2024-11-22

احذروا الرقم 25 .. نجم واعد في سماء الكرة الغزية و لماذا ترفض الشجاعية تكملة الدوري؟

2020-11-28

غزة – جهاد عياش
تقترب سفينة الدوري لأندية قطاع غزة من الميناء لترسو على جنباته وقد احتملت أفراح وأحزان سكانها الذين اجتهدوا كثيرا طوال الموسم من أجل رسم البسمة على محيا محبيهم المشتاقين للقمة والمجد وكلهم أمل أن تحمل هذه النهاية من بطولة الدوري بشريات سعيدة تطفئ ظمأهم وتلبي طموحهم وترسم مستقبلا مشرقا في قادم الأيام والمواسم، ونحن في الأمتار الأخيرة لمباريات الوطنية موبايل نحاول رصد بعض ملامح النهاية :
أولا : الصدارة في رحم الصداقة فهل تنجب بطولة
لا شك أن حلم التتويج بالبطولة مطمع مشروع لكل المتنافسين ،وتجتهد العديد من الأندية الوصول إلي هذا المطمع من خلال: المنافسة الشريفة وبذل الجهود الجبارة وتعمل بكل أجهزتها بكامل طاقتها لتهيئة الظروف من أجل معانقة المجد والظفر بالبطولة ، وعلى رأس هذه الأندية نادي الصداقة المكافح بكل مكوناته الإدارية والفنية والطبية والجماهير الوفية التي تزحف خلفه وتؤازره أينما حل وارتحل ، فريق الصداقة ومنذ عدة مواسم كان دائم المنافسة على لقب البطولة ولم يغادر المراكز الثلاثة الأولي على مدار السنوات السابقة بل وتصدر جدول المسابقة في العديد من المواسم لفترات طويلة ولم يتخل عنها إلا في الأمتار الأخيرة، ولكن في هذا الموسم يبدو أن الأمر مختلف تماما فها هو يصل إلي الجولة العشرين متصدرا برصيد 36 نقطة وبفارق نقطتين عن الثاني شباب خانيونس وثلاث نقاط عن خدمات وشباب رفح وهو مرشح بقوة لنيل اللقب إذا ما تجاوز عقبتي الهلال وخدمات الشاطئ على التوالي ، ويمتلك فريق الصداقة هامشا من الخطأ بحيث أنه يحتاج إلي تعادل وفوز ليتوج باللقب لأول مرة في تاريخه ، هذا الفريق الواعد والشاب يمتلك ثلة من اللاعبين المميزين صغيري السن الذين أثبتوا أنهم كبار العطاء والطموح خاصة أنه تكونت منهم جوقة فنية رائعة تعزف الألحان وتشنف الآذان وتطرب الأسماع وتشفي القلوب وتزلزل مدرجات العشاق أملا وطربا . وتزداد الأمنيات وتكبر الأحلام و يخلق الجنين في انتظار المولود الكبر للصداقة الحبلي بالشوق والحنين للبس تاج البطولة والجلوس على عرش مملكة الأبطال ، أبناء الصداقة المخلصين الفنانين وعلى رأسهم المبدع محمد بلح والسهم محمد أبو توهة والصاروخ صائب أبو حشيش والسد المنيع فادي جابر والمقاتلون عبد الرحمن المنايعة وحازم قفة وهاني أبو ريالة وحربي السويركي وصمام أمان الفريق محمد أبوحسنين ومحمد الديري وسامي سالم ومحمد أبو ناجي ، هذه الكتيبة الباسلة يقودها الربان الماهر عماد هاشم صاحب النفس الطويل ومقولته المشهورة ( هذه نقطة البطولة ) كلما تعادل الفريق ويبدو أن نظرته كانت صائبة في أغلب الأحيان ، وكل هؤلاء الرجال تدعمهم مجموعة من المخلصين من أجهزة فنية وإدارية وطبية وإدارة حكيمة ورزينة بقيادة الدكتور سعيد الغرة الذي لم يؤل جهدا لدعم الفريق ومرافقته أينما ذهب مما كان له الأثر الطيب في نفوس ونتائج الفريق .
ثانيا : نجم واعد في سماء الكرة الغزية 
من حين لآخر يشتاق عشاق كرة القدم لطفرة جديدة وصدمة كهربائية تعيد لهم الحياة وتنعش قلوبهم المحبة للمتعة والجمال بعد أن فقدوها لفترات متباعدة نتيجة الروتين القاسي الذي تتبعه إدارات الأندية عندما تتعاقد مع نجوم جاهزة لتلبية رغباتها أو خوف المدربين من الدفع بالعناصر والمواهب الشابة التي تمثل مستقبل الفريق، وربما حدثت بعض الاستثناءات في هذا الموسم كما فعل محمود المزين مدرب خدمات رفح عندما غامر بمجموعة من الناشئين أثلجت صدورنا وأحيت الأمل فينا وخدمت فرقها كمحمود فحجان وأنس الشخريت وكما فعل محمود زقوت مدرب غزة الرياضي بالدفع بالناشئ حازم أبو شنب وغيرهم من الناشئين الذين أثبتوا أنهم من طينة الكبار ولكن ما لفت الأنظار في هذا الأسبوع وأثناء مباراة الصداقة واتحاد خانيونس والتي انتهت 3/0 لصالح الصداقة اللاعب الناشئ محمود العامودي لاعب المنتصف الذي أبدع وأقنع ورسم الصورة الحقيقية للاعب الدائرة العصري الذي يتمناه كل مدرب وتحلم به كل الأندية وتعول عليه الجماهير هذا اللاعب في الأندية الأوروبية الكبرى يطلق عليه النقاد والمحللون أنه مستقبل النادي وبالفعل العامودي ليس مستقبل النادي فحسب بل مستقبل الكرة الفلسطينية نظرا لحجمه الكبير في الملعب ودوره المحوري وعقله الراجح ، تجده يتحرك في كل أرجاء الملعب سيطر على الكثير من الكرات المرتدة على مرماه وقطعها وأبطل إلي حد كبير مفعول عيد الكاوي، ساند خط ظهره بقوة وفسح المجال أمام زميليه في خط الوسط المنايعة وقفة للحركة والمساندة الهجومية، والغريب والعجيب ليس هذا فحسب بل رؤيته الثاقبة لكل جنبات الملعب فلم يفرط في كرة وكان يقطع الكرة ثم يرسلها إلي زملائه يمينا ويسارا بدقة متناهية ، بل أزعم أنه كان السبب في تألق كل لاعبي الصداقة وفوزهم بنتيجة كبيرة على الطواحين هذا الفوز الذي قربهم من تاج البطولة فكل الشكر للمدرب عماد هاشم الذي دفع به في هذا التوقيت ليخدم فريقه وأن لا نغادر هذا الموسم دون أن نرى هذه الموهبة الفذة التي تنبئ بميلاد نجم جديد في سماء الكرة الغزية .
ثالثا : احذروا الرقم 25
في مثل هذا الأسبوع من الموسم الماضي كان فريق شباب جباليا يحتل المركز السابع برصيد 25 نقطة وظن الجميع أن فريق الثوار أول فريق يؤمن نفسه للبقاء في الدرجة الممتازة لموسم آخر وتسرب هذا الاعتقاد إلي نفوس لاعبي الفريق ومجلس إدارتهم وجهازهم الفني والإداري وكذلك الجماهير وكان يليهم في الترتيب خدمات خانيونس (24نقطة) ثم الهلال (23نقطة) ثم الشاطئ (21نقطة) ثم اتحاد خانيونس (20نقطة) وأخيرا خدمات المغازي (14نقطة) وهذا كله قبل نهاية الدوري بجولتين فقط ، وكلنا يتذكر السيناريو المشئوم في تلك الأيام والنتائج غير الطبيعية التي حدثت وهبط على أثرها شباب جباليا صاحب المرتبة السابعة ونجا أصحاب المراتب الثامنة والتاسعة والعشرة والحادية عشرة في مشهد مريب ومؤسف، ولكن يشاء القدر أن يعود هذا الفريق الذي لعب نهائي الكأس أمام شباب خانيونس آنذاك إلي الدرجة الممتازة هذا الموسم قبل انتهاء دوري الدرجة الأولي بجولتين وهو يتصدر الترتيب وهو الأقرب بتاج البطولة وألف مبروك عودة الثوار .
وبالعودة إلي موضوع الرقم 25 ، فهو عدد نقاط خدمات الشاطئ الذي يحتل المرتبة السادسة يليه الأهلي سابعا(24نقطة) ثم الشجاعية ثامنا (23نقطة) ثم الهلال تاسعا (22نقطة) ثم التفاح عاشرا (20نقطة) ثم غزة الرياضي حادي عشر (19نقطة) وأخيرا خدمات خانيونس ( 17نقطة) وكل ذلك ولم يبق سوي جولتين ، وحسب النقاط المحصلة لكل فريق من هذه الفرق وحسب النقاط المتبقية وعددها (6نقاط) نجد أن الجميع في دائرة خطر الهبوط فيمكن للشاطئ الذي لديه 25 نقطة أن يهبط شريطة أن يخسر مباراتيه وفوز غزة الرياضي بمباراتيه وفوز بقية فرق القاع كما حدث مع شباب جباليا العام المنصرم، ويمكن أن يبقي خدمات خانيونس إذا ما فاز في مباراتيه وخسرت البقية كالتفاح والهلال والرياضي فالأمر ليس بمأمن كما يظن البعض والأمور مازالت جد خطيرة وتتطلب من الأندية السبعة الحيطة والحذر وعدم التهاون أو التفويت أو التفريط بأية نقطة .
رابعا : أموال المنح والجوائز والتبرعات من يحاسب من ؟
بعد طول انتظار تم توزيع المنحة الرئاسية على أندية غزة بجميع درجاتها ، هذه المنحة المتفاوتة القيمة بين الدرجات حيث بلغت قيمة المنحة لأندية الممتازة (25 ألف دولار) وأندية الدرجة الأولي (15ألف دولار) واندية الدرجة الثانية (5 آلاف دولار) فيما حصلت أندية الدرجة الثالثة التي لم تلعب بعد على مبلغ وقدره (3 آلاف دولار) لكل ناد ، وهذه المبالغ وغيرها من المنح والهبات والتبرعات والأموال الذاتية التي تحصلها الأندية من خلال مشاريعها الخاصة إضافة إلي الجوائز التي يتحصل عليها الأبطال سواء من الاتحاد أو المؤسسات الخاصة على غرار ما تقوم به مؤسسة أمواج لم تغط النفقات التي تحتاج إليها الأندية طوال الموسم والذي قد يبلغ حجم الانفاق في بعض أندية الممتازة إلي (120 ألف دولار ) حسب زعم رؤساء الأندية وأعضاء مجالس الإدارات ، بل يتعدى الأمر إلي أكثر من ذلك باعتبار أن أغلب الأندية لديها مديونيات ورواتب متأخرة للاعبين والمدربين وهذه المبالغ لاتكف لتغطية هذه الديون والسؤال الكبير كيف يتسني للجماهير والمتتبعين معرفة الحقيقة في هذا الأمر خاصة أنه لاتوجد جهة رقابية تحاسب الأندية ومجالس إداراتها في نهاية كل موسم وتكشف لنا حجم الإيرادات والمصروفات ، وهل هناك انسجام بين الداخل والخارج وكيف يتم صرف هذه المبالغ وهل هناك مهنية وشفافية في القبض والصرف إلي غير ذلك من الأسئلة التي يفرضها واقع الأندية المالي المرير حسب زعم الرؤساء وكثرة شكواهم من قلة ذات اليد وضعف الموارد، هذا من جانب وعلى الجانب الآخر نجد هؤلاء الرؤساء يتبارون في المفاوضات مع بعض اللاعبين المتميزين ويتسابقون في عدد التعاقدات التي وصلت في العديد من الأندية إلي أكثر من (80 ألف دولار) في الموسم الواحد وأن هذه الفرق لم تفشل في المنافسة على البطولة فحسب بل أنها تصارع من أجل البقاء في الدوري الممتاز.
يجب أن تسود المهنية والموضوعية في التعاقدات حسب الامكانيات المتاحة وعدم المبالغة والمنافسة في دفع مبالغ كبيرة للاعبين والمدربين وتعويض ذلك بالاعتماد على الناشئين والشباب وأبناء الأندية لتجاوز الفقر المادي ويجب محاسبة كل مسئول يتجاوز حدود الصرف المتاحة .
خامسا : لماذا ترفض الشجاعية تكملة الدوري
تحدثت في الأسبوع المنصرم عن موضوع برمجة المباريات وأن تكون كلها في يوم واحد وتوقيت موحد أو على الأقل أن تلعب الفرق صاحبة المصير المشترك في توقيت واحد عملا بمبدأ تكافؤ الفرص وهذا حق لجميع الأندية ، وللحقيقة فإن مسئولي الاتحادات يعترفون ويقرون بذلك ولامانع لديهم ولكن كما قال لي السيد محمد العمصي ( هات ملاعب ) وهو محق في ذلك ومعذور فليس الأمر بيد الاتحاد ولكن ظروف الملاعب والبنية التحتية للرياضة في غزة لاتسمح بذلك ، هذا إذا علمنا ان عدد أندية غزة المشاركة بالدوري الممتاز سبعة وفي الدور الأول لم يكن إلا ملعب اليرموك وفي الدور الثاني دخل ملعب فلسطين إلي الخدمة وهذا مما صعب الأمر على اتحاد كرة القدم، وعليه يجب على الأندية تفهم الوضع تماما وألا تضع العصي في الدواليب وأن لا تقف حجر عثرة في مسيرة الدوري في أيامه الأخيرة، وفي هذا الاطار تبرز مشكلة مباراة اتحاد الشجاعية وأهلي غزة على ملعب اليرموك وهي المباراة الوحيدة يوم الجمعة وكلا الفريقين لم يضمنا بقاءهما في الدوري في حين تلعب الفرق المنافسة يوم السبت وهذا الأمر مرفوض بالنسبة لاتحاد الشجاعية على اعتبار أن الفرق الأخرى ستستغل نتيجة هذه المباراة علما بأن الشجاعية لعبت في الأسبوع الماضي قبل هذه الأندية أيضا والحقيقة أن الأمر صعب وشائك ولكن كما يقال :” سددوا وقاربوا “وأقترح هذا التعديل

 أولا :  مباريات يوم الجمعة : (الشاطئ مع التفاح على ملعب اليرموك ) و(غزة الرياضي وخدمات خانيونس على ملعب فلسطين ) والحجة في ذلك أن التفاح والرياضي وخدمات خانيونس لابد لهم من الفوز وانتظار بقية النتائج والشاطئ يجب ألا يخسر حتى يضمن بقاءه وكما نلاحظ أنه في جميع الأحوال على هذه الفرق الانتظار .
ثانيا : يوم السبت ( اتحاد الشجاعية وأهلي غزة على ملعب اليرموك) و(خدمات رفح مع اتحاد خانيونس على ملعب رفح ) فاتحاد الشجاعية والأهلي لا ينظران خلفهما لأن الأمر بيدهما حتى وإن تعادلا أو فاز أحدهما على الآخر .
ثالثا : مباريا يوم الأحد ( الصداقة مع الهلال على ملعب اليرموك ) و(شباب رفح مع شباب خانيونس على ملعب رفح ) والحجة أن فريق الصداقة يحتاج إلي نقاط المباراة لمواصلة تصدر المسابقة أو حسم اللقب والهلال يحتاج إلي النقاط لضمان بقائه مهما كانت نتائج من سبقوه كالتفاح وغزة الرياضي وخدمات خانيونس فهو مطالب بالفوز في جميع الأحوال وكذلك الصداقة ، أما عن مباراة القمة بين الشبابين فهما من سيحددان مصيرهما فإن تعادلا فلا يلمان إلا نفسيهما وإن فاز أحدهما على الآخر خرج الثاني من المنافسة دون النظر إلي نتائج الآخرين .
رابعا : إذا لم تقتنع الأندية بهذه الجدولة أو تلك وأصرت أن تلعب كلها في وقت واحد  والجميع يعلم أن 11 من أصل 12 فريق يتنافسون فيما بينهم إما على اللقب أو البقاء بمعنى أن جميع المباريات مهمة ومؤثرة فعلي اتحاد كرة القدم إجراء قرعة على الملاعب الست المخصصة لأندية الممتازة وهي ( ملعب رفح البلدي وملعبي خانيونس وملعبي غزة وملعب الشمال ) وهذا ينطبق على الأسبوعين الأخيرين من عمر المسابقة والحجة في ذلك :
القرعة خيار شرعي وعرفي يلجأ إليه الناس لفض النزاع بينهم كما أنها تستخدم في الفرائض والواجبات الدينية كفريضة الحج كما أنها خيار رياضي معمول به في جميع أنحاء العالم .
صحيح أن الأندية لها حقوق خاصة ولكن إذا تضارب الحق الخاص مع الحق العام يقدم الحق العام وانجاز بطولة كلفت ملايين الدولارات وجهد وعرق وختامها بالشكل السليم أهم من مصلحة نادي بعينه وعلى الاتحاد استخدام حقه العام دون خوف أووجل ودون حسابات ضيقة .
أن أي من أندية الدرجة الممتازة لايملك ملعبا خاص به وكل الملاعب ملكية عامة إما للبلديات أو لوزارة الشباب والرياضة بمعني أن لو بلدية غزة أغلقت ملعب اليرموك في وجه أندية غزة هل يستطيع أي نادي من غزة علا شأنه أو سفل إجبار البلدية على فتحه ؟ بالطبع لا وسيلجأ لاتحاد كرة القدم لتدبير ملعب له وكذلك بلدية رفح لو قررت إغلاق الملعب في وجه الشباب والخدمات لايستطيع أحد فتحه إلا بموافقتها وبالمناسبة كل الملاعب تعمل بالإيجار . وأختم بقول الشاعر : إذا المنية أنشبت أظفارها   **** فإن كل تميمة لا تنفع