2024-11-23

الفارس أنس نبيل المقوسي نجم ساطع في سماء الفروسية الفلسطينية

2021-06-16

غزة – اعلام الاتحاد الفلسطيني للفروسية

طريق النجاح والتألق واعتلاء منصات التتويج طريق شاق وصعب يحتاج الكثير من الجهد والعناء والصبر، والوصول الى درجة التألق والإبداع في عالم الرياضة لا يقتصر على توفر الموهبة فحسب، بل إنها تحتاج الى عناية ورعاية وصقل واهتمام وطموح كبير من الرياضي نفسه بشكل خاص ومن المرتبطين به على صعيد الأسرة والأصدقاء والمؤسسة الرياضية بشكل عام.

الفارس المتألق أنس نبيل المقوسي ابن مدينة غزة الذي توّجه الاتحاد الفلسطيني للفروسية بطلاً لعام 2015 على فئة المتقدمين في فروسية قفز الحواجز سلك هذا الطريق واستطاع أن يتوج مجهوده الكبير بأغلى الألقاب التي حلم بها وحلم بها كل فرسان فلسطين خلال عام طويل وشاق سخرت خلاله طاقات مادية وبشرية كبيرة.

لقد جسد الفارس المبدع أنس المقوسي مقولة من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل عندما حقق انجازا تاريخياً على الصعيد الداخلي في رياضة الفروسية وتوج بطلاً على أقرانه من صفوة فرسان محافظات غزة خلال عام كامل من المنافسات التي نظمها اتحاد الفروسية في قفز الحواجز، هذا الإنجاز التاريخي للفارس المقوسي كان حصاد جهد كبير بدأ منذ دخوله عالم الفروسية الممتع والشيق واستمر بكثير من العمل الشاق والاستعداد الجيد والرعاية الأسرية خاصة من والده رجل الأعمال نبيل المقوسي الذي كان داعماً لنجله الفارس بكل ما يحتاجه مادياً ومعنوياً والذي ظهر جلياً على نتائج الفارس أنس خلال مشواره المثمر.

الطريق إلى منصات التتويج

لقد كان موسم 2015 بالنسبة للفارس المقوسي موسماً مميزاً ورائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بدأه بالمشاركة في دوري الشتاء وكان من ثلاث جولات، استطاع خلاله على صهوة جواده البارون من حصد المركز الأول في الجولة الأولى والمركز الثالث في الجولة الثانية والمركز الثالث في الجولة الثالثة، محتلاً بذلك المركز الأول بمجموع 44 نقطة وبفارق 12 نقطة عن المركز الثاني، ثم خاض منافسات بطولة الربيع للمتقدمين وتوج بالمركز الثاني مضيفاً إلى رصيده 15 نقطة جديدة ومحافظاً على صدارة ترتيب فرسان فئة المتقدمين، وفي بطولة الربيع الختامية تألق وأبدع واعتلى منصة التتويج ليحمل كأس المركز الأول مضيفاً إلى رصيده 18 نقطة ليصبح مجموع نقاطه العام 77 نقطة مبتعداً عن صاحب المركز الثاني ب34 نقطة، وفي دوري شهر رمضان الفضيل أضاف الفارس المقوسي إلى رصيده 17 نقطة ، ثم شارك في بطولة غزة السنوية لقفز الحواجز وحصد فيها المركز الاول مؤكداً بذلك علو كعبه في الرياضة التي عشقها وليصل مجموع نقاطه الى 112 نقطة بفارق 38 نقطة عن المركز الثاني، وفي بطولة عيد الأضحى المبارك لم يحالفه التوفيق عندما استبعد من قبل لجنة الحكام وحصل على نقطة واحدة، لم يثنه هذا الإخفاق عن المثابرة بل زاد من طموحه وعزز من ثقته، ثم شارك في بطولة الصداقة وحل في المركز الثامن مضيفاً الى رصيده 7 نقاط ليصل المجموع الكلي الى 120 نقطة، وكان له ما أراد في بطولة الشهيد أحمد بهلول عندما لمع نجمه وتوج بالمركز الأول رافعاً رصيده إلى 138 نقطة ومحافظاً على مركزه الأول بفارق 15 نقطة عن المركز الثاني.

لوعة وألم

لم تمضِ عدة أيام على تتويج الفارس المقوسي بآخر ألقابه حتى تلقى خبراً صادماً بوفاة حصانه “البارون” الذي كان ملازماً له في جميع صولاته وجولاته في ميادين الفروسية خلال العام، شعر حينها بألم جارف ولوعة كبيرة تعتصر قلبه، وزادت آلامه برحيل صديقه الفارس مالك الجعبري الذي جمعت بينهما أجمل اللحظات والذكريات في ميادين الفروسية.

لم يستسلم الفارس المقوسي لتلك الأحزان، فقد اقترب موعد الجولة الأخيرة من منافسات العام 2015 لقفز الحواجز وعليه الاستعداد الجيد لتلك الجولة الحاسمة، فجلب حصاناً جديدا يدعى “تروي”، وخاض به المنافسة الأخيرة والتي حملت اسم صديقه الشهيد مالك الجعبري، ولكنه لم يوفق فيها وأضاف نقطة واحدة إلى رصيده، ولم يستطع أقرب منافسيه من استغلال الفرصة وبقي الفارس أنس المقوسي متصدراً قائمة ترتيب الفرسان برصيد 139 نقطة بفضل جهود كبيرة بذلها خلال عام كامل، وليتوج أخيراً ويعتلي منصة الأبطال حاملاً أغلى الكؤوس وأرفع الألقاب، بطل محافظات غزة في قفز الحواجز على فئة المتقدمين لعام 2015.

مسيرة الفارس أنس المقوسي بدأت ولم تنتهِ بعد، فالحلم الكبير الذي يحلم به كل رياضي طموح مثابر للوصول للعالمية واعتلاء منصات التتويج حاملاً علم بلاده خفاقاً في شتى بقاع المعمورة، وهذا الحلم الكبير ليس ببعيد عن بطلنا الفارس أنس نبيل المقوسي.