2024-11-22

بيان توضيحي صادر عن نادي غزة الرياضي

2021-01-23

بسم الله الرحمن الرحيم
“يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”
بيان صادر عن نادي غزة الرياضي بخصوص قرار المحكمة الرياضية
أبناء الحركة الرياضية :
في العام 1934 أشرق للنور، النادي الأقدم على مستوى الوطن، ليضع حجر الأساس للرياضة الفلسطينية ، ويخطو الخطوة الأولى نحو تجسيد الكينونة الوطنية في المجال الرياضي، ليكون مكملا وداعما لمحاولات التصدي لشطب فلسطين من خارطة الوجود ، فكان دوره مركزيا في بناء واثراء الحركة الوطنية الفلسطينية من بوابة الرياضة .
كنا في نادي غزة الرياضي على الدوام وسنظل حماة النسيج الوطني الفلسطيني ولو على حساب مصلحة نادينا مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ، ولقد آثرنا على أنفسنا في كثير من القضايا والمواقف من أجل حماية تكويننا الوطني وذاتيتنا النضالية ومسيرتنا الرياضية ، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة كقوارب نجاة وسواعد بناء لا معاول هدم وتدمير .
وعلى هذا الأساس فإننا في غزة الرياضي لن ننزلق مهما كانت الدوافع والمبررات إلى أودية الشقاق والخلاف والعبث بعيدا عن القنوات الشرعية والقانونية للحفاظ على حقوقنا التي نراها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولن ننحاز عن الحق لأجل الظفر بمصالحنا ، فالحق يعلو ولا يعلو عليه، وسحقا لمصالحنا إن لم يكن العدل ضابطها، وطريق الحق القويم طريقها . كما أننا لن نستقوي في يوم من الأيام بتاريخ أو نفوذ أو مهارة حاذق تحقق لنا المصلحة بينما تبعدنا كل البعد عن طريق الحق ووجوب اتباعه، كما نتبرأ من كل محاولة لاستغلال موجبات القوة والتأثير التي تضغط لتوجيه سير العدالة بعيدا عن الحق الواضح وضوح الشمس.
أبناء الحركة الرياضية :
في سياق ما تقدم وفي إطار بيان الحقيقة كل الحقيقة أمام وعيكم وحرصكم المعروف بالوقوف دوما إلى جوار الحق ، وفي إطار التطورات الحاصلة بخصوص قضية مباراة نهائي كأس المحافظات الجنوبية التي يوم 30/6/2020، فإننا نؤكد على ما يلي:-
*الحفاظ على صحة وسلامة شعبنا هو مبتغى كل حريص، وهدف كل ذي ضمير، ولقد كان البرتوكول الصحي يقضي بإقامة المباراة بدون جماهير، وبمراعاة قواعد الصحة والسلامة أسوة بكل الدول الأخرى على الصعيد الاقليمي والدولي، ولم نكن نحن الطرف الذي اشترط ذلك ، بل اللجان المختصة بإدارة أزمة فيروس كورونا، وهو ما تتوج باتفاق جماعي بين كل الأطراف المعنية بضرورة مراعاة القواعد الخاصة بالصحة والسلام وعلى رأسها اللعب بدون جماهير ” عدد محدود ومُعلن “.
وللأسف لم يتم الالتزام والتقيد بذلك، حيث تدافعت الجماهير الغفيرة إلى داخل الملعب دون أي اهتمام أو مراعاة لأي من قواعد الصحة والسلامة في مخالفة جوهرية لما تم الاتفاق عليه.
*كان ينبغي على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ” المحافظات الجنوبية ” وقد أقر ممثلوه في شهادتهم بأنهم خدعوا، أن يقوم بتأجيل المباراة من تلقاء نفسه، بعدما رأي بأم عينيه التجاوز الواضح لكل ما اتفق عليه، لا أن يتركنا لمواجهة مصيرنا في ساعة العسرة.
*نؤكد أننا عشنا ساعات من الرعب والارهاب للدرجة التي خشينا فيها على حياتنا، الأمر الذي دفعنا مضطرين للموافقة على لعب المباراة حفاظا على سلامة أبنائنا اللاعبين وجهازنا الفني والإداري وكذلك ممثلي مجلس الإدارة وكوادر نادي غزة الرياضي، الأمر الذي يمكن معه القول أن لعب المباراة كان مجرد وسيلة وقائية للدفاع عن أنفسنا من أي ضرر قد نتعرض له، ونؤكد هنا اننا قمنا بابلاغ اتحاد كرة القدم برفضنا اللعب منذ بداية الأزمة، وقد استمر مسلسل التهديد والوعيد المباشر وغير المباشر لمدة تزيد عن الساعة. ويعزز هذا الأمر شهادة بعض ممثلي الاتحاد، فعن أي مباراة نتكلم ، وعن أي رياضة نتحدث ؟
*لقد قمنا بعد قرار الاتحاد بتخسيرنا المباراة وتوقيع عقوبة على نادينا بالتقدم بطعن على هذا القرار ، الى لجنة الإستئناف ، وهي اللجنة القضائية المستقلة للإتحاد ، وتم قبول طلبنا ، وهي التي تعمل منذ أربع سنوات وتصدر قرارات خلال هذه السنوات دون أن يرفع أي قرار من قرارتها بطعن الى الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي ، ونحن هنا لا نشكك في مصداقية المحكمة الرياضية ولكن نتساءل لماذا رفع هذا القرار فقط للمحكمة الموقرة دون غيره ، رغم أن تشكيلها كان من المفترض أن يتم منذ العام 2017 ؟
هل لأن القضية تخص نادي غزة الرياضي فقط ؟
*لقد قامت لجنة الاستئناف بالإستماع الى شهادات عدد كبير ممن كانوا في ملعب بلدية رفح في يوم المباراة ، وجميعهم لهم صلات وثيقة بالإتحاد ، وليس لديهم إنتماء لنادي غزة الرياضي ، وقد كانت جل الشهادات والإفادات تعزز موقفنا، وتصب في تأكيده بما هو ثابت وواضح ومؤكد ، ومن هذه الشهادات شهادات لأعضاء اتحاد كرة القدم وإعلاميين، والحكم، ومراقب المباراة ، واللجنة الطبية ، وجميعهم من إتحاد اللعبة ، وقد أكد جلهم على حالة الارهاب التي كان من الممكن أن تؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها لا سمح الله ، ونكتفي هنا بذكر سطر واحد فقط ذكره حكم المباراة في شهادته حين سئل عن عدم انهائه المباراة وانتظاره لمدة سبعين دقيقة ، حيث قال : ” كان في خطر على حياتي في حالة أنهيت المباراة بعد 15 دقيقة من وقتها المحدد ” .
*لقد ضحت هيئة التحكيم المعينة من الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي بكل الأسانيد الموضوعية التي تعطي نادي غزة الرياضي حقه الطبيعي والعادل في إعادة المباراة على ملعب محايد، كما كان قرار لجنة الاستئناف – والتي أحترم قرارها إتحاد اللعبة – لصالح بعض الشبهات الاجرائية حمالة الأوجه التي تحتمل وجوها مختلفة في التفسير، ولا يتحملها نادي غزة الرياضي في كل الأحوال ، وإنما الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم – فليس لنادي غزة الرياضي ذنبا في جهل الآخرين – متناسية أن الاجراءات هي مظنة تحقق الموضوع، فإذا تحقق الموضوع وأمكن الوصول إلي حكم أبلج واضح فيه تكون قد تحققت الغاية من الاجراء ، خصوصا ونحن نحكم في قضية رياضية لا جنائية ، وأنه كان من الأجدر الأخذ بروح القانون لا ثالبحث عن مبررات حاذقة وحمالة أوجه لصالح وجهة تبعد بنا عن الحق الثابت في كل المستندات والفيديوهات والشهادات .
إننا ونحن نتجاوز هذه الصفحة متجرعين كأسا من الظلم، أدى إلى ضياع حق واضح في قضية واضحة المعالم رأينا فيها كيف تم تنحية الحق لأسباب بعيدة عن العدل والمنطق والطريق القويم، فإننا ننظر إلى المستقبل من خلال أهدافنا التي وضعنا على عاتقنا تحقيقها في القريب العاجل، وعلى رأسها إعادة فريق كرة القدم إلى مكانته الطبيعية منافسا طبيعيا على المركز الأول في كل البطولات التي يخوضها، كما سنتوجه قريبا لعقد الجمعية العمومية للنادي لانتخاب مجلس إدارة جديد يحمل على عاتقه تحقيق رؤية جماهير وعشاق وانصار نادي غزة الرياضي.
نؤكد في الختام أن نادي غزة الرياضي عميد الاندية الفلسطينية سيبقى دائما سدا منيعا لوأد كل محاولات زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، كما سيبقى في ذات الوقت درعا حاميا بإذن الله لكل حقوقه المشروعة، والقائمة على منطق الحق والعدل والالتزام التام بالقوانين واللوائح المنظمة للنشاط الرياضي في فلسطين .
إن نادي غزة الرياضي ولد قويا، وسيظل قويا، لا تثنيه أعاصير الزمان، بتاريخه و بمواقفه و بعزيمة أبنائه ، جيلا بعد جيل .
والله من وراء القصد