خليل أبو ليفة حبّ الجماهير وسام على صدري
بال جول قلم .. فايز نصّار
يصارع الزعيم مركز طولكرم في دوري المظاليم ، لاستعادة مكانته في ظلال المحترفين ، لعل رفاق فادي سليم ينجحون في مهمتهم المتقدمة ، ويعيدوا للأذهان صولات وجولات الفرسان السمر .
ويتذكر من عرف المركز الكرمي بالخير أجمل اللوحات الكروية ، التي رسمها رفاق المهندس عارف عوفي في الملاعب ، متشوقين للأيام الخوالي ، التي كان فيها السمران بعبعاً لفرق الضفة والقطاع على حدّ سواء ، بالنظر للعطاء الكروي الأخاذ لنجوم المركز عارف ، وسنو ، وأبو العايش ، ورجا ، وسليمان ، ومعهم أيضاً المدافع الصلب خليل أبو ليفة ، الذي شكل مع العايش أفضل ثنائي دفاعي في تاريخ المركز .
ومنذ ارتدائه للقميص الأصفر ساهم أبو البراء في كثير من إنجازات النادي العريق ، وحصل معه على كثير من البطولات ، من خلاله شغله للمهام الصعبة في خط الدفاع ، مواجهاً برباطة جأش واقتدار خيرة مهاجمي فلسطين أيام الطوباسي ، والحنبلي ، والبلبيسي ، وكنعان ، والدغيري .
ولم يبتعد بلدوزر المركز عن فريق المخيم ، وساهم على مراحل في توازن برازيل الضفة ، من خلال الجهاز الفني للفريق ، وخاصة عندما عمل مع مثله الأعلى محمود عايش .
وكان أبو ليفة ضمن أول كتيبة من كتائب المدربين ، الذين حصلوا على شهادة المستوى الآسيوي الثالث سنة 2010 ، مع المدرب الكبير وليد فطافطة ،مستذكراً بالخير رفاقه الذين خاضوا معه تلك الدورة .
ويحتفظ الخليل الكرمي بأفضل الذكريات من الملاعب ، وسبب ذلك أنّه يقف على خط واحد مع الجميع ، ويعمل جاهداً على إزالة آثار الحساسية بين كبيري الشمال الثقافي والمركز ، لدرجة أنّ ابنه براء يلعب مع العنابي ، في حكاية من حكايات أبي ليفة ، التي أتركه يروي لكم بعض محطاتها في هذا اللقاء .
– اسمي خليل محمود أحمد أبو ليفه ” أبو البراء ” من مواليد مخيم طوكرم يوم 18/10/1963 ، ولقبي في الملعب البلدوزر .
– كأيّ لاعب بدأت ممارسة الكرة في الحارات ، ثم ظهرت أكثرفي المدرسه ، قبل انتقالي للعب مع الفريق الثاني لمركز شباب طولكرم ، ليتم ترفيعي بسرعة إلى الفريق الأول … وبعدها لعبت مع منتخب طولكرم ، ثم مع منتخب نجوم الضفه ، حيث ظهرت كمدافع في مركز الظهير الأيسر ، وكمدافع متأخر / قشاش .
– وخلال مسريتي في الملاعب ظهرت في صفوف الفرسان السمر ، ولعبت فترة مع اتحاد نابلس ، وبرزت أكثر بفضل التفاهم بيني وبين المدرب الأستاذ محمود العايش ، الذي كان أفضل من شكل ثنائياً معي ، وكان قدورة لي في الملاعب .
-وقد تعلمت من الملاعب أن أحسب حساب أي مهاجم أواجهه ، ضمن قاعده ثابته (أن لا أستهتر بأصغر لاعب ، وأستعد بقوه لملاقاة أفضل وأقوى لاعب) ، لكني كنت أشدد المراقبه ، والمتابعه أكثر على اللاعب عيسى كنعان (إسلامي بيت لحم) .
– أكثر مدرب له فضل عليّ مهندس الكرة الفلسطينية :عارف عوفي (أبو يوسف) … ومثلي الأعلى في الملاعب ، وخارج الملاعب الأستاذ محمود العايش ، والمهندس عارف عوفي.
– أعتقد أنتّ افضل تشكيله لعبت ضمنها في المركز تضم ياسر صباح ، وعيسى حمدان ، ويوسف حمدان (سنو) ، وعدنان عيد ، وسميح رجا ، وعارف عوفي ، وماهر عوفي ، وإبراهيم (أبو الذهب) ، وخليل أبو ليفه ، ومحمود العايش ، ومحمود نافع ، وتيسير أبو دغش .
– وأرى أنّ أفضل تشكيله لنجوم الضفة أيامي تضم مروان الزين ، وجودي مسودي ، وحازم صلاح ، وطلال فايز ، ومحمد الترياقي ، ومحمد الأسمر ، وأيمن الحنبلي ، ومحمد الصباح ، و ماهر العبكي .
– بلا شكّ كانت مباريات الديربي بين المركز والثقافي حساسة جداً ، بسبب منسوب التعصب الكبير لدى جمهور الفريقين ، حيث كان التعصب الزائد يغلب على طابع تلك المباريات ، وينسى هؤلاء أنّ الرياضه هي حب ، واخوه ، وتفاهم ، وتجانس ، وتقارب ، واتحاد ، وسعي نحو الأفضل ، لا العكس ، مع التذكير بأنّ الفريقين – من وجهة نظري – نجمان في سماء طولكرم ، وكلاهما يضيء في الوسط الرياضي ، ومن كل قلبي أدعو لهما بدوام التقدم ، والفلاح ان شاء الله .
– تمر الأيام بسرعة ، وتبقى الذكريات الرياضية خالدة في أذهاننا ، ولا تنجلي مع مرور الوقت والزمن ، وتبقى في مخيلتي ذكريات الفرسان السمر البيضاء ، الممتلئة بالاحداث الخالدة ، وتبقى أسماء نجوم المركز خالدة على مرّ الايام ، بعروضهم الرائعة في الملاعب ، وخطواتهم الواثقة ، التي ساروها بتعب ، وجدّ ، واجتهاد في المجتمع الرياضي الفلسطيني ، والتي يتحدث عنها جميع من كان له الحظ في مشاهدة الزعيم في أيامه الذهبية .
– كانت بدايتي مع التدريب رفقة الأستاذ محمود أبو العايش في مركز شباب طولكرم ، وذلك قبل انطلاق دوري المحترفين ، حيث كان الدوري الممتاز وقتها ، واستطعنا بحمد الله وضع الفريق على أولى درجات سلم الدوري ، بعد أن كان ترتيبه في آخر السلم ، ثم دربت الفريق الثاني للمركز ، وحصلت معه على درع المرتبة الثانية في دوري المحافظات ، في البطولة التي أقيمت في الفارعة ، ثم عدت لتدريب الفريق الأول للمركز مع الأستاذ أبو عمشه ، في بدايه دوري المحترفين .
– من أهم إنجازاتي حصولي بتفوق على شهاده تدريب ، في أول دوره نظمت في فلسطين ، فيما كانت شهادتي الثانية حب الجماهير ، والرياضين ، لأنني طوال مسيرتي الرياضي لم يحصل أي خلاف بيني وبين أي رياضي ، هذا بحدّ ذاته إنجاز كبير .
– من أجل تطوير دوري المحترفين أقترح وجود إدارات رياضية تنصف اللاعبين في الدرجه الأولى ، وتتعاقد مع لاعبين مميزين في جميع الخطوط ،مع العمل الدؤوب من قبل الإدارة والجمهور لجمع التبرعات ، التي تساهم في تغطيه مصاريف النادي ، وعلى الإدارات أن تعلم بأنّ الحمل ثقيل جداً ، وأنّ الأمر تكليف لا تشريف ، وهذه مسؤولية ، ستسألون عنها ، لأنكم تحملون أمانة عظيمة ، رواها اللاعبون بتعبهم وجهدهم .
– بالنسبة لي أفضل لاعب فلسطيني من الأجيال السابقة محمود العايش ، وأفضل لاعب عربي العراقي يونس محمود ، والمصري محمد أبو تريكه ، وأفضل لعب في العالم زين الدين زيدان ..واعتقد أنّ أفضل مدرب محلي عارف عوفي ، وأفضل مدرب عربي السعودي خليل الزياني ، الذي قاد منتخب السعوديه للتتويج بلقب كأس اسيا سنة 1984 .
– أرى أنّ هناك العديد من اللاعبين في الدوري الفلسطيني ، ممن أتوقع لهم التألق ، والتميز ، لكن هذا مشروط بالالتزام ، والانضباط ، و لعمل الجاد ، والأخلاق ، والاحترافية .
– كل التحية للإعلام الرياضي الفلسطيني ، الذي شهد تطوراً كبيراً ، وكانت له بصمة واضحة ومميزه في الدوري الفلسطيني.
– الله على الصاروخ يوسف حمدان / السنو ، الذي كان مرعباً للحراس ، بأهدافه التي لا تخطئ المرمى ، أعتقد انّ الملاعب لم تنجب مثيلاً له حتى الآن .
– أرفع القبعة احتراماً للكابتن عارف عوفه ، الذي كانت له بصمة واضحة على معظم لاعبي مركز طولكرم ، لأبي يوسف جزيل الشكر والتقدير.
– أترحم على روح الهداف المرحوم ماهر أبو شنب ، الذي كان مهاجماً ممتازاً ، آملاً من الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ، ويسكنه فسيح جناته .
– لو عاد التاريخ ، نعم قد ألعب للثقافي ، فلا فرق عندي بين المركز والثقافي ، فهما نجمان في سماء طولكرم ، وشخصياً لي ولدان، براء أبو ليفة ، الذي يلعب مع ثقافي طولكرم ، فيما ابني احمد مع الفريق الثاني ، واتمنى لهما مزيدا من التوفيق في مسيرتهم الكرويه ، كما أتمنى لمركز طولكرم مزيدا من التقدم والنجاح ، والعودة لسابق عهده (الزعيم ) ، وأتمنى لثقافي طولكرم التفوق والنجاح ، والتقدم على لائحه دوري المحترفين ان شاء الله (العنابي) .
– من ذكرياتي في الملاعب ما حصل في ديربي طولكرم بين الثقافي والمركز ، يوم فاز الثقافي 2/صفر ، وحصلت شجارات داخل الملعب بين الجمهورين ، واللاعبين أيضاً ، وتأزم الوضع كثيراً ، وأصيب أكثر من لاعب من لاعبي الثقافي ، مما دفعني أنا ، والأستاذ محمود عايش للتدخل بسرعه ، لانقاذ حياه لاعبي الثقافي ، الذين اصيبوا ، وتخليصهم من الجمهور ، ونقلهم إلى المستشفى لإنقاذ حياتهم ، التي كانت في خطر ..ويومها بقيت أنا ، وأبو العايش في المستشفى ، ولم نغادره حتى تأكدنا من سلامتهم .
– أخيراً أتوجه بالشكر والتقدير لاتحاد كرة القدم على جهوده المبذولة لتطوير الكرة الفلسطينية ، والنهوض بالرياضة بشكل عام . .. وأشكر الشخص الذي طالما صدح بصوته في ملاعبنا ، بكل إخلاص وانتماء للرياضه والرياضيين ، وأوصل الحقيقة الرياضية الى برّ الأمان ، بحرص وخلاق وجهود جباره ، الا وهو فايز نصار ، ومن خلفه كلّ من يعمل بجديه لنقل الحقائق الرياضيه ، وإبراز الرياضيين في الإعلام الرياضي الفلسطيني ، وعدم نسيان القدامى من اللاعبين ، الذين ضحوا لرفع مستوى الكره الفلسطينيه ، و المستوى الرياضي بشكل عام.