2024-11-22

ملحمة عمان التاريخية ومبايعة الجماهير العربية

2020-09-22

كتب / أسامة فلفل

واصل الفدائي الوطن الفلسطيني تسجيل ملاحم البطولة في ميادين و ساحات المنازلات و الاستحقاقات الرياضية بإرادة و عزيمة قوية ليكشف المعدن النفيس و الجوهر الأصيل و يعزز الانتماء للوطن و الرياضة الفلسطينية و للقيادة الرياضية التي لا تألوا جهدا في مواصلة مسيرة الانجازات الحضارية و التنموية و الإنسانية، ونحن بدورنا نقول لربان السفينة ومفجر الثورة الرياضية عاهدناك قائدا فذا، وعاهدناك ونعاهدك على حمل هذا الوطن في قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا وملأ جوارحنا، عرفنا فيك الحكمة والصبر والرأي الراجح والبصيرة النافذة،عرفنا فيك الأصالة والعراقة ورباطة الجأش وقوة الإرادة وعاهدناك ونعاهدك على المضي قدماً نحو المستقبل بسواعد قوية لا تكل ولا تمل، وبجهود مستمرة، وبرغبة صادقة في مواصلة مشروع ومسيرة البناء الوطني والرياضي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

عاهدناك صلبا في المواقف والمحطات التي تحتاج الصلابة والتمترس لحماية مقدرات وانجازات الوطن ومنظومته الرياضية.

فللتاريخ لم يكون في لحظة من اللحظات ينتابنا الفزع أو الخوف على مشروع النهضة والانجازات التاريخية الرياضية ومسيرة العطاء لأننا متيقنين بفراسة قائد يحمل بين ضلوعه قلبا كبيرا عامرا بالإيمان الصادق وحب الوطن ومنظومته الرياضية.

اليوم وبعض التداعيات التي عاشتها الساحة الرياضية وتطوراتها بزغ في الأفق نور الأمل في عبور هذه المحطة وبثبات وإرادة فلسطينية رياضية عصية على الانكسار ، فقد يراها البعض بمنظار مغاير تماما لحالة الطموح ، ولكن بالنظرة الشاملة للموقف، وبرؤيةٍ ثاقبةٍ للأحداث، يدرك المتتبع للأمور أن موقف القيادة الرياضية يؤكد على الحرص الدائم والمستمر على وحدة الصف، وإدراكها العميق للأخطار والتحديات الكبيرة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني لاسيما في هذه المحطة الفارقة من تاريخ شعبنا الفلسطيني.

اليوم ورغم الإرهاصات شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية أشد وأصلب عودا من الماضي وما قامت به القيادة الرياضية كان بمثابة تجميع أعواد الحطب لتظل متماسكة قوية أمام أي محاولة لكسرها وتفريقها، لقد رأى الكل الرياضي بوضوح وفهم المعاني العميقة التي حملتها القيادة الرياضية الفلسطينية.

فالتأكيد على وحدة الصف ووحدة الجسد ووحدة الغايات ونبل المقاصد وعظمة التضحية والمحافظة على النسيج الوطني والرياضي والعلاقات السعودية الفلسطينية هدف القيادة الرياضية وسبيلها وغايتها ومن هذه المنطلقات أرادت القيادة أن توصل رسالة قوية واضحة للجميع وبمضامين وطنية ،مهما كانت التحديات والعقبات، فنحن في الوطن وخارجة صف واحد وبنيان متماسك، لا ولم تؤثر فيه الهزات ولا تضعفه الزلازل، ولا تؤثر فيه العواصف لقد أكدت  القيادة الرياضية للداني والقاصي بحسن إدارتها للازمة, وإن فلسطين ليست وطناً نعيش فيه، بل إنها القيمة الأغلى والأعمق، إنها وطنٌ يعيشُ فينا، ويسكننا ويملؤنا حباً وعزاً وفخراً وشموخا وكبرياء.

لقد كان يوم التاسع من نوفمبر مليء بآلاف المعاني ومزدحم بآلاف العبر والحكم، لم يكن هناك موضع قدم في إستاد عمان الدولي، وكانت الأعداد بالآلاف، رأيت في عيون الجماهير ومن خلال المتابعة عبر التلفاز، حباً عميقاً لا يمكن أن يوصف للفدائي الوطني رأيت في عيون الناس إحساسا قوياً بمستقبل أفضل، وعزيمة صادقة قادرة على تحدي الصعاب وتحقيق المستحيل، رأيت في عيون الشيوخ والشباب والأطفال المتابعين للقاء في الضفة الصامدة والقطاع المثابر صور الفخر والاعتزاز والشموخ الفلسطيني لم تتملكني كل هذه المشاعر والعواطف الجياشة في الكتابة، ولم يزلزلني كل هذا الحماس.

وفي يوم 12 نوفمبر شهر العزة والانتصارات التاريخية و تثبيت الوجود الرياضي وتجسيد ملامح الهوية الوطنية الرياضية زاد المشهد إبداعيا وجمالا تاريخياً وأصبح لقاء الفدائي الوطني ومنتخب ماليزيا قصةً من قصص الأساطير وحكايات الأبطال، التي قلما يجود بها الزمان، فلقد جسد لنا الفدائي الوطني سفير فلسطين في القارات بطولات الآباء والأجداد، فسمعنا هتافات وأهازيج الجماهير الفلسطينية والأردنية والعربية في إستاد عمان وهي تشق عنان السماء وتهتف لفلسطين والقدس العربية وللفدائي الوطني حامل راية الوطن والمنظومة الرياضية.

لقد جسد الأبطال لنا التاريخ حياً، فأحيوا الانتصارات في قلوبنا، وأشعلوا الحماس في صدورنا، وجعلونا نعيش ذكرى الأمجاد والملامح وسير العظماء من روادنا وأبطالنا الذين أخلصوا الجهد والعطاء عبر كل المحطات الغابرة.

لقد كانت ملحمةً عمان الرياضية كاملة الملامح بأميرها سمو الأمير علي بن الحسين الذي طوع الإمكانيات وسخر كل سبل الراحة وذلل العقبات لتكون عمان واحة العرب الرياضية بجمالها وحسن الضيافة والكرم العربي الأصيل.

وبفرسانها فرسان المنتخب الوطني الفلسطيني الذين قهروا جحافل اليأس والهزيمة واستقروا في أفئدة الأمة وساروا أنشودة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج هذا هو تاريخنا يتجدد بالتضحية والفداء بالعطاء وإنكار الذات وبالإصرار وقوة الإرادة الفلسطينية العصية على الانكسار ومن أجل تراب الوطن العزيز والرياضة الفلسطينية.

الصورة البهية والتي كانت أبلغ تعبير في ملحمة عمان الرياضية صورة تلاحم الشعب العربي الأردني الأصيل مع الجالية الفلسطينية والجاليات العربية المقيمة في الأردن حيث أكدت جميعها وعبر اصطفافها خلف الفدائي الوطني على مدى ارتباطها بفلسطين والقضية الوطنية والرياضية الفلسطينية وحبها العميق والممتد عبر الأيام والسنين.

الأعداد الغفيرة التي ملأت مدرجات إستاد عمان الدولي عبرت عن الحب الصادق، وأكدت على العهد المتين، والروابط القوية التي لا تنفك ولا تتغير بين الشعب الفلسطيني والشعب الأردني والأسرة الهاشمية والأسرة العربية الجامعة الشاملة.

حقيقية يوم 12 نوفمبر أعاد لنا روح التفاؤل والعزة والانتماء والفخر بالوطن وبأبطاله الميامين وفرسانه الشجعان الذين أعادوا لنا رسم خارطة الأمل في بلوغ وعبور التاريخ وتثبيت اسم فلسطين على الخارطة العالمية الرياضية والعودة إلى منابر التاريخ حيث الأصالة والحضارة.