الرجوب: قرار الإتحاد الأرجنتيني بإلغاء المباراة أمام إسرائيل جاء إثر تأكده بأنها تخدم أهداف سياسية
القدس – دائرة الإعلام بالإتحاد – أشاد اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اليوم الأربعاء، بقرار الإتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إلغاء المباراة بين منتخبه الأول أمام المنتخب الإسرائيلي، والتي كان من المقرر إقامتها السبت القادم، في القدس المحتلة.
وقال الرجوب، في مؤتمر صحفي عقده، ظهر اليوم الأربعاء، في مقر أكاديمية جوزيف بلاتر بالبيرة، بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية: “شكراًللمنتخب الأرجنتيني ولنجومه، ومدربه، وللمؤسسات الحقوقية بالأرجنتين لهذا الموقف”.
وأشار الرجوب إلى أن قرار الاتحاد الأرجنتيني بإلغاء مباراته مع المنتخب الإسرائيلي، جاء بعد أن توصل إلى قناعة تامة بأنها مباراة تخدم أهداف سياسية، معتبراً أن قرار الإلغاء بمثابة (كرت أحمر) في وجه دولة الإحتلال.
وقال الرجوب: “لا أعتقد أن هذا انتصار سياسي، أولاً هو إنجاز رياضي، واذا أردتم ان تقولوا إنه فوز، أعتقد أنه فوز لمن يحترمون رسالة الرياضة والاخلاقيات وقيم الرياضة، بعيداً من السياسة والأجندات السياسية”.
ووصف المباراة التي كانت ستقام في مدينة القدس بأنها سياسية بامتياز، وأن الحكومة الإسرائيلية ووزيرة الشباب والرياضة ميري ريغيف، مارسوا ضغوطاً كبيرة لنقل المباراة من حيفا إلى القدس المحتلة في ذكرى مرور 70 عاماً على قيام ما يسمى (دولة إسرائيل)، والاستفادة من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان القدس عاصمة للشعب اليهودي، ليكون هذا اللقاء بعيداً عن الرياضة وبطريقة تتعارض مع الشرعية الدولية وحقوق الإنسان وقانون الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، مؤكداً أن الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم دفع ثمن قبوله أن يكون أداة بيد الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف بقوله: إن إسرائيل تبذل جهوداً للترويج لفكرة شرعية استيلائها على مدينة القدس المحتلة، ومساعيها لإقناع دول العالم بنقل سفاراتها من تل أبيب إليها”.
واعتبر أن أحد الأسباب وراء إلغاء المباراة أيضاً يتعلق بنية الأرجنتين استضافة كأس العالم لسنة 2030، مشيرا إلى أنه أبلغ أعضاء الجمعية العمومية في الفيفا والبالغ عددهم 211 عضوا، أن من يقبل تسييس الرياضة لا يستحق أن يستضيف كأس العالم.
وأردف الرجوب قائلاً: إن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عمل ضمن القوانين والأنظمة واللوائح التي يسمح بها نظام (الفيفا)، والاتحادات القارية التي نحن أعضاء فيها، على إدارة هذه المسألة لتكون بعيدة عن السياسة، وحصرها في الشرعية الدولية التي ترى أن مصير مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي يحدد ضمن مفاوضات الحل النهائي”.
وأوضح: منذ اليوم الأول شكلنا لجنة من الجهات ذات العلاقة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية، واتحاد الكرة، وتم الاستعانة بخبير قانوني وإعلامي من دائرة المفاوضات، وكانت سياستنا قائمة على إدارة هذا الموضوع بمعزل عن السياسة والسياسيين، وفي اطار القانون الدولي ووفق قوانين (الفيفا)”.
وتحدث الرجوب عن دور الجامعة العربية الفعّال، حيث أصدرت بيانا استنكرت فيه تنظيم هذه المباراة، وسعت لخلق موقف لمعالجة الموضوع في إطاره القانوني، كذلك رئيس اللجنة الأولمبية العربية الأمير طلال بن بندر، وكل المؤسسات الفلسطينية التي دعمت هذا الموقف.
وشدد على ضرورة استخلاص العبر من ما حصل، وأن يدرك الاحتلال أنه آن الأوان أن يعترف بحق الاتحاد الفلسطيني بحركة حرة وغير مقيدة، وفق انظمة وقوانين (الفيفا)، وعدم استخدام الرياضة لأهداف سياسية لا تتجاوز حدود العنصرية والفاشية وحماية الاحتلال.
وتوقع الرجوب أن تكون هناك ردات فعل ومحاولات انتقام من قبل الاحتلال، مؤكداً أن هذا لن يثني الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن مواصلة رسالته.
وتوجه اللواء الرجوب، عقب انتهاء المؤتمر الصحفي مباشرة إلى مقر ممثلية دولة الأرجنتين في رام الله، التي أقيمت من أجل تقديم الشكر إلى السفير الأرجنتيني في فلسطين إيدواردو ليونيل، على نقله رسالة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، للاتحاد والحكومة الأرجنيتينة بأمانة، الأمر الذي ساعد في إلغاء المباراة.
وأكد الرجوب خلال حديثه للسفير الأرجنتيني أن قرار إلغاء المباراة كان صحيحاً، ويدعم رسالة الحب والسلام التي تحملها كرة القدم، موجهاً التحية في الوقت ذاته إلى لاعبي المنتخب الأرجنتيني وعلى رأسهم قائد المنتخب النجم ليونيل ميسي.
وأكد الرجوب أن دولة مثل الأرجنتين صاحبة تاريخ كبير في عالم كرة القدم والتي تحتل المراكز الأولى في تصنيف (الفيفا) دوماً، لن تقبل أن تكون شريكا للاحتلال في جرائمه، ومساعداً له في محاولات سلب حقوق الشعب الفلسطيني الرياضية والسياسية.
وفي سياق آخر، تمنى الرجوب التوفيق للمنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وأن تنجح الأرجنتين في حصد الأصوات اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم 2030