القناص محمد عمر الذي تألق في الملاعب
بال _جول // قلم فايز نصار
أعترف لكم أنني أستمتع بالتعامل مع ملفات النجوم القدامى ،ممن استضفتهم في سلسلة ” نجوم الكرة الفلسطينية ” وأعترف أنني سعيد جداً بالصدى التي تركته السلسلة.
وأعترف لكم أن بداية القصة كانت صدفة ،ثم دخلت في الموضوع ،ففتحت ملفات كثير من النجوم الذين اعتزلوا اللعب ،غير ناظر لسنِّهم ، فوجدت نفسي بصدد التعامل مع ثلاثة أجيال ،يضم الأول لاعبين عمر هم فوق الخامسة والستين ، ويضم الثاني نجوما أعمارهم فوق الخمسين ، فيما أعمار الجيل الثالث أقل من الخمسين.
وحتى تشمل السلسلة جميع النجوم المعتزلين ، استضيف اليوم النجم الجنيني محمد عمر ، الذي يقل عمره عن الأربعين ، على اعتبار أنّ هذه الفئة يجب أن تنال الاهتمام الكافي من الأندية ، التي تألقوا في صفوفها ، ومن الإعلام الرياضي أيضاً.
من سيلة الحارثية بدأت قصة أبو عمر ، لينطلق ساقياً بعرقه الزكيّ ميادين اللعب ، من خلال تألقه مع أندية جنين ، والهلال ، والمؤسسة ، فارضاً نفسه هدافاً في معظم البطولات التي شارك فيها .
ولم تقف الحدود أمام طموحات ابن الشهيد ، فحصل المحمد على أعلى الشهادات الرياضية من جامعة النجاح ، ومن الاتحاد الأسيوي ، وشقّ طريقه مبكراً في عالم التدريب ، ليثبت نفسه بين خيرة نجوم الكرة في جنين القسام.
لم يتردد القناص في قبول دعوتي ، وفتح معي أوراق مسيرته الرياضية في الملاعب ، مركزاً على ضرورة أن يرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية ، موجهاً رسالة مهمة للقائمين على الأندية.
– اسمي محمد عمر أحمد شواهنة ” أبو عمر” ، من مواليد جنين يوم ٢٧/1/١٩٨٦ ولقبي القناص ، أعتز بكوني ابن شهيد ، حيث سقط والدي قرب حيفا يوم 24/10/1990 برصاص جنود الاحتلال ، وكان عمري أربع سنوات فقط.
– كانت بدايتي كمعظم اللاعبين في الحارات ، والساحات العامة ، وساحات المدارس ، وكان أول تدريب حقيقي لي عندما التحقت بمدرسة المجد الكروية سنة ١٩٩٧ في السيلة الحارثية ، عندما كنت في سنّ الحادية عشرة ، بإشراف المرحوم الأستاذ محمد عودة ، ومن هنا كانت بدايتي في ممارسة كرة القدم ، وقد استمريت مع مدرسة المجد ، حتى التحقت بالفريق الأول لنادي اتحاد سيلة الحارثية ،الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى ، وعمري 17 سنة.
– في مسيرتي الكروية استفدت من كلّ المدربين ، الذين أشرفوا على تدريبي ، وتعلمت من بعض المدربين الانضباط ، والشدة في التعامل ، وتعلمت من آخرين اللين في التعامل مع اللاعبين ، وفهمت كيف يمكن أن يصبح المدرب ناجحاً أو فاشلاً .
– في مسيرتي الكروية لعبت لأندية اتحاد سيلة الحارثية ، ونادي جنين الرياضي ، وهلال القدس ،ومؤسسة البيرة ، وتلقيت عرضاً للعب مع النادي العربي الاردني ، بواسطة المدرب أيمن العمري ، وهو لاعب سابق في النادي ، وفعلاً ذهبت إلى الاردن ، ومكثت هناك مدة ، وتمّ الاتفاق على الاستمرار ، ولكن الصفقة لم تنجح ، بسبب ارتباطي بوظيفتي كمعلم ، والتحاقي ببرنامج الماجستير في الوقت نفسه ، ففضلت العودة لنادي جنين .
– أفضل لاعب مع شكل معي ثنائياً الكابتن فراس أبو عيد ، والكابتن مصطفى كميل .
– من النجوم الذين لعبت معهم في نادي جنين يوسف ابو الفهد ، وهاني زيود ، وأشرف لحلوح ، ومؤيد نصار ، ومصطفى كميل ، وفراس أبو عيد ، ومحمد طحاينة ، وتامر صلاح ، وحسن أبو عطية .. ومن النجوم الذين لعبت معهم في هلال القدس هشام الصالحي ، ومحمد أبو داوود ، وروبيرتو كاتلون ، ومعن جمال .. ومن النجوم الذين لعبت معه في البيرة عمر مسالمة ، وليث خروب ، وحمزة وهدان ، ومصطفى أبو كويك ، ساجد كراكرة ، ومحمد نائل ، وحاتم العباسي .
– مثلي الأعلى في الملاعب لاعب مركز طولكرم فادي سليم ، وكابتن نادي جنين الاسبق أشرف لحلوح ، أمّا خارج الملاعب فمثلي الأعلى والدي الشهيد عمر شواهنة رحمه الله .
– كانت بداية قصتي مع التدريب مبكره ، منذ كان عمري ٢٢ سنة ، وذلك بعدما أنهيت دراستي الجامعية في جامعه النجاح ، تخصص تربية رياضية ، وبدأت دراسة الماجستير في التربية الرياضية ، وحصلت على شهادة المستوى الثالث الآسيوية بإشراف الكابتن أحمد الحسن ، ثم دربت نادي السيلة الحارثية ، وكان في الدرجة الثانية لمدة سنة واحده ، قبل توقف الدوري .
– وبعد عدة سنوات عدت لتدريب فريق السيلة مرة أخرى ، وكان الفريق غير مصنف ، وشرعت في العمل من الصفر ، فنجحنا في التأهل إلى الدرجة الثالثة ، وفي العام نفسه نجحنا في التأهل إلى الدرجة الثانية ، وكنا في الموسم التالي قريبين من التأهل الى الاحتراف الجزئي ، بمباراة فاصلة مع نادي جنين ، خسرناها بنتيجة ٢-١ ، لأعمل بعد ذلك مساعدا لمدرب نادي جنين .
– من أهم إنجازاتي على الصعيد الشخصي أنّ معظم المواسم ، التي لعبت فيها كنت هدافا للدوري ، أو وصيفاً لهداف الدوري ، ولكنّ أهم انجاز شخصي وجماعي لي كان الفوز بكأس فلسطين للهواة ، وحصولي على لقب هداف البطولة مع نادي جنين الرياضي .
– أعتقد أن كرة القدم الفلسطينية استفادت كثيراً من الاحتراف ، الذي وضعها على خارطة الرياضة العالمية ، وساهم في تطوير البنية التحتية ، ولكنه أضر بالكثير من الأندية غير المهنية ، التي لم تستطع مواكبة تطور الرياضة والاحتراف .
– يمكن لأندية جنين أن تكون منافسة في جميع الدرجات ، عندما تكون إدارات الأندية في المحافظة مهنية ، وتتحلى بالمسؤولية ، وعندما تهتم الأندية بالقاعدة من أبناء الأندية ، والفئات العمرية الصغيرة .
-لاعبي المفضل محليا فادي سليم ، ولاعبي المفضل عربيا عماد الحوسني ، لاعبي المفضل دوليا ستيفن جيرارد .
– المدرب المفضل محليا بالنسبة لي يحيى عاصي ، وعربيا عدنان حمد ، ودوليا بيب جوارديولا .
– أعتقد ان الإعلام الرياضي عنصر هام في المنظومة الرياضية ، ولا تقل أهمية دوره عن دور الاتحاد ، واللاعبين ، والحكام ، وهو جزء أساسي في المنظومة ، ولكن أتمنى من بعض الإعلامين أن يتحملوا مسؤولياتهم ، وأن يعطوا كلّ إنسان حقه ، إذ هناك بعض الإعلامين قمة في الاداء والاحترام ، وينقلون الخبر بكل مهنية وصدق ، وهناك من يتعاملون بمبدأ الأنانية والعلاقات الشخصية ، فيرفعون بعض اللاعبين أو المسؤولين ، وينقصون من البعض الآخر .
– أبارك لمركز بلاطة ، إدارة ، ولاعبين ، وجمهور ، لقد كنت سعيدا جدا بفوز المركز ببطولة الدوري للمرة الاولى ، متمنياً أن يواصلوا هذا النهج في المواسم القادمة .
– أشكر اللواء جبريل الرجوب على كل ما قدمه للرياضة الفلسطينية على كافة الصعد ، وأتمنى منه أن يضغط على الأندية ، حتى تصبح مؤسسات ربحية أو شركات ، حتى لا تستمر الأندية في انتظار صدقات المتبرعين.
أقول لأندية جنين : اهتموا بالفئات العمرية ، التي تذخر بها المحافظة ، وأحسنوا اختيار أعضاء الهيئات الإدارية للأندية .
– أقول لجميع اللاعبين :عليكم الاهتمام بصحتكم ، ولياقتكم البدنية ، والاهتمام بالثقافة الرياضية بشكل عام ، وتطبيق ما يطلبه المدربون منكم بشكل دائم .
– أخيراً أطلب من إدارات الأندية أن تهتم بلاعبيها بعد الاعتزال ، كما كانت تهتم بهم قبل الاعتزال ، ولو بكلمة شكر أو مباراة اعتزال ، واشكرك أستاذ فايز على هذه اللفتة ، التي تسلط فيها الضوء على نجوم الكرة السابقين ، الذين تعرفنا عليهم من خلالك .