2024-11-22

ليس من السهل أن تصنع حكماً

2019-05-20

بقلم  : مهيوب الصادق

لأن الحكم محور ديمومة كرة القدم وتطورها وعنصر اساسي للنهوض بها…. لأن الحكم الضامن لأستمرارية اللعبة … لأن الحكم الشخص الذي لا تتم المباراة إلا بوجوده .. لأن الحكم هو الشخص الذي تحب أن تكره في ظل وجوده ولا بديل عن وجوده… لأن الهجوم المستمر على الحكم يؤثر سلباً على قرارته داخل الميدان و يعزز العزوف عن التحكيم ،… ولأن مسؤولية الحكام والتحكيم واعدادهم تقع برمتها على كاهل اتحاد الكرة ولجنة الحكام ودائرة الحكام جنباً إلى جنب، من هنا جاءت أهمية اعداد الحكام وحمايتهم في آن واحد، وذلك لأن الحكام صمام أمان سير المنافسات والبطولات بإختلاف الزمان والمكان، إن تنظيم وادارة دورات اعداد الحكام الواعدين والموهبين تحتاج إلى الكثير من الخبرة والدراية التي يوظفها اصحاب الخبرات التحكيمية وليست سواهم، …… ليس من السهل أن تصنع حكماً موهوباً ومميزاً يحوز على ثقة جميع اركان اللعبه، يكون قادراً على التألق وطرق أبواب النجومية داخل ميادين الكرة، إن الأمر يحتاج من ثلاثة إلى خمسة مواسم كروية على اقل تقدير ناهيك على أنه من الأهمية بمكان أن يحصل الحكم الدارس على جرعات ومواقف فعلية في الإدارة التحكيمية داخل الميادين عبر تزويد الحكام الواعدين بأنماط مختلفة من الحالات التحكيمية حية ، أي أنه لا يجب التركيز على الناحية النظرية في دورات الدراسات التحكيمية فقط( أي مكنكة المعلومات والنصوص) ، بل والإستعانة بالناحية العملية التطبيقية لأجل اختصار الوقت والجه، 
إذا بطبيعة الحال، إن الدراسة في دورات الدراسات التحكيمية يجب أن تتضمن المكونات الأساسية للهرم التكويني لمهارات الدارسين وتوظيف امكاناتهم، وهذا خير كفيل لخلق جيل واعد من الحكام يكون برسم البطولات والتربصات الإتحادية ويكون هذا الجيل رديفاً لحكام النخبة اللذين هم على وشك التقاعد وبالتالي يمكن تسويق هؤلاء مستقبلا عربيا واسيويا و لم لا ؟؟ لقد ادركت الإتحادات الإهلية تمام الإدراك هذه النقطة الحساسة والرئيسة وخوفاً من خلق فجوة تحكيمية عملت على تمديد فترة عمل الحكام ذووي الخبرة لمدة ثلاث سنوات بعد بلوغهم سن التقاعد وهو الخامسة والأربعون عاماً، من هنا كان لزاماً على لجان و دوائر الحكام برمجة اعداد الحكام عطفاً على نشرات الفيفا و كذا القاريه ودائرة الحكام الدولية التي اصدرتها بالإعتماد على فلسفة الإنحاد الأهلي الذاتية في اعداد قادة الميادين قبل الموسم الكروي، إن الهدف هنا واضح وجلي وهو تزويد ورفد الحكام حديثي العهد واثراء ذاكرتهم بالمواقف المتوقعة والمكونات الإساسية والتي يمكن أن تشمل :
1- كيفية التصرف في إعطاء القرارات وخاصة محكمة منها.
2- طريقة السيطرة على احداث المباراة وقرائة نوايا اللاعبين.
3- الشجاعة الكافية في احتواء تصرفات اللاعبين والمواجهات التي قد تحصل.
4- دائماُ التزام الحياد خارج وداخل الملعب.
5- اللياقة البدنية الكافية لمجاراة مستوى وتحرك اللاعبين والقدرة على قراءة المباراة والأساليب الفنية وطريقة اللعب.
6- التطبيق السليم للسلطة التنفيذية والتشريعية المستشفة من قانون اللعبة.
7- التغذية الراجعة Feed back الذاتية، ويجب أن يدرك الحكم الواعد تمام الإدراك إن هذا الأسلوب سوف يسهم في تطوير مستواه بالإضافة إلى الشعور بالشجاع والثقة بالنفس.
وبالطبع لا ننس العامل السيكولوجي النفسي في إعداد الحكم نفسياً حيث أن هذا العامل يؤثر كثيراً في تكوين شخصية الحكم مهما اختلفت عليه الإجواء في الزمان والمكان أي توظيف علم النفس في خدمة التحكيم، فالحكم المعد نفسيا يكون اقرب الى النجاح من الحكم غير المعد نفسيا ، (If you fail to prepare, prepare to fail ) . يستشف مما ذكر سابقاً أن الإعتماد عل الخبرات التحكيمية محلية والإستعانة بالخبرات الخارجية صنوان او وجهان لعملة واحدة، ويعتبر بمثابة صمام أمان وكمقدمة ناجحة للدراسين اللذين يلتقون خبرات من سبقوهم في فترة زمنية وجيزة، ونصيحة النصائح التي اسديها للدارسين هو الاعداد و الإطلاع الذاتي-مفتاح التطور وطرق ابواب النجاح، وعدم الإستعجال في التدرج بالدرجات وسمع النصح والإرشاد والتوجيه من ذوي الخبرة في المجال التحكيمي و الثقة بدائرة الحكام ، والأهم الأهم هو أن طريق التحكيم ليست مفروش بالورود، واياكم ومدح الذات فإنها تؤدي إلى الغرور والغرور نهايته الحتمية الفشل لا قدر الله …..