جهاد عجور لوحة من إبداع الأهلي في الثمانينات
بال جول قلم فايز نصار
أجمع معظم النجوم الذين التقيتهم على أفضلية بعض النجوم ، الذين نثروا عبق الإبداع في الملاعب بعد عدوان سنة 1967 ، مساهمين في الحفاظ على روح المنافسة الكروية ، ومشاركين في ترسيخ الهوية الوطنية في الميادين وكرر ضيوفي أسماء نجوم لا يشقّ لهم غبار ، كعارف عوفي ، وموسى الطوباسي ، وزكريا مهدي ، وحاتم صلاح ، وأبو السباع ، والمرحوم سليمان ابو جزر ، مع إشادة خاصة بنجم النجوم ناجي عجور ، الذي أثرت نجوميته على أشقائه ، الذين شكلوا عائلة كروية مبدعة.
وظهر من أبناء عجور الجوكر جهاد ، الذي برزت نجوميته منذ أيام التنافس الكبير بين مدارس القطاع ، يوم شكلت مباريات مدرستي يافا الثانوية ، وبئر السبع الثانوية ديربي فلسطيني ، يضم في صفوفه أرمادا من النجوم الواعدين ، الذين ظهروا في الملاعب لاحقاً.
ولم يلعب أبو مهند في حياته لغير الأهلي ، وبرز كنجم يحبه المدربون ، لأنّه يتقن اللعب في أكثر من مركز ، ولكنّه ظهر أكثر في الدفاع ، ونجح كقشاش تقليدي ، يلعب وراء قلب الدفاع المساك.
واستفاد جهاد عجور من نجومية شقيقه أبي رياض كلاعب ومدرب ، وفرض اسمه في تشكيلة الأهلي الفلسطيني الذهبية ، التي نافست بقوة في معظم البطولات.
ورغم أنّ الفهد العجوري مُقلّ في الكلام ، إلا أنّ في ثنايا حديثه كثير من الحكايات الكروية ، التي أتركه يرويها لكم في هذا الحديث.
– اسمي جهاد عيسى عمر عجور ” أبو مهند ” من مواليد غزة يوم 6/10/1961 ، من عائلة رياضية كلّ أفرادها لعبوا كرة القدم ، حيث ظهر أشقائي ناجي ونادي ، وزاهر ، وسامي ، والمرحوم جمال كنجوم في الملاعب ، حاصل على دبلوم لغة عربية ، و متزوج ، ولي ستة أولاد !
– كغيري من اللاعبين بدأت اللعب في الحارات ، وتأثرت بأشقائي ناجي وسامي ، ثم ظهرت مواهبي في مدرسة صلاح الدين الابتدائية ، والمدرسة الهاشمية الاعدادية ، ومدرسة يافا الثانوية ، وفي معهد دار المعلمين بغزة .
– وفي المرحلة الثانوية كان ظهوري الحقيقي كلاعب ، مع فريق مدرسة يافا الثانوية ، وذلك مع عدد من النجوم المعروفين ، منهم المرحوم طلب الخباز ، وزياد الطيف ، ومسعود اليازجي ، وحارس المرمى رياض شبلاق ، ويومها توجت مدرسة يافا ببطولة قطاع غزة أمام مدرسة بئر السبع من رفح بركلات الترجيح ، وأذكر – يومها – تسجيلي لركلة الترجيح الحاسمة .
– ومنذ المرحلة الثانوية التحقت بالنادي الأهلي الفلسطيني ، مع أخوتي ناجي ، وسامي ، والمرحوم الغالي جمال ، الذين لعبت معهم لأربع سنوات ، ومع الكثير من النجوم ، الذين أبرزهم هاشم سكيك ، وحسين الريفي ، وجمال عياد ، وجبر حميد ، وزياد الطيف .
– أكثر المدربين الذين لهم فضل عليّ راشد الحلو ، والمرحوم سعيد الحسيني ، وأخي ناجي .
– لم ألعب في حياتي إلا لأهلي غزة ، ولعبت مع منتخب غزة ، ومن أهم ميزاتي اتقاني اللعب في جميع المراكز.
– أعتز بحصولنا على بطولة القطاع ، حيث كنت ألعب في مركز الليبرو ، ويومها ولم يدخل مرمانا إلا خمسة أهداف !
– أجمل هدف سجلته في الملاعب كان في مرمى بيت جالا على ملعب اليرموك بغزة ، بعد كرة مرتدة من الحارس ، سددتها وهي في الهواء .
– وإلى جانب كرة القدم تألقت في لعبة كرة الطاولة ، وحصلت على المركز الأول ، عندما كنت أدرس بمعهد المعلمين بغزة.
– أفضل النجوم الذين لعبت معهم في الأهلي حراس المرمى يوسف البواب ، وأمين الحتو ، وسعيد البحطيطي ، وفي الدفاع جبر حميد ، وحسين الريفي ، وأخي جمال رحمه الله ، وزياد أبو سمرة ، وفي الوسط سامي عجور ، وكمال درابيه ، والمرحوم زهير وهبة ، وفي الهجوم ناجي عجور ، وجمال عياد ، وابراهيم أبو خوصة ، وهاشم سكيك ، وزياد الطيف ، وبسام شحيبر .
– وضمت تشكيلة منتخب القطاع ، التي لعبت معها في تلك الفترة حسين الريفي ، وزكريا مهدي ، وفايق الحداد ، وأخي المرحوم جمال عجور، وغيرهم .
– بكل احترام أتمنى التوفيق لاتحاد الكرة ، مع أمنية أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، والعمل بإخلاص للمصلحة العامة دائماً .
– كلّ الاحترام والتقدير للإعلام الرياضي ، ولكلّ من يكتب بصدق وإخلاص ، بعيداً عن التحيز ، وكلّ التحية والتقدير لك أخي كابتن فايز على جهودك المضنية في تبيان الحقيقة ، وإعطاء كلّ رياضي قديم حقه.
– أخي ناجي عجور من خيرة نجوم فلسطين عبر العصور ، ونجن نفتخر به أباً وأخا كبيراً ، متمنياً من الله أن يمنحه الصحة ويحفظك ، مشيراً إلى أنّه لم ولن تلد فلسطين نجماً مثله ، وهذا ليس رأيي فقط ، بل رأي جميع الرياضيين ، وقد لعبت معه سنتين بالأهلي ، أيام الزمن العملاق ، وكان معنا أخوتي سامي ، والمرحوم الغالي جمال رحمه الله ، وكنا قوة ضاربة في الأهلي ، بالتعاون مع باقي أعضاء الفريق ، مشيراً أيضاً أنّ أخي الخامس زاهر لعب للأهلي .
– رحم الله رئيس النادي الأهلي الحاج عبد الرحمن درابيه ، حيث كنا نشعر دائماً أنّه كان بمثابة الأب والأخ للجميع ، ورحم الله الرجل الطيب نبيل درابيه الذي كنا نحبه كثيراً ، حيث كان رجلا مثالياً ، وكلّ التحية لعائلة درابيه الكرام جميعا ، ورحم الله كلّ من له فضل من أسرة درابيه ، ممن كان له فضل في رفعة وتأسيس النادي الأهلي.
– أنا متأكد أنّ الأهلي سيستعيد أمجاده ، والأمر يتطلب وجود انتماء حقيقي ، وأن لا تتدخل السياسة في الرياضة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
– ساق الله على أيام زمان أخي فايز ، حيث كان الانتماء والتضحية والمحبة بين أسرة النادي ككل ، من الرئيس لأصغر مشجع في النادي ، فنجحنا رغم قلة الامكانيات ، والمنشآت الرياضية ، حيث كان الوسط الرياضي غني بالمواهب .
– من المواقف المضحكة التي حصلت معي في أحد التدريبات ، حيث كنت ألعب في مركز الليبرو ، وهاشم سكيك جناح أيسر ، وقفزنا سوياً في لعبة هوائية مشتركة بيننا ، وبما أنّ هاشم قصير القامة ضرب رأسه بعظمة وسط جسمي ، فراح يصرخ : ” شو يا جهاد .. أنت حاطط حديد على جنبك ” فضحكنا.
– أخيراً كل الاحترام لك أخي كابتن فايز ، وألف شكر لك على جهودك في أرشفة سجلات النجوم الرياضية ، ومن هذا المنبر أتوجه بالتحية لكل نجوم كرة القدم من مختلف الأجيال ، آملاً ان يستمر التواصل بينهم لما فيه خير ورفعة فلسطين.