لا تسمحوا للفيفا أن تشهد تنافس رجلين عربيين على مقعد رئيسها!!!
بقلم : د . لينا موسى السويطي
كل العرب يتحدثون عن العمل العربي المشترك، ويكيلون المديح للتضامن العربي، ويبالغون في تقديس شعار الأخوة العربية، ويكفي أن تستمع إلى بيانات الجامعة العربية وتصريحات أمينها العام، أو تستمع للبيانات المشتركة التي تصدر بعد انتهاء زيارة أي زعيم عربي لقطر عربي شقيق آخر، لتعيش في حلم جميل بأننا أمة عربية واحدة، ورثت عن أسلافها رسالة خالدة، لكن الحال يتغير عندما يجد الجد، ويشتد الخطب وتبرز المصالح الخاصة، فلا تجد منهم أحدا يقيم وزنا للأخوة العربية، ولا لتضامنها ولا لعملها العربي المشترك. مرشح عربي أردني يمتلك رؤيا ثاقبة، وطموحا وأملا كبيرا في تغيير منظومة الفيفا، وهو الذي يركز على الشفافية والنزاهة، ويسير بخطى ثابتة نحو إحداث تغيير كبير في المؤسسة الدولية، وهو المؤهل لرئاستها والمقبول من المجتمعات الافريقية والآسيوية وكثير من الاتحادات العالمية لكرة القدم، هو الامير الهاشمي علي بن الحسين، وهو الوحيد الذي وقف في وجه التآمر والفساد في رئاسة الفيفا السابقة، والشخصية المرموقة المتميز بثقافته العالية، واللغات العديدة التي يجيدها، والحب الذي يكنه للرياضة، وجهوده المستمرة من أجل رفعة الرياضة الاردنية، وكل هذه المواصفات الطيبة، تجعله شخصية عالمية مؤهلة لتولي المنصب، وهو الذي كان موجودا على الساحة الرياضية العالمية في الانتخابات السابقة، ويمتلك الفرصة القوية للفوز برئاسة الفيفا بعد اتهام بلاتر وبلاتيني بتهم الفساد، ثم يظهر شقيقه العربي الشيخ سلمان آل خليفة، ليتبارى معه ويدخل حلبة السباق والصراع، فتكون النتيجة – التي لا نتمناها – لكنها المحتملة في الانتخابات القادمة، وهي إضعاف فرص الفوز لكل منهما، إذ ليس هناك معنى آخر لدخول مرشح عربي، إلا لإفشال العربي الوحيد المرشح سابقا، ويتم ذلك في الوقت الذي تمتاز فيه العلاقات الأردنية البحرينية، بأنها علاقات قوية ومتينة، والتعاون الأمني بين القطرين الشقيقين تعاون قديم ومستمر، سواءٌ على المستوى الرسمي بين ملكيْ وحكومتيْ البلدين، أو على مستوى العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. إن البحرين والأردن يتمتعان بعلاقات طيبة متميزة، وهنالك تنسيق مستمر وتشاور بين قادتهما لتعزيز التعاون في سبيل مصلحة البلدين، وكثيرا ما صرح المسؤولون في كل منهما بأنهم يفخرون بما وصل إليه مستوى التعاون والعلاقات المتميزة بين القطرين الشقيقين.
وحرصا على استمرار هذه العلاقات الطيبة، فقد طالب الأمير الأردني علي بن الحسين، بتأجيل انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم، في خطوة مفاجئة منه، وقبل ايام فقط من موعد الانتخابات المقرر، وما كان ذلك إلا لحرصه على كسب فترة زمنية جديدة، تسمح بوساطات تقنع المرشح العربي الآخر بالتنازل عن الترشح، وكانت وثيقة وقعها خمسون نائبا في البرلمان الأردني، طالبت الشيخ سلمان بالانسحاب من المنافسة لصالح سمو الأمير، على أساس ان فرصته بالفوز هي الأفضل، ورغم اقتراب موعد إجراء الانتخابات، فإن الأمل ما يزال قائما بتدخل عدة شخصيات خليجية لحث الشيخ سلمان على الإنسحاب، رغم أنه ما يزال مصرا على المنافسة.
ومع بدء العد التنازلي لانتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم، المقرر عقدها في مدينة زيورخ السويسرية، بدأت كل الفعاليات الرياضية في فلسطين برفع شعار واحد ووحيد، “كلنا مع الأمير علي” واثقين من وصوله وتربعه على عرش الفيفا، كونه يستحق هذا المنصب بجدارة، وحتى تكون هذه المؤسسة الكروية خاضعة للمساءلة وتحظى بالاحترام وتبقى الرياضة تتسم بالنزاهة وتتحلى بالنقاء والروح الرياضية البريئة من كل الشوائب، فهي لم تفرق بين الناس على أساس العرق أو اللون أو المعتقد أو الأصل والمنبت، وهي في أشد الحاجة لقائد فذ سريع الحركة، لديه الجرأة في اتخاذ القرار، والحنكة في تغيير مسار مؤسسة “ألفيفا” من الفساد إلى الصلاح، فقفوا أيها العرب وقفة واحدة، وارفعوا شعارا واحدا، بأن لا تسمحوا لكرامتكم أن تشهد الفيفا لأول مرة في تاريخها، تنافس رجلين عربيين على مقعد رئيسها.