اذا كان الانسحاب هو الحل فعليكم بالحل .. !!
انسحاب فريق اتحاد الشجاعية، من مباراته أمام شباب رفح، بالدوري الممتاز، أسوأ قرار رياضي، في تاريخ النادي الكبير، والمشهود له، كأحد أهم صروح الأندية في القطاع، بإنجازاته وبطولاته، وما قدّمه من لاعبين للمنتخبات الوطنية، على مدار السنوات الماضية.. وتتويج الفريق، بثلاثية ألقاب الموسم الماضي، خير دليل على هذه المكانة، التي تؤكد على حنكة وحكمة إدارة النادي، في تطور مستوى الفريق.
نعرف جيداً، الروح القتالية، التي يتمتع بها لاعبو الشجاعية، وهي روح مستمدة، من سجايا وخصال أهالي الحي الثائر والصامد.. ونعرف أيضاً، أنه لولا هذه الروح الوثّابة، لما عانق أبناء الشجاعية، لقب بطولة واحدة، من البطولات، التي تزين خزائن النادي، والتي تحققت جميعها، بعد صعوبات وتحديات، لم تدفع الفريق، يوماً، للانسحاب من أية بطولة، فلماذا سمحتم، في هذا الوقت بالذات، أن يُسجل الانسحاب، في تاريخ ناديكم الكبير؟!
أعرف، أن كلاماً كثيراً، سيقال عن مبررات الانسحاب، ولكنّي، لا أقبل مبرراً واحداً منها، ليس لعدم قناعتي وتصديقي لها، ولكنْ، لقناعتي بأن كلمة الانسحاب، لا وجود لها في قاموس الرياضة، مهما كانت الأخطاء والهفوات، الإدارية أو التحكيمية، ولذلك، أُعدت أقسى العقوبات الواردة في قوانين ولوائح المنافسات الرياضية، لمن ينسحب من خوض مباريات أو بطولات، وتصل هذه العقوبات، في أغلب الأحيان، إلى الحرمان من المشاركة في بطولات قادمة، أو الهبوط للمشاركة في درجات أدنى!!
فضائح التحكيم، ومشاهد الاستفزازات، في ملاعب كرة القدم، لا تُعد ولا تُحصى، أشهرها، ما تعرّض له منتخب هولندا، بمونديال 1978 في الأرجنتين، يمكن وصف ما تعرض له بالإرهاب، حتى أنه خسر اللقب في النهائي، ولكنه لم يُفكر أبداً بالانسحاب، وكما دوّن التاريخ، فوز الأرجنتين باللقب، سجّل في المقابل، روائع الطواحين، الذين ظلوا محل احترام العالم.
الانسحاب من المواجهة، يعني أحد أمرين: إما عدم القدرة على المواجهة، أو أن البطولة لا تستحق المشاركة في منافساتها.. ولأننا نؤمن، بأن اتحاد الشجاعية بمستوى المنافسة، والتتويج باللقب من أهم اولويات النادي، نستغرب تفضيله لخيار الانسحاب، على إكمال المباراة، وهو الذي تُوّج بألقاب الموسم الماضي، بعدما تحدّى الصعاب، واخترق حصون المنافسين.
استرداد الحقوق، لا يأتي بالانسحاب من المواجهة، ولو كان الانسحاب هو الحل، لما انتظمت البطولات، وحينئذ، يصح القول، إن الانسحاب يصبح في حكم الاستسلام.. وكما يقال، إن الأيام دُول، يوم لك ويوم عليك، فكذلك نتائج المباريات، تارة تستفيد، وفي أخرى تخسر، جرّاء الأخطاء والاستفزازات.
وجماهير الأندية، ليست ملائكة، بعضها، للأسف الشديد، دخيل على الرياضة، لا يفهم منها، سوى لغة العنف، والألفاظ الخادشة للحياء، ولو أرادت الأندية، أن تُحاسب بعضها، على تقولات الجماهير، لفسدت البطولات، وأصبح تنظيمها في خبر كان!!
محاسبة الحكام، ومحاسبة الجماهير على أخطائها، من مهمات اتحادات كرة القدم ولجانها العاملة، وليس من حق الأندية، أن تأخذ القانون بيدها، وإذا شعر فريق بالظلم، فعليه أن يرفع مظلمته إلى الاتحاد، وإن قصّر، فهو الأولى بالمحاسبة والعتاب.
وطالما، أن الكرة الآن، في ملعب اتحاد الكرة، فعليه أن يكون عادلاً في حكمه، صارماً في تطبيقه، حتى يقطع دابر هذه الظاهرة، المرفوضة، والتي لا محل لها، في قاموس الرياضة والرياضيين، وعليه أن يدرك، أن هناك حقوقاً، لبقية الأندية المنافسة على اللقب، وأنفقت ميزانيات كبيرة، من أجل المشاركة، وأمل التتويج، وليس من العدالة، أن تؤخذ هذه الأندية، بجريرة أي فريق من المخطئين. وأي تهاون من قِبل الاتحاد، قد يجعل من الانسحاب هو الحل، فعليه الحل فوراً.
الصمود في وجه التحديات، واختراق الصعاب، أثمان باهظة، وضريبة يجب أن يدفعها، من يريد الوصول إلى النجاح.. فهل وصلت الرسالة؟!