علي أبو جنيد جسمي مضرج بإصابات الملاعب الترابية
بال جول قلم فايز نصار
كثيرة هي المواقف الطريفة ، التي تحصل في الملاعب ، معبرة عن ذكريات فكاهية ، تساهم في أرشفة ما يحصل في الملاعب ، سلباً وايجاباً ، وتعكس البساطة التي جللت ملاعبنا في مختلف الظروف.
ومن أطرف المواقف التي حصلت في محيط الملاعب يوم لاحظ الصحفي القدير محمد قدري حسن أنّ الحارس النابلسي علي أبو جنيد يشارك مع أكثر من فريق في المباريات الخارجية ، فسأله مازحاً : يبدو أنّه لا يوجد في فلسطين حارس مرمى غيرك ؟!
والأمر يعكس تهافت الأندية على الاستفادة من قدرات الطائر العسكري ، الذي تفتحت موهبته منذ منتصف الثمانينات ، ليظهر كواحد من أفضل حراس المرمى ، ويتميز بقدرته على تغيير مجريات المباراة ، والحفاظ على النتيجة بحنكة ، ومكر مباح.
وكان أبو خليل الورقة الرابحة لمركز عسكر ، وحقق معه الكثير من الإنجازات ، وفي مقدمتها الظفر ببطولة الكأس سنة 1993 ، يوم ضمّ مركز عسكر في صفوفه نخبة لا تجارى ، كهلال ابو كشك ، ومحمود جراد ، وغيرهم.
وحمل قاهر المهاجمين شارة قيادة العساكر ، وكان القائد الميداني للفريق ، بما أهله لنيل كثير من الألقاب ، وحصوله على لقب أفضل حارس في كثير من البطولات.
وكان أبو جنيد يلعب المباريات بكل حماسة ، ووصل الأمر إلى شيء من العصبية التي يفهمها رجال الملاعب ، كونه لا يقبل الخسارة ، ولا يحب مقاعد الاحتياط.
وتشهد الملاعب الجرداء على البلاء الحسن لقاهر المهاجمين ، الذي وشّم جسمه بكثير من الإصابات ، التي وصلت كل أعضائه ، ضمن مسيرته الطويلة ، التي يروي لكم بعضاً من فصولها في هذا اللقاء.
– اسمي علي خليل محمد أبو جنيد ” أبو خليل” من مواليد نابلس يوم 4/ 5/ 1976 ، ولقبي أبو جنيد ، وأطلقت الصحافة الأردنية عليّ لقب الحارس الطائر ، واطلقت الصحافة العراقية عليّ لقب الورقة الرابحة ، ومن ألقابي الحارس الذي لا يقهر ، وقاهر المهاجمين ، والأسطورة ، حاصل على بكالوريوس تربيه رياضية ، وأعمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم.
– كأي لاعب كانت بدايتي في الحارات والساحات الشعبية ، ثم في المدرسة ، التي انتقلت منها لمركز شباب عسكر ، فتدرجت في صفوفه من الفتيان ، إلى الأشبال ، ثم الناشئين ، والشباب ، وصولاً إلى الفريق الأول كحارس مرمى .
– أدين بالفضل في تدريبي لشيخ المدربين المرحوم خليل بوشيه ، وكذلك للكابتن هلال ابو كشك ، صاحب الفضل الكبير عليّ ، بما وصلت إليه من شهرة ، وسمعة طيبة.
– تشرفت باللعبة لمركز عسكر ، ثم لمركز بلاطه ، قبل عودتي من جديد لمركز عسكر ، وشاركت كلاعب تعزيز مع العديد من الأندية ، في اللقاءات الكبيرة ، والبطولات المحلية والخارجية ، ومنها مشاركتي مع نادي جبل المكبر في البطولة العربية بالرياض ، ولعبي مع مركز الامعري في لقائه مع نادي الجزيرة الأردني ، فيما حال الاحتلال دون مشاركتي مع الأمعري في البطولة العربية بتونس ، مما جعلهم يتعاقدون مع الكابتن لؤي حسني ، ولو عاد التاريخ ، وقدر لي اللعب لغير عسكر ، سألعب للأمعري ، أو لبلاطة .
– أفضل مدافع لعب أمامي ، وارتحت له كثيراً في اللعب ، الكابتن كمال حمدان ، وهو حالياّ المدير الاداري لمركز بلاطه .
– مثلي الأعلى في الملاعب وخارجها الكابتن محمد الصباح ، لما يتمتع به من اتزان ودماثة خلق ، بالإضافة الى كونه مايسترو في الملعب .
– حملت شارة الكابتن لمركز عسكر بعد الكابتن هلال ابو كشك ، والكابتن سميح أبو الليل ، ومكثت الشارة في ذراعي قرابة العشر سنوات ، وكنت كابتن منتخب نابلس ، وكابتن منتخب الشمال.
بالنسبة لي كلّ من يستلم الكره فهو مهاجم أخشاه ، وأعتبره مصدر خطر ، لذلك كنت أحسب حساب كلّ من يستحوذ على الكرة .
– من الحراس المميزين في تاريخ الكره الفلسطينية – ممن عاصرتهم ، أو سمعت عنهم – خليل بطاح ، وزياد بركات ، وهشام يعقوب ، وفوزي نصار ، وعماد عكه ، ومحمد نزال ، ومحمد صندوقه ، ورباح كببجي ، وعبد الكريم أبو شماله ، واسماعيل الخطيب ، ومأمون ساق الله ، ومعتز الريشه .
– من النجوم المحليين ، الذين لعبت معهم أو ضدهم عيسى كنعان ، وأحمد عيد ، وخالد أبو غوش ، وجمال جود الله ، وعماد ناصرالدين ، وصلاح الجعبري ، وعبدالناصر بركات ، ونزار أبو علي ، وحسن وأيمن صندوقه ، وحازم المحتسب ، وخلدون فهد ، وجمال حدايدة ، ويحي عاصي ، ونضال العباسي ، وأسامه أبو عليا .
– أعتقد أنّ جميع مباريات المراكز – وليس مباريات بلاطه وعسكر فقط – تحفل بالإثارة ، فمباريات عسكر والامعري ، ومباريات عسكر والمركز وغيرها تلعب بها الأعصاب ، وليس الأقدام ، وشخصياً أعتقد أنّ الديربي الأهم والأصعب كان لقاء عسكر بلاطة ، حيث تبدأ التحضيرات له قبل أسبوع ، تتكثف خلاله التدريبات ، وشحذ الهمم ، وتتزايد اللقاءات والزيارات ، لتذليل العقبات ، وعدم تصادم الجماهير.. حقيقة من أصعب اللقاءات وأمتعها لقاءات الديربي.
– أرى أنّ ملاعب التراب هي مصانع النجوم ، ومن لم يمارس اللعبة على التراب لن يشعر بمتعة اللعبة ، لأنّ من يتقن اللعب في الصعب ، حتما سيتفنن في السهل ، والعكس صحيح ، حقاً لقد كانت الملاعب الترابية رائعة ، ولا أخفيك أنّها خطرة جداً وضارة ، ولكنها ممتعة ، وأعترف هنا أنّ أهلي كانوا لا يقبلون دخولي إلى البيت وأنا متسخ من آثار اللعب .
– بصراحة لم أفكر في التدريب ، لأنّه لا يوجد من يريد أن يتدرب ، وللأسف أصبح التدريب حرفة ، لذلك لا أريد العمل في التدريب .
– أهم انجازاتي حصولي على لقب أفضل حارس مرمى في جميع بطولات مراكز الشباب ، وأفضل حارس مرمى في بطولة مساجد فلسطين عام ٨٧ ، وأفضل حارس مرمى على مستوى الوطن عام ٩٤ ، وأفضل حارس مرمي عام ٩٦ ، وأفضل حارس مرمى عام ٩٨ ، وأفضل حارس مرمى في بطولة الأميرة هيا بنت الحسين عام ٢٠٠٩ ، على مستوى اللاعبين الدوليين المعتزلين .
– ومن إنجازاتي الصعود مع مركز عسكر للدرجة الممتازة سنة 1983 ، صحبة أهلي الخليل ، والصعود إلى دوري المحترفين سنة ٢٠٠٨ ، ولكن أهم إنجاز الحصول على بطولة كاس فلسطين سنة 1993 .
– تعرضت خلال مسيرتي الكروية لإصابات كثيرة ، منها كسور ، ورضوض ، وجروح ، ولكن أصعبها كسر الأضلاع ، ومفصل الحوض ، وكسر الأنف ، ناهيك عن كسر الأيدي والأرجل والأقدام ، وختامها رباط صليبي ،أ مسيرتي في سنّ أل 39 .
– حتى يعود عسكر قويا كما كان لا بدّ من إدارة قوية ، ودعم مادي يغطي النفقات ، ورجال مخلصون للمركز .
– للأسف أعتقد أنّ دوري المحترفين شهد اعتماد الأندية على ” المرتزقة ” حيث يوجد ٣٠ لاعباً يتنقلون بين الأندية ، ومعهم عدد من لاعبي الداخل ، للأسف الشديد المواطن عندنا يحفظ أسماء لاعبي الريال ، ولا يعرف تشكيلة فريق بلده .
– من وجهة نطري أفضل حارس عربي عامر شفيع ، وأفضل حارس في العالم بوفون ، وأفضل مدرب محليا الكابتن أيمن صندوقه ، وعربياً حسام حسن ، وعالميا جواريولا ، مع ملاحظة أن هناك تشابه بين الثلاثة ، ومع الإشارة إلى أنّه تربطني علاقات صداقه مع كثير من النجوم العرب ، أمثال كابتن عدنان طلياني ، وحسين الشناينة ، ومحمد ابو داود ، وفهد خميس ، إضافة إلى ناصر سليم ، وتامر صبحي ، الذين لعبنا معنا في مركز عسكر .
– أرى أنّ ابني محمد علي أبو جنيد مشروع نجم كبير ، فعمره ١٢ سنه وهو لاعب مميز ، حيث يلعب بكلتا قدميه ، ويشرف على تدريبه الكابتن محمود جراد ، والكابتن عادل الفران .
– بصراحة أنت كابتن فايز تقدم الكثير لأرشيف كرة القدم ،،كونك في الأصل رياضي ، وتهتم بشؤون اللاعبين ، فيما يريد الكثيرون من الإعلامين أن يصلهم الموضوع جاهزاً ، بصراحة الإعلام الرياضي في تراجع .
– أعتز كثيراً بأخي وحبيبي وزميلي محمود جراد سنو ، متمنياً ان يديم الله المحبة بيننا ، فيما الكابتن هلال أبو كشك هو الأب الروحي لي ، وهو الاخ الكبير حماه الله ، وأذكر بالخير المرحوم أبو بهجت – طيب الله ثراه – متمنياً أن يجمعنا الله به في جنات الخلد ، مع النبين والصديقين والشهداء .
– من طريف ما حصل معي في الملاعب في مباراة من دوري عام ٢٠٠٠ ، جمعت مركز عسكر مع هلال القدس على ستاد أريحا ، ويومها سجل فادي لافي هدفاً صحيحاً ، إلا أنني أقنعت الحكم بأنّ الكره مرت من تحت الشبكة ، فألغى الهدف ! وهناك قذيفة صاروخيه لا تصد ولا ترد ، من لاعب إسلامي بيت لحم رائد الهريمي ، وأذكر أنّ الكرة دخلت المرمى ، وارتدت إلى الملعب ، لأنّ المرمى قرب الحائط ، ويومها استمر اللعب ، وكأن شيئاً لم يحدث.