2024-11-22

نايف عبد الهادي.. الغائب الحاضر عن الدوري الممتاز

2021-01-23

كتب/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 22/9/2017

لأول مرة منذ سنوات طويلة، لن يكون المدرب الراحل نايف عبد الهادي متواجداً في الدوري الممتاز الذي ينطلق اليوم، بعد أن كان أحد رموز النسخ السابقة، بإشرافه على عدد كبير من الأندية وتتويجه بلقبين مع خدمات رفح.

نحو ثلاثة أشهر مرت على وفاة عبد الهادي، الذي ترك إرثاً كبيراً في مجال التدريب، ورحل عن عالمنا يوم 28 يونيو 2017، عن عمر 59 عاماً، واليوم تعود بطولة الدوري بدونه بخلاف ما درجت العادة.

المدرب القدير نايف عبد الهادي بمبادئه وجديته وأخلاقه الرفيعة، وقدراته التدريبية المميزة، فرض نفسه طوال السنوات الماضية كأحد رموز كرة القدم في فلسطين بشكل عام ومحافظات غزة على وجه الخصوص، وبات علامة مميزة لبطولة الدوري تحديداً.

عام 1982 كان شاهداً على الظهور الأول لنايف عبد الهادي في مجال التدريب، جنباً إلى جنب مع عمله كمدرب ومربٍ للأجيال في مدارس مدينة رفح، وتخرّج على يديه المئات, والذين اتفقوا على حسن أخلاقه وتعامله الأبوي مع الجميع.

في ذلك العام عمل الراحل الكبير في نادي خدمات رفح كمدرب جنباً إلى جنب مع تواجده كلاعب، وبعد ذلك انتقل لنادي جماعي رفح، ليمكث معه أكثر من 13 عاماً متواصلة، ليصبح صاحب أطول فترة لمدرب مع نادٍ محلي، وفي تلك الفترة خرّج النادي الرفحي لاعبين كبارا صالوا وجالوا في الملاعب الغزية ومع مختلف الأندية، وجميعهم يدينون بالفضل لشخص واحد، هو نايف عبد الهادي.

بعد تلك التجربة التاريخية عاد لخدمات رفح من جديد، وقاده لحصد لقب بطولة الدوري لمرتين، ثم قاده لنيل برونزية البطولة العربية في مصر، في إنجاز تاريخي لن تنساه جماهير “الأخضر”، بعد الفوز على اتحاد البلدية الجزائرية، بهدف النجم إياد الحجار.

وبعد ذلك قاد شباب رفح عدة مرات، كان فيها قريباً من الفوز بأكثر من بطولة، ومع حلول الألفية الجديدة تنقل بين أندية عدة مثل غزة الرياضي والهلال واتحاد خانيونس والمشتل والصداقة والأهلي والقادسية، ثم شباب رفح من جديد، دون أي توقف حتى قبل وفاته بأسابيع قليلة.

وفي عام 2013 حقق إنجازاً لافتاً بقيادته الصداقة للتتويج بلقب كأس غزة لأول مرة في تاريخ النادي، كما وضع اللبنات الأولى للقادسية أحدث ضيوف الدوري الممتاز الحالي، بقيادته للفوز بدوري الدرجة الثالثة ثم الثانية، ليجد نفسه بفضل ما صنعه عبد الهادي في دوري الأضواء حالياً.

قلّما يتفق الجميع على شخصية بعينها، لا سيما في مجال كرة القدم المليء بالحماس والحدة في أحيان كثيرة، لكن حين يتعلق الأمر بنايف عبد الهادي فإن الجميع يردد بصوت واحد، أن هذا الرجل يمتلك صفات وسمات تجعله محبوباً من الكل؛ منافسيه قبل لاعبيه.

اليوم يعود النبض لدوري غزة، ويعود الضجيج إلى ملاعبها، لكن نايف عبد الهادي الغائب جسداً حاضر وبقوة روحاً، فسيرته ومسيرته أكبر من أن تُنسيا، وكل زاوية في ملاعب محافظات غزة من جنوبها إلى شمالها شاهدة على هذا الرجل صاحب القلب الطيب والأخلاق الرفيعة، والذي كان شعاره الدائم هو أن كرة القدم تهذيب للنفوس قبل أن تكون نيلاً للكؤوس.