لماذا رفضت أندية القمة الصدارة وقبلتها الصداقة ؟ .. سيرة وانفتحت بيع المباريات
غزة – جهاد عياش
أسبوع آخر من مباريات الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة ينتهي ولم تبح تلك الأسابيع المنصرمة باي سر من أسرارها واحتفظت بها كاملة للمباريات المقبلة سواء على صعيد أهل القمة التي لم يحسمها أحد بشكل نهائي أو على صعيد غلابة القاع التي كلما مر أسبوع زاد الوضع غموضا وأسفا على أندية لايسمح تاريخها وعراقتها بالاستسلام حتى الرمق الأخير من عمر مسابقة الوطنية موبايل ولكن لابد من كلمات تقال :
أولا : لماذا رفضت أندية القمة الصدارة وقبلتها الصداقة
قبل بداية الأسبوع الثامن عشر حافظ فريق الصداقة على صدارته لجدول الترتيب الذي تربع عليها منذ الدور الأول ولم يستطع أحد مزاحمته عليها رغم الأداء الضعيف والنتائج المتذبذبة للفريق بل وصل الفارق في بعض الأحيان إلي 5 نقاط بينه وبين وصيفه، إلا أن مباراة الصداقة مع نائبه شباب رفح في الأسبوع الثامن عشر وضعت حدا لهيمنة الصداقة بعد خسارته للقاء القمة الذي جمعه بالزعيم شباب رفح ليجلس على القمة بدلا منه وإن بفارق نتائج المباريات بينهما بعدما تساويا برصيد 32 نقطة لكل فريق، وظن الجميع أن الشباب لن يتنازل بعدها عن القمة ولن يعود إليها الصداقة ورشح الجميع دخول منافسين آخرين على الصدارة كشباب خانيونس الثالث وخدمات رفح الرابع في مشهد مثير وممتع وينذر بمباريات ملتهبة وحاسمة إلي أن رفض شباب خانيونس الصدارة بعد تعادلين مخيبين مع خدمات الشاطئ وغزة الرياضي على التوالي ليتوقف رصيده عند 31 في المركز الثالث ولو فاز لأصبح رصيده 35 في المركز الأول، في حين خسر شباب رفح مباراة القمة مع جاره الخدمات 2/1 ليفوت على نفسه الصدارة ب 35 نقطة وفي حال التعادل ب 33 نقطة إلا أنه لم يفعل هذه ولا تلك وبقي ثانيا ب32 نقطة فقط، في حين أوفي غلمان المزين بكل الوعود واقتحموا مربع الكبار وفرضوا أنفسهم منافسين بقوة بعد تخطيهم جارهم الشباب ليصل رصيدهم إلي 30 نقطة في المركز الرابع مبتعدين عن المتصدر الصداقة ب33 نقطة بثلاث نقاط فقط ، الصداقة الذي رفض هدايا الآخرين مرارا وتكرارا أرغم على تصدر المسابقة رغم تعادله الصعب مع متذيل الترتيب خدمات خانيونس . والسؤال المحير كيف لفريق يطمح للتتويج بتاج البطولة أن يتعثر كل هذه العثرات بل وأن أحدا من المنافسين لم يستغل عثرات الآخرين بالشكل الأمثل، ويبدو أن الإرباك والقلق والضغط النفسي والعصبي الذي ينتاب اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية قد أثر كثيرا على تركيز اللاعبين وأصبح اللاعبون والمدربون همهم الوحيد تحميل الاخفاقات للحكام والظروف الصعبة وغيرها من الأشياء الفنية التي تعفيهم من المسئولية .
ثانيا : أندية القاع لا تستحق هذا المكان
لاشك أن البطولات الكروية تضم فرقا تنافس على البطولة وتكون معروفة وأهدافها معلنة وفرقا كل همها البقاء ضمن أندية الدوري الممتاز ، هذا ما يجلب انتباه الجماهير ويسترعي اهتمامهم ويعطي طعما ومذاقا خاصا للبطولات، وتتصارع في الغالب عدة أندية من أجل البقاء وربما تتبدل مراكزها من حين لآخر حسب النتائج المسجلة من قبل المتنافسين وربما نجد في بعض الأحيان طفرات من هذا النادي أو ذاك، ويحاول كل ناد تطوير أدائه وتحسين نتائجه وتعزيز صفوفه بين الدورين كي يتجنب الهبوط ولكن أن نرى هذا الكم من الأندية تصارع من أجل البقاء وتقدر بسبعة أندية قبل 3 جولات من نهاية الموسم مع تفاوت المراكز وحجم الخطورة فيما بينها فنجد خدمات الشاطئ ( 24 نقطة) ومن خلفه الأهلي والشجاعية ولكل منهما (23نقطة) مهددين بالهبوط منذ فترة ولم تحسن هذه الفرق من نتائجها أو مراكزها بالشكل الذي يضمن لها البقاء مع وجود فرص متعددة لذلك ، وعلى الجانب الأكثر ظلاما نجد أندية الهلال (21نقطة) والتفاح (19 نقطة) وغزة الرياضي (18نقطة) وأخيرا خدمات خانيونس(17نقطة) هذه الأندية لم تغادر مناطق الهبوط أو المهددة بالهبوط طوال المسابقة مع العلم أنها في بعض المباريات أحرجت فرق القمة بل وفازت عليها وعلى سبيل المثال نادي التفاح الذي فاز على المتصدر ذهابا وتعادلا إيابا ونادي الهلال الذي فاز على شباب رفح وغزة الرياضي الذي تعادل مع شباب خانيونس ذهابا وإيابا ومع الزعيم ذهابا ومع الصداقة إيابا وأخيرا تعادل خدمات خانيونس مع المتصدر الصداقة والمجال لا يتسع لذكر كل مفاجآت أندية القاع مع أندية القمة ثم نجد هذه الأندية تتصارع فيما بينها، ولا يستطيع أحدهم إثبات شخصيته والخروج من أزمته على الرغم من توفر المدربين ذوي الخبرة واللاعبين المجربين، ومن الواضح أن المدربين غير قادرين على قراءة المنافسين بشكل جيد إضافة إلي حالة الرعب والفزع من سيرة الهبوط ، فإذا كانت هذه الفرق اعتادت السكن في الكهوف وتعجبها بيئة الهابطين فلتهبط جميعا غير مأسوف عليها فهي لا تستحق أن تبقي في الدوري الممتاز .
ثالثا : سيرة وانفتحت “بيع المباريات“
كعادة نهاية كل موسم يكثر الحديث والجدل ويحتد النقاش وتعلو الأصوات في كل بطولات العالم حول قضية التلاعب بنتائج المباريات أو بيعها أو تفويتها من قبل أندية لصالح أندية أخرى مما يسبب الضرر لأندية بعينها سواء: من أجل الظفر باللقب أو من أجل الهروب من السقوط إلي درجة أدني، وعلى الرغم من وجود مؤشرات في بعض الأحيان توحي بتساهل بعض الفرق مع منافسيها كالنتائج الثقيلة الغير معتادة أو ارتكاب مخالفات في منطقة الجزاء بسبب الاستهتار أو إهدار ركلات جزاء بصورة مستفزة أو محاولة الحصول على بطاقة حمراء إضافة إلي التهاون الفاضح أثناء المباريات إلا أنه لم يستطع أحد من تقديم دليل واضح لاتحاد كرة القدم على التلاعب في نتائج المباريات ، ونحن في قطاع غزة عانينا في المواسم السابقة من هذه الظاهرة التي كانت في الموسم الماضي أكثر جلاء من المواسم السابقة بسبب تشابك المصالح بين بعض الأندية وتداخل مباريات الدوري في أسابيعه الأخيرة مع مباريات الأدوار المتقدمة من الكأس، وكلنا رأى بأم عينه ما حدث ولاداعي لسرد وقائع مؤلمة من نهاية الموسم الماضي والتي ساعدت طبيعة ترتيب الفرق أنذاك لتفشي ظاهرة التفويت ، ويبدو أن نهاية هذا الموسم لن تنجو من مثل هذه التهم وهذه الأقاويل على الرغم من شدة المنافسة في القمة والقاع وهناك تقارب كبير في النتائج والترتيب لايسمح بتفويت المباريات لحد الآن، وهذه آفة مقيتة لا تجوز شرعا ولا قانونا ولا تسمح بها مبادئ تكافؤ الفرص واللعب النظيف، وعلى الجميع توخي الحيطة والحذر ومراقبة الله فيما يفعل قبل أن يخاف من البشر أو يجاملهم وليبذل كل لاعب وكل مدرب جهده وليثبت أنه يستحق البطولة من جهة أو يستحق البقاء في الدرجة الممتازة من جهة أخرى .
رابعا : ما هو حق الأندية على الاتحاد ؟
يحاول اتحاد كرة القدم ولجانه العاملة تفادي اية شبهة تعكر صفو المسابقة ، خاصة ونحن في نهاية الموسم الذي تتسم مبارياته بالحساسية وتكون نتائجها مؤثرة جدا على الفرق في القمة والقاع وتجتهد لجان الاتحاد في اختيار الحكام المناسبين وكذلك مقيميهم ومراقبي المباريات من أجل متابعة الأحداث ومراقبتها وضمان أكبر قدر من تكافؤ الفرص والشفافية في التعامل مع الجميع وأن الاتحاد يقف من الجميع على مسافة واحدة ، وقد قام الاتحاد ولجانه بجدولة الأسبوع العشرين لأندية الدرجة الممتازة والأولي وقد أحسن صنعا عندما جعل جميع مباريات الدرجة الأولي في يوم واحد وفي توقيت واحد وهوالأحد القادم في تمام الساعة الرابعة ،إلا أن الأمر اختلف في جدول مباريات الأسبوع العشرين لأندية الدرجة الممتازة حيث برمج الاتحاد حسب تصوره للأحداث وحسب نقاط وترتيب كل فريق على يومين ( الجمعة والسبت القادمين) على الرغم من أن حساسية مباريات الدرجة الممتازة أكبر وأدق نظرا للتقارب الشديد في النقاط بين الأندية حيث لاتفصل الأول عن الرابع سوى مباراة واحدة ، وأما ما يفصل بين أندية القاع فهي مباراة أو أقل حيث برمج مباريات الصداقة المتصدر مع اتحاد خانيونس يوم الجمعة وكذلك الثاني شباب رفح مع غزة الرياضي صاحب المركز الحادي عشر الجمعة ثم مباراة شباب خانيونس الثالث مع اتحاد الشجاعية الجمعة أيضا وبرمج مباراة خدمات رفح الرابع بفارق 3 نقاط فقط عن الأول يوم السبت مع خدمات خانيونس متذيل الترتيب والتفاح والهلال يوم السبت وكلاهما مهدد بالهبوط أيضا وعليه فخدمات رفح سيستفيد من نتائج أندية القمة وخدمات خانيونس سيستفيد من نتيجة مباراة غزة الرياضي الذي سيتضرر كثيرا عندما يلعب منافسوه وهم يعلمون نتيجته مسبقا كالتفاح والهلال اللذين يسبقانه في الترتيب وعليه حتى يكون الجميع على قدم المساواة يجب أن تقام المباريات الخمس باستثناء مباراة الشاطئ والأهلي في يوم الجمعة القادم وفي توقيت واحد على أن تقام المباراة الأخيرة يوم السبت على ملعب اليرموك، وتبقي الإشكالية الوحيدة في الملاعب ويكمن الحل في نقل مباراة واحدة لملعب المدينة الرياضية إما مباراة شباب خانيونس والشجاعية أو مباراة خدمات خانيونس وخدمات رفح بدل من استاد خانيونس وكلاهما في محافظة واحدة .
خامسا : الأهداف القاتلة بين سوء الفهم وسوء الظن
شهدت مباريات هذه الأسبوع لقطات مثيرة ومؤثرة أوجعت البعض وأسعدت البعض الآخر ونتج عنها تصريحات وصيحات تلعن الظلم وتسب الظالمين دون دليل أو يقين، ونحن في ذلك كغيرنا من عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء العالم المتطور والمتحضر الذي يمتلك التقنيات الحديثة والمعدات الموضحة والامكانيات المجلية للحقائق، وكلنا شاهد مباراة برشلونة وباريس سان جرمان وكيف أن سيرجيو روبيرتو أحرز هدف التأهل في الثواني الأخيرة من الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع واشتكي مسئولو باريس للاتحاد الأوروبي احتساب الحكم 5 دقائق وقت بدل ضائع، وفي مباراة يوفنتوس وميلان احتسب الحكم ركلة جزاء لليوفي في الثانية الأخيرة من الدقيقة الخامسة المحتسبة كوقت بدل ضائع أحرز منها اليوفي هدف الفوز في الدقيقة السابعة وقيل كلام كثير فيها وفي ملاعبنا وفي الأسبوع قبل الماضي احتسب حكم مباراة الشاطئ وشباب خانيونس ركلة جزاء لصالح الشاطئ في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع أحرز منها سليمان العبيد هدف التعادل الذي حرم النشامي من تصدر الدوري، وفي نفس الأسبوع أحرز لاعب اتحاد خانيونس هدف التعادل في مرمي الأهلي في الوقت الضائع ولولا هذا التعادل لضمن الأهلي البقاء في الدوري، الأهلي الذي استفاد أيضا من الوقت القاتل هذا الأسبوع عندما أحرز هدف التعادل في مرمى الهلال في الدقيقة 89 ومن ثم هدف الفوز في الدقيقة 95 ، وربما الحدث الأبرز وقع في ملعب المدينة الرياضية الذي احتضن مباراة اتحاد خانيونس والتفاح وتقدم التفاح 2/0 قبل أن يقلص عيد العكاوي النتيجة وفي نهاية الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع أحرز الدباس هدف التعادل المميت في مرمى التفاح وبعدها أطلق الحكم صافرة النهاية، وهنا اشتد غيظ وغضب جماهير ولاعبي ومدرب التفاح لضياع نقطتين ثمينتين وكالوا التهم لحكم المباراة بسبب هذه النتيجة المخيبة . وتفسير ذلك كله يتلخص في الفهم الصحيح للحكم وصلاحيته ومن صلاحيات الحكم أنه يعمل ميقاتي للمباراة وهذا حسب نص القانون وليس لأحد كائن من كان أن يفرض على الحكم متى ينهي المباراة وكان على المدرب واللاعبين في جميع الأحوال أن يحثوا لاعبيهم على التركيز والانضباط حتى سماع صافرة النهاية ولله درك يا حميدان(مدرب الهلال) عندما فسر خسارة فريقه للمباراة في الدقيقة 95 بعد أن كان متقدما حتى الدقيقة 90 أن سوء الظن الذي تسرب إلي اللاعبين بأنهم ربحوا المباراة قد أوردهم الهزيمة وضياع النقاط ولم يسئ الفهم في الحكم .
سادسا : رسالة إلي اتحاد كرة القدم
جهد طيب بذلتموه وما زلتم تبذلوه من أجل الوصول ببطولات الدوري بجميع درجاته إلي بر الأمان وعطاء متواصل من قبل اللجان العاملة لتخرج البطولات بأبهي صورها، وكان قراركم التحفيزي الأخير من أجل اختيار الأفضل من منظومة كرة القدم لأندية الدرجة الممتازة تتويجا لسعة صدركم وتطوير فكركم وتشجيع الجميع على العمل والمثابرة والالتزام المثمر، وليس أدل على ذلك من قيمة الجوائز المالية التي ستقدمونها للفائزين على الرغم من ضيق الحال، ومن أجل ذلك قمتم باختيار أسماء مجموعة من عمالقة اللعبة من لاعبين ومدربين ومحللين وإعلاميين وصحفيين وكلهم أسماء لامعة ومعطاءة واصحاب خبرات وتجارب يسجلها التاريخ ولا ينكرها أحد ونكن لهم كل التقدير والاحترام، ولكن هذه المسابقة تتطلب أشخاصا تابعوا المباريات عن قرب وشاهدوا بأم أعينهم الجماهير واللاعبين والمدربين وتتبعوا تصرفاتهم وأدائهم وسلوكهم وحضروا إلي الملاعب بصفة مستمرة وكتبوا وحللوا ووصفوا كل صغيرة وكبيرة بل إن بعض الزملاء وفي بعض المواقع يخرجون علينا بأفضل تشكيلة لكل أسبوع ولم أجد أحد منهم وهناك محللين يظهرون بصفة مستمرة ولم أجد أحد منهم فالمهنية والموضوعية والمشاهدة الحثيثة والمتابعة الدائمة هي من تحدد الفائزين وليس الأسماء فقط .