تنقل يا غزالي
ما تشهده الساحة الرياضية من انتقالات وتنقلات بين المدربين حالة تبعث القلق، وتؤكد بدون شك ان كرة القدم الفلسطينية بالرغم مما حققته من انجازات الا ان بعض الاندية لا زالت تفتقر الى اساسيات العمل الاداري والمهني، ولعل من المقلق جدا ان هذه التنقلات او الاقالات او كما يطلقون عليها من باب التجميل “الترضيات” غرقت فيها معظم انديتنا وبالذات اندية المحترفين.
وحتى نكون منصفين لعل من المقبول ان يستغني ناد عن مديره الفني خلال موسم، لكن ما يقلق ان بعض الاندية أقالت مدرائها الفنيين اكثر من ثلاث او اربع مرات منذ بداية الموسم، والادهى انتقال احد المدربين منذ بداية الموسم بين اكثر من ثلاثة فرق، ووصل الحد الى ان بعض المدربين لم يمض على وجوده في النادي اكثر من ايام قليلة وفي احسن الاحوال اسابيع قليلة، وبعضهم لم تسنح له الظروف بقيادة اي مباراة في الدوري.
ولعل ومن المستغرب حالة التطبيل والتزمير التي تصنعها الاندية عندما تتعاقد مع هذا المدير او ذاك وما ان يخسر الفريق مباراة حتى يقفز الى الذهن ان المدير الفني هو سبب الخسارة لانه غير قارىء جيد للمباريات ولا يحسن اجراء التبديلات بين اللاعبين وقد تصل الامور الى اتهامه بانه باع المباراة.
وانا هنا لا أضع اللوم كله على الاندية وهيأتها الادارية بل ايضا هناك عتب ولوم يقع على عاتق بعض المدربين فقد قال لي احد رؤساء الاندية الذي انتقل مديره الفني الى فريق اخر اننا نحاول الاتصال بالمدير الفني وهو مغلق جواله ولا يرد على اتصالاتنا وفوجئنا بعملية انتقاله.
وقال اخر ان المدير الفني لفريقه تعاقد مع عدد من اللاعبين وعرفنا فيما بعد انه يعمل سمسارا ويتقاضى عمولة من اللاعبين، وقال ثالث لقد خدعنا بمستوى المدير الفني بالرغم من انه حاصل على شهادة تدريب عالية الا انه على ارض الواقع لا يساوي شيئا، فيما قال اخرون ان رئيس النادي اقال المدير الفني لان شخصيته قوية ولا يقبل ان يتدخل احد في عمله وهو يعمل “اي المدير الفني” بمهنية عالية بينما رئيس النادي يفكر بطريقة عشائرية.
في النهاية نقول ان القفزة النوعية التي حققتها الرياضة الفلسطينية بحاجة الى ترتيب على المستوى الداخلي للاندية واعتقد ان كل هذه التجارب يجب ان نستخلص منها الدروس والعبر نأخذ منها ما هو مفيد لصالح الاندية وكرة القدم الفلسطينية ، وعلينا الاستفادة من الدورات التي يعقدها الاتحاد الدولي بالتعاون مع اتحاد كرة القدم في زيادة عدد المدربين من حملة الدرجات المختلفة لكسر احتكار بعض المدربين لهذه المهنة، هذا يجري بالتوازي مع تأهيل كوادر ادارية واعية قادرة على خدمة انديتها بشكل احترافي، يرافق ذلك الاهتمام بالجيل الجديد من اللاعبين من خلال توفير مدربين اكفاء لهم، قادرين على فهم احتياجاتهم بما يتناسب مع اعمارهم، وترفيع الاكفاء منهم الى الفريق الاول لاعطائهم التشجيع والاستمرارية في اللعب لكسر احتكار اللاعبين الجاهزين الذين اصبحوا يطلبون مبالغ خيالية.
انا اعتقد ان كل ما يدور يجب الاستفادة منه لخلق رياضة فلسطينية واعية متطورة نحو غد مشرق لرياضة افضل .