أحمد عيد تشرفت باللعب في حضرة بلاتيني
بال جول قلم – فايز نصّار
بعد إعلان تفاهمات اوسلو يوم 13 ايلول 1993 بادر فريق المنوعات الفرنسي الذي يتشكل من خيرة نجوم الدوري الفرنسي إلى زيارة مجاملة إلى أريحا ، والتقى يومها مع منتخب فلسطيني تمّ تشكيله على عجل .
وضمت تشكيلة منتخب فرنسا النجم الجزائري المعروف مصطفى دحلب ، ونجم التنس الكاميروني الاصل يانيك نواه ، وقائد فرنسا الأسطوري ميشيل بلاتيني ، الذي قال بأنّ المشهد الريحاوي كان رهيباً ، متمنياً أن يتكرر هذا اللقاء الحميمي.
ولن نقف طويلاً أمام التنظيم العشوائي لتلك المباراة ، ولا أمام كيفية تشكيل منتخبنا ، لأنّ الرسالة وصلت على مضض من الإدارة الاحتلالية ، ليظهر يومها جيل من نجوم فلسطين ، الذين طالما منوا النفس باللعب للمنتخب ، الذي نجح في جمع أبناء الضفة وغزة والقدس ، فلعب أبو السعيد مع الزعتري ، وأحمد عيد في فريق واحد .
ويومها ظهر النجم الريحاوي أحمد عيد ، الذي لفت أنظار الجميع بصلابته الدفاعية ، وقدرته على مراقبة أفضل النجوم رغم قصر قامته ، وامكانياته المورفولوجية المحدودة ، مؤكداً أنّ الطول الارتقائي ، أهم من الطول الطبيعي .
وكان الصوص ظهر في بداية حياته مع شباب أريحا ، ثم انتقل إلى الجار هلال أريحا ، الذي لعب معه أفضل المباريات ، وحقق معه أفضل النتائج في بطولة الدرع ، وبطولة الكاس ، وبطولة أريحا الشتوية .
ولعب ابو … للمنتخب الفدائي في بدايته ، وظهر بشكل لافت في رحلة بريطانيا سنة 1996 ، بما جعل الأندية الأخرى تستفيد من قدراته ، كلاعب كتعزيز في المشاركات الخارجية ، كما فعلت أندية جبل المكبر وشباب الخليل.
ويروي أصدقاء الصوص كثيراً من حكايات الرجل المثيرة في الملاعب ، وأتركه هنا يحكي لكم بعض محطاته الهامة في هذا اللقاء .
– اسمي أحمد عيد أحمد براهمة ” ابو ” من مواليد اريحا يوم 18/12/1967 ، ولقبي الصوص .
– لعبت الكرة في البداية في الأحياء الشعبية بمدينة اريحا ، ثم التحقت للعب ودياً ورسمياً مع نادي شباب اريحا ، قبل الانتقال إلى النادي الذي تألقت معه هلال اريحا ، ومنذ صغري كنت أتابع ديربي أريحا بين الشباب والهلال بشغف كبير من المدرجات ، وقد تعلمت الكثير من أصول اللعبة وأحببتها .
– أكثر مدرب كان له فضل علي الكابتن جمعة عطية ، والمرحوم سلطان مرعي ، والكابتن أحمد الحسن في الهلال ، دون أن أنسى فضل المدرب الأرجنتيني الراحل ريكاردو في المنتخب الفلسطيني.
– رغم قصر قامتي إلا أنني تألقت في مركز قلب الدفاع ، وبرزت في صفوف الهلال ، ولعبت مباريات مع أندية شباب أريحا ، وجبل المكبر ، وشباب الخليل ، وأهلي قلقيلية .
– مثلي الأعلى في الملاعب النجم عودة النجدي في الهلال ، والنجم ابراهيم مدوخ مع المنتخب ، والكابتن خليل البرهم داخل الملعب ، فيما نجم خارج الملعب أخي المرحوم ابو المجد .
– كانت أول مباراة لي أمام مركز طولكرم على ملعب أريحا سنة 1983 ، وكان عمري 16 سنة ، فيما كان اعتزالي في مباراة جمعت بين هلال اريحا ، ونجوم المنتخب الفلسطيني يوم 6/5/2005 .
– أعتقد أن أفضل نجوم فلسطين عبد اللطيف البهداري ، وهيثم ذيب ، وهشام الصالحي ، ومراد اسماعيل ،وتامر صيام ، واسلام البطران ، ومحمود وادي ، وأرى أنّ افضل تشكيلة لمنتخب فلسطين أيامي تضم الحارس مصطفى الفهد ، وفي الدفاع ابراهيم مدوخ ، وابراهيم العباسي ، وأحمد عيد ، ونزار ابو علي ، وفي الوسط جمال جادالله ، وجمال حدايدة ، ومحمد زينب ، وحازم صلاح ، وفي الهجوم خليل البرهم ، وخلدون الفهد .
– بعد اعتزالي اللعب سنة 2005 توجهت للتدريب رفقة الأخ أحمد الحسن مع هلال اريحا ، ثم واصلت التدريب لعدة سنوات مع الأخ يحيى عاصي ، والأخ سيمون خير ، ومن ثم توجهت للتحكيم .
– من أجل تطوير دوري المحترفين أرى أنّه لا بدّ من العمل على تفريغ اللاعبين في مجال الرياضة والتدريب ، وتنظيم المحاضرات الرياضية التوعوية ، لتعزيز الثقافة والروح الرياضية.
– أفضل لاعب بالنسبة لي محلياً سامح مراعبة ، وعربياً محمد صلاح ، ودولياً ليونيل ميسي ، وبويول كمدافع ، وأتوقع المزيد من التألق للاعبين عدي الدباغ ، ومحمود ابو وردة ، وأفضل مدرب محلياً أيمن صندوقة ، وعربياً الجزائري جمال بلماضي ، ودولياً دييغو سيميوني .
– أرى أنّ مستوى الإعلام الرياضي جيد ، وجهوده مشكورة ، ولكن عليه تسليط الأضواء على اللاعبين ، تبعاً للمستوى والتألق ، لا على اعتبار النادي الذي يلعب له هؤلاء .
– أعتقد انّ أريحا لن تنجب لاعبين مثل خليل برهم وعبد السلام الخطيب ، من الناحية الفنية ، والأخلاقية داخل وخارج الميدان ، فكل الحب والاحترام لهما ، ولن أنسى نجم أريحا الكبير نادر مرعي ، وأستطيع القول : إنّ المدرب جمعة عطية هو ملهم معظم لاعبي أريحا .
– أترحم على روح رياضي أريحا الأول أبو علي الحسيني ، فهو من أفضل من عملوا في رابطة الأندية لصالح أندية اريحا.
– كل التحية لاتحاد كرة القدم ، على إنجازاته غير المسبوقة في تطوير اللعبة من مختلف المجالات ، متمنين تكثيف الجهود لتطوير الكرة الفلسطينية ، وبناء المنشآت ، وإنجاز البنية التحتية ، لدعم الرياضة وازدهارها ، ولا بدّ هنا من شكر لسيادة اللواء جبريل الرجوب ، على جهوده الملحوظة في تطوير الكرة الفلسطينية.
– من أطرف ما حصل معي في الملاعب حادث غريب في بطولة الكأس في التسعينيات ، ففي مباراة مع شباب الخليل على ملعب نابلس تفاجأت بوجود بيت نمل بالقرب من مرمانا ، وتمكن النمل من الصعود على جسدي ، وحينها أتت كرة على مرمانا ، فقمت بتسجيلها في المرمى بدلاً من اخراجها.