معلش إحنا بنتبهدل .. في ملاعبنا مواهب وهوايات للاعبين كما في الأفلام الهندية !
غزة – جهاد عياش
واصلت مباريات دوري الوطنية موبايل لأندية قطاع غزة الممتازة منافساتها المثيرة وقد تبدلت أوراق وبعثرت أخري ونجح البعض في تجاوز محنته والبعض الآخر مازال يبحث عن ذاته، هذه الجولة أثارت حفيظة البعض فكانت التصرفات والسلوكيات البائسة عنوان هذه المرحلة من عمر الدوري .
أولا : الصداقة في القمة والعميد أنجز المهمة
بعد نهاية الأسبوع الثالث عشر من الدوري الممتاز فرض نادي صداقة نفسه رائدا للترتيب برصيد 26 نقطة بعد تخطيه أهلي غزة بهدف الناشئ فارس عوض مستغلا تعثر شريكه في الصدارة شباب رفح أمام الهلال 2/1 الذي ظل رصيده عند 23 نقطة ، في حين انتفضت أندية محافظة خانيونس وفرضت نفسها نجما للأسبوع بفضل تألق نادي شباب خانيونس الذي فازعلى التفاح الرياضي 4/1 ليرتفع رصيد الفريق الي النقطة 22 في المركز الثالث، في حين حذا حذوه جاره الاتحاد بعد أن أنهي لقاءه متفوقا على جاره الخدمات 2/1 ليجاور الشباب بنفس الرصيد رابعا ، ولم يستغل خدمات رفح الدفعة المعنوية التي تلقاها في الأسبوع الماضي بعد فوزه على خدمات الشاطئ 2/0 وقبل هدف التعادل من فريق الشجاعية في اللحظات الأخيرة من اللقاء ليتجمد رصيده عند النقطة 21 في المركز الخامس ، كما شهدت مباريات هذا الأسبوع قمة كروية مليئة بالإثارة والتشويق على ملعب اليرموك عندما التقى فريقا الشاطئ الجريح وغزة الرياضي الغريق ، هذه المباراة شهدت عودة العميد لذكريات المجد والبطولة بعد أن تألق رفاق المدرب محمود زقوت وقدموا وجبة كروية دسمة من الناحية الفنية والتكتيكية والبدنية لم يستطع هضمها أبناء مصطفي نجم وتسببت لهم بتلبك كروي ونفسي فتاه الفريق وتبعثرت خطوطه ، في تفوق واضح لزقوت على نجم بعد أن شاهدنا الروح القتالية العالية والرغبة في الفوز، والقتال على كل كرة وسد جميع الثغرات وتعطيل مفاتيح لعب خدمات الشاطئ وانتهت المباراة بفوز واضح ومستحق وعبور آمن لأشرعة العميد من أمواج البحرية بهدفين نظيفين ويتخلي العميد بذلك ولأول مرة هذا الموسم عن المرتبة الأخيرة في انتظار موقعة جديدة .
ثانيا : ومن الحكم ما قتل ( بضم الحاء وسكون الكاف )
أحداث كثيرة ولقطات مثيرة وبطاقات صفراء وحمراء وقرارات أثارت الكثير من الجدل والعديد من التساؤلات وجعلت المتتبع لمباريات كرة القدم يتساءل كيف يتخذ حكامنا قراراتهم وما هي الآلية التي يتبعها طاقم التحكيم ليكون قراراهم موحد وسليم وحسب اللوائح والقوانين ولا يظلم منه أحد ،فبعض المباريات التي أشاهدها في الملاعب مباشرة أو بعض اللقطات المهمة والمثيرة التي أشاهدها عبر وسائل الإعلام المختلفة كما حدث في مباراة هلال غزة وشباب رفح حيث احتسب الحكم المساعد ركلت جزاء صحيحة للهلال سجل منها الهدف الأول واحتسب الحكم نفسه ركلة جزاء غير صحيحة على الإطلاق لشباب رفح سجل منها هدف التعادل في حين لم يحتسب الطاقم كله ثلاث ركلات جزائية صحيحة لشباب رفح كانت كفيلة بقلب نتيجة المباراة ، و إذا انتقلنا لمباراة خدمات رفح واتحاد الشجاعية فنجد أن التحكيم قد أثر في نتيجة المباراة بشكل واضح من خلال احتساب هدف لخدمات رفح سجله اللاعب مريش وتبين أن اللاعب قد أعاق حارس الشجاعية المدهون في حين هناك ركلتا جزاء لاتحاد الشجاعية وأخري لخدمات رفح ولم يحرك طاقم التحكيم ساكنا . إضافة إلي طرد محمد السطري بالبطاقة الصفراء الثانية نتيجة إضاعة الوقت مع أن الكثير من لاعبينا يضيعون الوقت بطريقة مماثلة ولم يطردوا . والسؤال المطروح لماذا هذا الاختلاف في المعايير والسلوكيات التحكيمية فتارة يتدخل الحكم المساعد بشكل جيد وتارة أخري لا يحرك ساكنا مع وضوح زاوية الرؤية لديه وفي بعض الأحيان يستجيب الحكام لضغوطات الأجهزة الفنية والإدارية والجماهير سواء في احتساب ركلات جزاء أو في منح بطاقات صفراء أو حمراء .
ومن المشاكل المستعصية على الحكام لحد الآن مسألة إضاعة الوقت والخداع وتعطيل اللعب و أسلوب الاستفزاز ، هذه الطرق التي يلجأ إليها اللاعبون دون أن يتخذ الحكام قرارات رادعة بحقهم، هذه الأمور وغيرها يجب محاربتها عن طريق تطبيق القوانين واللوائح واتخاذ القرارات التي تحد من تلك الظواهر التي تسيء إلي لعبة كرة القدم وتجعلها مملة .
ثالثا : معلش إحنا بنتبهدل
من يوم لآخر ومن أسبوع لآخر يتمني المرء الذي يحب كرة القدم ويركض خلف الأندية ويرتاد الملاعب أن يصل إلي اللحظة التي يعرف كل عنصر من منظومة كرة القدم مهامه ويلتزم بها ويرى كل في مكانه ، ويود أن يرى السلوكيات السليمة التي تنم عن ثقافة وفكر وحضارة ، يريد أن يرى أثر القوانين والالتزام بها ، يريد تطبيق اللوائح الداخلية للبطولات والقرارات المسئولة التي تعطي كل ذي حق حقه ، إلا أنه يفاجأ في كل مرة بسوء التنظيم والفوضى وسوء السلوك واستغلال المنصب ، يلاحظ وبجلاء كيف يضرب بالقوانين والعقوبات عرض الحائط ، تري الصغار والكبار ، تري الرائح والغادي ، تري المتكئ والمختبئ، تري أشخاصا لاعلاقة لهم بطرفي اللقاء و تشاهد على دكة البدلاء أناس ما أنزل الله بهم من سلطان ليس لهم أية مهمة سوي عندما يرفع الحكم رايته أو يشهر الحكم بطاقته أو يحتسب مخالفة هنا أو هناك يقيم الدنيا ولم يقعدها ويثير الفوضى والشغب في صفوف الجماهير ، وعند حدوث أي احتكاك بين اللاعبين تجد العشرات من الأشخاص قد انكبوا على المكان أحدهم يحجز بيده ويده الأخري تتوعد وتهدد ، وإذا ما انتهت المباراة يتسابق الجميع في السب والشتم والقذف والتهديد والوعيد ويبدأ السيناريو بشتم الحكام ثم الاتحاد ولجانه ثم مجلس إدارة النادي والجهاز الفني ثم الاشتباك مع المنافس وعندما ينتهوا من هؤلاء يختلف بعضهم مع بعض عن المتسبب في الهزيمة وفي النهاية يقول بعضهم لبعض فريقنا كان تايه والفريق الآخر يستحق الفوز ( بعد البهدلة والمرمطة يعترف بأن فريقه لا يستحق الفوز وأن الجهاز الفني قد أخطأ في وضع التشكيل وأن اللاعبين لا يستحقوا ارتداء فانلة النادي أو ما دفع لهم من أموال )وعجبي .
رابعا : المدرج الغبي والمشجع الذكي
كم كان حزننا وأسفنا عميقا عندما كنا نذهب إلي ملعب اليرموك ونشاهده عاريا من المدرجات الشرقية التي قصفها العدو الصهيوني في الحرب الأخيرة على غزة ، وكم كانت سعادتنا عندما أعيد بناء هذه المدرجات وما تحتويه من مرافق وكيف أضفت هذه المدرجات جمالا وبهاء على ملعب اليرموك وأصبح لدي الجماهير متسع وفسحة تستطيع من خلالها مشاهدة المباريات بأريحية كبيرة خاصة أن المدرجات الشرقية مغطاة إلي حد كبير ، لكن المفاجأة والصدمة الكبيرة التي أذهلت مسئولي اتحاد كرة القدم ولجانه العاملة والحكام وما تحتويه دكة البدلاء من لاعبين وإداريين وفنيين أنهم أصبحوا في مرمى نيران الجماهير وتحت رحمة مزاجيتهم وفي متناول سخطهم وغضبهم، وفي أغلب الأحيان لا يجد هؤلاء ملجأ ولا مخرجا وعليهم تحمل الأذى الذي سوف يقع عليهم دون حسيب ولا رقيب ولا حماية ، بل إن الكثير من جماهير الأندية الشعبية تميل دائما إلي هذا المدرج خاصة الأذكياء منهم الذين يختارون الموقع المناسب لاصطياد فريسته من حكم أو لاعب أو أي شخص آخر ، ومن مميزات هذا المدرج الغبي أنه في نهاية المباريات يتيح المجال تماما أمام المحتجين ليقفزوا داخل أرضية الملعب والتعبير اللاأخلاقي عن عدم تقبلهم الخسارة وعدم رضاهم عن سلوك الحكام والعبث بمحتويات الملعب وشتم المسئولين واشتباكهم مع كل من تطاله يدهم .
والعجيب أن هذا الأمر يكاد يتكرر في كل مباراة ويراه الجميع سواء القائمين على الملعب أو مراقبي المباريات أو مراقبي الحكام أو أعضاء الاتحاد ولا يحرك أحدهم ساكنا خاصة إذا علمنا أن هذه المدرجات تحتوي في أسفلها على غرفة الحكام وغرف تغيير الملابس وغرفة الدائرة الطبية وكلها مرافق حيوية تحتاج إلي النظام والهدوء . وقد حاول اتحاد كرة القدم بالتعاون مع الشرطة في العديد من المرات إبقاء هذه المدرجات فارغة ولكنه حل غير عملي والحل العملي تركيب سياج مرتفع كي لايستطيع أحد القفز في الملعب أو رمي المقذوفات والصواريخ الدخانية أو الألعاب النارية على المتواجدين داخل أرضية الملعب .
خامسا : هوايات اللاعبين كما لم تشاهدها
من قبل شهدت مباريات نهاية الأسبوع التي أجريت على ملاعبنا مواهب وهوايات للاعبين لم نعرفها عنهم من قبل كما في الأفلام الهندية والصينية و المسلسلات المدبلجة وإليكم بعضا منها
• ما حدث بعد نهاية مباراة خدمات رفح واتحاد الشجاعية التي انتهت إلي التعادل 1/1 وكيف انطلق اللولحي مسرعا وتسلق السور واشتبك مع مئات الجماهير وقضي عليهم في ضربة واحدة وعاد سالما كما نشاهد في الأفلام الهندية وبالمثل فعل البهداري الذي نزل إلي أرضية الملعب وهو يتهادي بين رجال الشرطة وكأنه بطل فيلم أمريكي .
• خروج طاقم تحكيم المباراة من الملعب إلي قسم الشرطة بحماية الشرطة وكأنهم عصابة مقبوض عليهم وعندما هدأت الأوضاع وعادوا لغرفة تغيير الملابس لأخذ حاجياتهم لم يجدوها وبعد البحث والمتابعة عثر علي حقائبهم ملقاة في الشارع وقد سرق بعض محتوياتها .
• بعد نهاية مباراة التفاح وشباب خانيونس التي انتهت بفوز الشباب 4/1 قام عدد من لاعبي شباب خانيونس بالعبث في محتويات ومكونات غرفة تبديل الملابس الخاصة بهم وقام بعضهم بتحطيم خلاطان المغاسل بطريقة غير لائقة تماما .
• الأحداث المؤسفة التي حدثت بعد نهاية مباراة الشاطئ وغزة الرياضي التي انتهت إلي فوز الرياضي 2/0 وحالة الاحتقان الذي سببها قيام الحارس عاصم أبو عاصي حارس العميد بملاحقة أحد الفتيان وركله بطريقة وحشية بعد أن قام هذا الفتي بالاعتداء على الحارس أبو عاصي . • حالة الغضب الشديد الذي انتابت جماهير شباب رفح بعد خسارتهم من الهلال 2/1 وكمية المقذوفات التي ألقيت على أرضية الملعب وقيام البعض من المحسوبين على شباب رفح بالسب والشتم على الحكام ولجنتهم واتحاد كرة القدم والجهاز الفني واللاعبين ولم يسلم أحد منهم .