخب كثيراً. فالصخرة البهداري، عزز القدرات الدفاعية، وشكّل صمام أمان للفدائية، والفنان نعمان، حينما يلمس الكرة، كانت تفوح رائحة الخطر على المرمى السعودي. لذلك، وجب تدارك أخطاء المرحلة السابقة، لكي يبقى الفدائي حاضراً بقوة، في ميدان المنافسة.

وبدون مبالغة نقول، إن نتيجة التعادل السلبي، أمام الأخضر السعودي، بطل آسيا ثلاث مرات، ومثلها في كأس الخليج، ومشاركته بأربع دورات متتالية، في نهائيات كأس العالم، تُعد من أهم نتائج المباريات، التي حققها الفدائي الفلسطيني، منذ إعادة تشكيله، بعد قدوم السلطة الوطنية.

الفدائي جنى ثمار الفوز بكأس التحدي، بالمشاركة في كأس آسيا لأول مرة في أستراليا، مطلع العام 2015، وها هو يجني الآن، ثمار المشاركة في النهائيات الآسيوية، بالقدرة على مقارعة كبار القارة الصفراء.. ما يعني، أن الزمن، الذي كانت فيه مواجهة الفدائي الفلسطيني، مجرد نزهة، ولّى إلى غير رجعة، ولن يكون الفدائي، سوى رقم صعب، يعمل له الجميع ألف حساب.