2024-11-22

صفقات .. نكبات

2020-08-06

بقلم : ثائر رشاد الصغير
في فمي ماء, وبجسدي داء, نعم اعي ان كلماتي ثقيلة على البعض لكنها تعبر عن مشكلتنا الاولى والكبيرة فأنديتنا وللأسف اصبحت متجراً للعرض بباهض الاثمان والمردود ضعيف, فأصبحنا ندفع ولا نسترجع ونهمل منتجنا لنستهلك من الاخرين.
حراك طيب ذاك الذي طال الكرة الفلسطينية بتوجه رجال الاعمال للاستثمار في هذا المجال من باب دعم الاندية مما فيه تضخيم المجالس الادارية لتضم عددا كبيرا وكادرا قادرا على البذل والانفاق لتتظافر الجهود بين ادارة وخبرة ومال لتوفير المتطلبات الكبيرة لعصر الاحتراف واستمرارية الاندية.

نعم ننفق الالوف المؤلفة ونتنافس على الاسماء لنجد الحراك الكبير في سوق انتقالات اللاعبين لتتخطى صفقة لاعب ميزانية اكثر من نادٍ في موسم واحد, فأصبحت معتركات سوق الانتقالات بطولةً بحد ذاتها والتوقيع مع اللاعب الفلاني مكسبا اعلاميا ويرتفع سقف توقعات الجماهير دون تقييم اثر الصفقات على ارض الملعب فتضيع الالوف وتضيع الاحلام, “فاميركاتو” هو البطولة ولا عزاء للمستطيل الاخضر.

مسكينٌ ايها الصاعد فلك عهدٌ مني ومن ناديك انك لن تحصل على الفرصة فقد تعاقد ناديك مع بنك لاعبين متنقل ولك مني عهدٌ اخر ان الموسم القادم سيحل بك نفس المصير لتذهب الى ما هو اصعب من محبطات فتحيد اولوياتك عن المستطيل الاخضر, معذورٌ انت ان ترى بنفسك موهبةً كبيرة ونرى فيك ذلك وتكون اسير دكة وتتقاضى الفتات مقارنة مع القادمين الجدد اصحاب التوقيع لموسم واحد.

اصحاب التوقيع لموسم واحد, بيدهم خيوط المعادلة, اقوى من الاندية ولهم رأيهم ولهم مكتسباتهم وبيدهم قوة الضغط والمساومة, فهم طيور مهاجرة تحط بنادٍ وتهجره نحو نادٍ اخر ذاب معهم نسيج الاندية وتذبذبت الاشكال والمستويات فلم نرى ناديا يشبه نفسه من موسم لموسم اخر.

اخيرا ارى في انديتنا العمل على الناشئين فهم الرافد الاساسي بغياب النكهة وزيادة العبء المالي والاداري على الاندية بين تفريخ لاعبين لرفد الفرق وبيع اخرين لتوفير مصدر الدخل المأمول من هذه الاندية, وانديتنا غريبة عجيبة تنظر للبطولات حتى الودية انها مغنم ومكسب ولنا في بطولة القائد ابو عمار خير مثال فهي فرصة سانحة لتجريب الصاعدين الا اننا نرى الاندية تشارك من اجل لقبها دون النظر للصاعدين.