محطات مشرقة في عرس شهداء الخليل الكروي
الخليل – خالد القواسمي
بريق صولجان عرس الشهادة الكروي بين قطبي الكرة في خليل الرحمن أشع وأضاء وملىء السماء بنوره ورمى بارثه الحضاري والاخلاقي طاغيا على كل مسوغات وحسابات الربح والخسارة بين الاشقاء فالمشاهد واللوحات الرائعة من الجماهير الرياضية والاداريين والاجهزة الفنية واللاعبين طغت على كل شيء واحدثت ثورة حقيقية في الحفاظ على الموروث الثقافي والاخلاقي لجماهير شعبنا العظيم فاللقاء الكروي الذي جمع العميد الشبابي والمارد الاهلاوي سيبقى محفورا في الاذهان لما حملة من معاني سامية جسدت وحدة الشعب والتفافها حول الاهداف والغايات التي رسمها اتحاد كرة القدم الفلسطيني لجميع مكونات اللعبة فكانت مدينة جد الانبياء تقف موقف الرجال الرجال كما عودتنا في كافة مواقع العز والفخار ترسم أجمل واعظم اللوحات الرياضية الفنية لتعبر بكل جوارحها عن البقاء على عهد الشهداء فجاءت اولى الروائع المعبرة عن الروح والانتماء الوطني بالهتاف لمن هم اكرم منا جميعا شهداء فلسطين لتعلو في الافق صورة ابن الالتراس الشبابي الشهيد باسل سدر لتخفق معها القلوب والترحم عليه في مشهد وطني معبر الهب المدرجات هتافا للشهداء وعظمتهم ومكانتهم المحفوظة والمحفورة في عقل وكل قلب فلسطيني فكم انت عظيم يا شعبي الرائع يامن تقبض بكفيك على الجمر وتضمد وتتعالى على جراحاتك في اقسى الظروف فوعد الجماهير للشهيد الباسل في الحفاظ على عهده يتجدد في كل لقاء كروي كيف لا وهو من كان يشعل المدرجات بصوته الآخاذ وقائدهم في جميع المعتركات الكروية رحمك الله يا باسل الكرة الفلسطينية احبابك لن ينسوك.
وكما هو عهد الباسل لم تنسى جماهيرنا ابنائها القابعين خلف القضبان وفي اقبية السجون والزنازين فصدحت الحناجر بنشيد الحرية للاسرى والمعتقلين مكبرة فيهم روح صمودهم وقهرهم للسجان لتعلن الجماهير المحتشده في اللقاء الكروي عن تضامنها مع قضايا جنرالات فلسطين وقادتها الابطال في السجون ليحمل المشهد الآخر لوحة معبرة للتضامن مع الاسير المضرب عن الطعام منذ اكثر من سبعون يوما الاسير محمد القيق ولم تقف المشاهد عند هذا الحد فلم يغيب عن اذهان الجماهير للتضامن مع الاعلامي الرياضي محمود القواسمي المعتقل كيف لا وهو من يشنف آذان الجماهير الرياضية واعتادت على سماع صوته الشجي عبر المذياع في برنامجه الرياضي اليومي عبر اثير راديو الخليل دردشات رياضية فجاءت لوحة التضامن معه لتعبر عن اصالة هذا الشعب اتجاه ابناءه ومناضليه.
لتتوالى المشاهد الرياضية المعبرة عن الروح الرياضية الاخوية فموقف الحارس الاهلاوي عزمي الشويكى باخراجه الكره خارج حدود ميدان اللعب وفريقة متأخر بهدف لصالح الاشقاء في شباب الخليل بعد اصابة نجم هجوم العميد والمنتخب الوطني احمد ابو ناهية ليلقى التحية من الجماهير لخلقه وحسن تصرفه النبيل .
ولم يكن الموقف الاخير للاعبي الاهلي وفي مشهد آخر ينم عن دماثة الخلق الرفيع التقطت عدسات رجال الصحافة والاعلام بكميراتها لقطة موسمية حين انبرى لاعب الاهلي محمد وادي لربط حذاء الحارس العميدي سائد ابو سليم لعدم تمكنه من شد وثاق الحذاء الرياضي وفي كفية مصبعنيات حراس المرمى فكان الموقف النبيل من وادي الاهلي بمد يد المساعده لشقيقه الحارس العميدي موقفا لا يقدر بثمن رغم بساطته الا ان ذلك يعطي انتباها مؤشرا على تمتع لاعبينا بمنزلة عالية من الاخلاق الرفيعة التي يتسم بها شعبنا الفلسطيني صاحب اللفتات الحضارية نعم هذه هي فلسطين وهذا هم ابناء فلسطين وهذه هي الرياضة الفلسطينية التي نفتخر ونعتز بها ولها رسالتها النبيلة فكل التحية لجميع من شارك وساهم في عرس الشهداء الكروي واخرجه بهذه الصورة والتحفة الرياضية والفنية غير المسبوقة.