كلنا في خدمة الزعيم والمتغطي بالحكام عريان .. أهداف عالمية بأقدام غزية
غزة – جهاد عياش
اطلالة جديدة من خلال مباريات الأسبوع السابع لدوري أندية الدرجة الممتازة في قطاع غزة نسرد فيها بعض القضايا التي تميزت بها لقاءات هذه الجولة والبداية :
أولا : كلنا في خدمة الزعيم
تزامن انطلاق مباريات هذه الجولة مع الذكري السنوية ال12 لرحيل الزعيم الفلسطيني الخالد أبو عمار الذي يسكن في قلوب شرائح المجتمع الفلسطيني المختلفة ،ياسرعرفات الأب والقائد والرئيس أفني عمره من أجل قضية شعبه ومن أجل تحرير الأرض والانسان الفلسطيني وتوفير الحياة الكريمة له ، ولم تفوت جماهير الكرة الفلسطينية في شتى الملاعب هذه المناسبة إلا وعبرت عن حبها ووفائها لهذا الرمز سواء بالشعارات والهتافات ورفع صوره ، بل وقف اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية والجماهير كذلك لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، ومن ثم انطلقت باكورة المباريات بلقاء الزعيم شباب رفح وشريكه في الصدارة نادي الصداقة،هذا اللقاء الذي ظهرت فيه روح البطولة لدي كتيبة نايف عبد الهادي بعدما تخطوا منافسهم بهدفين لهدف عن طريق زعيم الابداع والجمال في الكرة الغزية سعيد السباخي في حين فشل بقية المنافسين في ملاحقة الزعيم أو الاقتراب منه بعدما اكتفي اتحاد خانيونس بالتعادل الإيجابي أمام مستضيفه أهلي غزة 2/2 ، وعلى ذات الطريق سار كل من شباب خانيونس وخدمات الشاطئ بعدما تعادلا سويا بهدف لمثله ، وكذا فعل اتحاد الشجاعية لما نجا من فخ الهلال مكتفيا بالتعادل الإيجابي 1/1 ، هذه النتائج الذي استفاد منها شباب رفح بشكل كبير تثبت أن جميع المنافسين قد ادوا فروض الطاعة للزعيم طواعية وخدمة جليلة في انتظار أن يثبتوا عكس ذلك .
ثانيا : المتغطي بالحكام عريان
لا تكاد تخلو مباراة من الاعتراض على الحكام او انتقادهم وتوجيه اللوم له، وما أن تنتهى المباراة يكثر الجدل والنقاش حول أداء الحكام ومدي تأثير قراراتهم على نتيجة المباراة، والمدهش أن جميع عناصر اللعبة من لاعبين ومدربين وإداريين وجماهير يتحدون في تقييمهم للحكم سلبا، خاصة في حالة الخسارة أو التعادل وفي بعض الأحيان في حالة الفوز على الرغم من التجربة الكبيرة التي يمتلكها جميع عناصر اللعبة والخبرة الواسعة المكتسبة من خلال مشاهدتهم للمباريات في الدوريات العربية والعالمية، ومن خلال فقرات التحليل التحكيمي التي ترافق الأستديوهات التحليلية والكوكبة المهمة من خبراء التحكيم الذين يحللون أداء الحكام ويشيرون إلي الخطأ والصواب في قراراتهم ، وان هذه القدرات الهائلة والخبرات المتراكمة والتقنيات الحديثة التي تجلي لنا الكثير من الحقائق وتوضح وتكشف العديد من الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها الحكام ورغم إقرار الجهات الرسمية بهذه الأخطاء إلا ان هذا كله لم يمنح الفرق المتضررة نقطة واحدة، ولم يتوج هذا النقد بطلا، وفي ذات الوقت لم يمنع فريقا من السقوط إلي الدرجة الأدني ، هذا ما يجب أن يعلمه ويتعلمه بالذات مدربي أنديتنا في قطاع غزة الذين يعزون دائما خسائر فرقهم إلي أخطاء الحكام المتكررة، بل ذهب بعضهم للقول أنه مقصود شخصيا من الحكام ويتناسى هؤلاء المدربون أخطاءهم في التشكيل أو في التخطيط أو يتجاهلوا أفضلية المنافس أو سوء حالة لاعبيه وبالتالي لايحاول تصحيح أخطائه بحجة أن الحكام هم المخطئون وتبقي نتائجه السيئة وفي النهاية يقال أو يستقيل بعد انكشاف امره ورفع الغطاء عنه.
ثالثا : تعرف على مثلث برمودا
في الملعب منطقة الجزاء في ملاعب كرة القدم محط أنظار الجميع وتمثل المنطقة الأكثر سخونة وخطورة سواء للمدربين أو اللاعبين أو الحكام كونها منطقة العمليات الخاصة، تنفذ فيها كل المخططات وتكثر فيها الأخطاء نتيجة حتمية الاحتكاك المباشر بين المدافعين والمهاجمين، وبين هذا وذاك يقف الحكم المطالب باتخاذ القرار المناسب والمؤثر والمثير لحفيظة الجماهير، والمتتبع لمباريات كرة القدم يحار كثيرا عندما يجد فريقه يتناقل كرة القدم بسهولة خارج المنطقة وما إن يقترب من منطقة الجزاء تختفي أفكار المدربين وخططهم ، وتغيب عن اللاعبين مهاراتهم ومواهبهم ، بل ويتصرفون وكأن المرمي الكبير خرم إبرة أو اقل ، وتذهب قدراتهم التهديفية وتموت لياقتهم البدنية ويهدروا الفرصة تلو الفرصة وكأن وحشا يطاردهم، ولا نري أحدهم إلا وهو يرفع يديه ليضعها على رأسه وكأنه غريق، وعلى الجانب الدفاعي تختفي من اللاعبين صفة الصبر والحكمة والذكاء ويرتكبون أخطاء ساذجة تكلفهم أهدافا أو ركلات جزاء، وهنا يبرز دور الطرف الأهم في منطقة الجزاء وهو دور الحكام ومساعديهم لأن هذه المنطقة تعتبر الاختبار الحقيقي للحكام وتؤثر بشكل كبير على تقييمهم وغالبا ما تختفي القوانين والقرارات الصائبة ويفتقد فيها الحكم للرؤية الثاقبة نتيجة تمركزه غير السليم وتأثره بالجماهير والضغوطات من هنا أو هناك ، وعلى كل الأطراف أن يعدوا العدة جيدا ويتسلحوا بما هو مناسب وصحي للدخول في هذه المنطقة الوعرة وان يعالجوا عللهم ويتحلوا بالشجاعة والثبات والتركيز الذهني والنفسي والفني حتى لا يختفوا، وكفي إهدارا للوقت والجهد دون تعلم ومعالجة واستعداد .
رابعا : سقوط اللاعبين فلس فني وبدني
هواية يمارسها معظم لاعبي كرة القدم أثناء المباريات وطبع تدرب عليه اللاعبون بشكل متقن ومهنة اتقنوها اكثر من اتقانهم المهام والأدوار المناطة بهم أثناء المباريات حتى أصبح السقوط على أرضية الملعب وإهدار الوقت وادعاء الإصابة أحد أهم المهارات الذي يجب على لاعب كرة القدم إجادتها، وقد يتفهم المشاهد وقوع اللاعبين وادعائهم الإصابة في أواخر المباراة إذا كان الفريق متقدما، ولكن أن يبدا السقوط من بداية المباراة فهذا أمر مستغرب ومستهجن ، بل والغريب والمثير للدهشة حينما يصبح السقوط مطلبا جماهيريا أو من قبل زملاء اللاعب أو من قبل الجهاز الفني والإداري، خاصة إذا كانت النتيجة في صالحهم، ورأينا في مرات عديدة هذا الأمر عندما تلح دكة البدلاء وتحرض اللاعب على السقوط وربما يتلقى اللوم من زملائه إذا لم يدع الإصابة ، وبالطبع يقوم الزميل المنافس بإخراج الكرة عملا بمبدأ الروح الرياضية واملا في تصفيق الجماهير له وبعض عبارات الإطراء دون النظر للأضرار الفنية والتكتيكية والبدنية على الفريق وعلى اللاعبين، جراء التوقف المستمر للعب وما ينتج عن ذلك من تكسير للجمل والهجمات المحتملة للفريق، ولعل المساعد الأول لهذه الثقافة المتخلفة هو تهاون الحكام مع اللاعبين وعدم استخدام الصلاحيات الممنوحة لهم بموجب القانون الذي يعاقب المحتال والمخادع ومضيع الوقت بشكل متعمد، والخشية كل الخشية أن يكون هذا السقوط المتكرر هو نتيجة الانهيار البدني والنفسي للاعبين بسبب سوء التغذية وعدم تجهيز اللاعبين ذهنيا وهذا كله يؤدي لضعف اللياقة البدنية المؤدي بدوره للفقر الفني المدقع وهذا هو الفلس الفني والبدني بعينه .
خامسا : أهداف عالمية بأقدام غزية
شهدت هذه الجولة بارقة أمل عوضتنا كثيرا عن المستوي الفني المتواضع الذي تتسم به أغلب المباريات بعد أن ابدع اللاعبون في شتى الملاعب وتفننوا في إحراز أهداف حاسمة وغاية في الروعة والجمال :
• أجمل هذه الأهداف كان هدف التعادل لاتحاد خانيونس في مباراته مع النادي الأهلي عندما استلم النجم الواعد محمود وادي مهاجم الطواحين الكرة من منتصف ملعبه وانطلق بها نحو مرمى الأهلي وراوغ كل من قابله ووضع الكرة في المقص الأيسر للحارس أبو صفية .
• هدف الصداقة الوحيد في مرمى شباب رفح الذي أحرزه النجم محمد بلح بعد أن تخطي مدافع الشباب بطريقة ذكية وسدد الكرة قبل ان تصل إلي الأرض علي يسار حارس الشباب. • هدف التقدم لسليمان العبيد في مرمى شباب خانيونس بعد الإعداد الجيد لزميله علاء إسماعيل الذي هيأ الكرة للعبيد الذي سدد مباشرة في مرمي النشامى.
• هدف الهلال في مرمي اتحاد الشجاعية الذي أحرزه النجم محمد عبيد بعد أن نفذ ركلة حرة رائعة عجز عن صدها المدهون وكذلك هدف التعادل الذي أحرزه يوسف داود مهاجم الشجاعية الذي ينم عن مهارة عالية في التسديد.
• ومن هذه الهداف الرائعة هدف حسن مخيمر مهاجم خدمات خانيونس في مرمى التفاح بعد أن سدد كرة على الطاير من خارج منطقة الجزاء سكنت مرمى حارس التفاح.
• وأخيرا هدف الفوز للنجم الكبير سعيد السباخي مهاجم شباب رفح في مرمي الصداقة الذي سدد كرة ماكرة من على حدود منطقة الجزاء عجز حارس الصداقة عن صدها .
سادسا : مفارقات
• مازال النجمان سليمان العبيد ومحمود وادي يتصدران قائمة ترتيب الهدافين برصيد 6 اهداف وكلاهما لاعبا تعزيز انضما هذا الموسم لفريقيهما خدمات الشاطئ واتحاد خانيونس .
• أندية محافظة رفح فقط هي المستفيدة في هذه الجولة بعد ان حقق فريقا الشباب والخدمات فوزين مهمين ، في حين اكتفت اندية محافظة خانيونس بالتعادل فقط وفشلت أندية محافظة غزة بالفوز وتراوحت نتائجها بين الخسارة والتعادل.
• شهدت مباريات هذا الأسبوع أهدافا قاتلة على غرار هدف الفوز لشباب رفح في مرمي الصداقة (88) وهدف التعادل للتفاح في مرمى خدمات خانيونس(89) وهدف التعادل لشباب خانيونس في مرمي الشاطئ(82).
• أكثر فريق خسر نقاطا في اللحظات الأخيرة هو خدمات خانيونس بواقع ثلاث مرات كان أولها أمام الهلال عندما تلقي هدف التعادل في اللحظات الأخيرة وكذلك فعل امام الأهلي عندما تلقي هدف التعادل في اللحظات الأخيرة وأخيرا أمام التفاح وكل هذه النقاط المهدرة كانت على أرضه ولو حافظ على تركيزه في اللحظات الأخيرة لكان من أندية القمة .
• للمرة الثانية على التوالي يكون الهلال طرفا في المباريات المنقولة عقوبة وعلى ذات الملعب بيت لاهيا كانت الأولي امام الشاطئ المعاقب والثانية أمام الشجاعية المعاقب فما ذنب الهلال أن يتكلف مصاريف زائدة ومن يعوضه.