الرجوب … علامة مضيئة في مسيرة الإنجازات التاريخية
كتب / أسامة فلفل
ينبغي علينا نحن معشر الإعلاميين والرياضيين أن نؤرخ لحقبة زمنية مشرفة، سطر أبجديات حروفها القائد اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وربانها الماهر، حيث هذه الحقبة صاغت وجداننا الرياضي والوطني في زمن قياسي وكانت ممهورة بالعطاء وصور التضحية الصامتة وملاحم البطولة النادرة، ولعل معركة تجديد الشرعية لانتخابات الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية تمثل علامة مضيئة في تاريخ النضال الرياضي الفلسطيني المعاصر.
للتاريخ لقد كانت هذه الحقبة ركيزة أساسية لنهضة الوطن والرياضة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الأمة التي ظلت لعقود طويلة أسيرة تحكمها القيود والحسابات الواهية.
فمنذ توليه دفة القيادة الرياضية عام 2008، عمد على تأسيس منظومة العمل من القيادات النوعية لتكون النموذج في بناء الوطن، وقد استطاع في زمن قياسي من اختزال المسافات والتأسيس لحالة رياضية عصري ترتقي وتنسجم مع حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني قربانا على مذبح الحرية.
اليوم أصبحت الرياضة الفلسطينية رغم حجم وطبيعة الاستهداف من قبل الاحتلال، والظروف الاستثنائية والمنعرجات تضاهي كثير من الدول، وبدأت تشق طريقها رغم التحديات نحو المستقبل الواعد، وتثبت حضورها في المشهد الدولي والقاري والآسيوي، وتعيد للأذهان أمجاد الوطن الرياضية التاريخية التي يتنكر لها الاحتلال والعالم الصامت المتخاذل.
هذه الإنجازات التي وصلت إليها الرياضية الفلسطينية اليوم في توحيد الجغرافيا الفلسطينية، كان عمادها القيادة الرياضية التي حملت المسؤولية وعرفت دورها الوطني والرياضي والأخلاقي وفكرها المستنير وفهمها الكبير والعميق لمعنى المسؤولية، وكيف تترجم مفاهيم الوحدة والتكامل والترابط على الأرض في اللحظات الاستثنائية.
للتاريخ لقد سجلت القيادة الرياضية الفلسطينية ممثلة باللواء جبريل الرجوب بصمة مبدعة، خاصة في نهضة الرياضة الفلسطينية وبلوغها المكانة المؤثرة في المشهد العالمي، فعلى مدار السنوات الماضية من العمل الدؤوب من أجل الوطن المفدى والرياضة الفلسطينية برهن وأثبت اللواء الرجوب للجميع أنه رمز للمواقف وعنوان للتضحية وبوصلة الوحدة الجامعة.
فقيادته الملهمة ساهمت في صناعة الإبداع والإنجاز، حيث تحولت الرياضة الفلسطينية بكل مساراتها واتجاهاتها وبأفكاره المتجددة إلى أيقونة مبهرة، أبهرت العالم بالمستوى الراقي الذي يعكس حضارة وتاريخ أمه حية، ولعل معركة مواجهة الجائحة العالمية والحصار والتطبيع دليل واضح على قدرة ونبوغ وفطنة القيادة وحسن إدارتها للازمات.
اليوم وبعد مرور مسيرة طويلة من العطاء المشبع بقيم الانتماء يبرهن اللواء جبريل الرجوب أنه صاحب مدرسة متفردة سماتها الابتكار والتميز والإبداع وتوليد الأفكار الجديدة، ولعل حرصه على بناء القيادات ونشر الفكر القيادي وبناء قيادات المستقبل التي يعول عليها في نقل حركة التاريخ ورد الاعتبار للرياضة الفلسطينية أعطته ومنحته مساحة في مواصلة الطريق وتحقيق مزيد من النجاحات.
أربعة عشرة عاما للقيادة الرياضية الفلسطينية من العطاء المثمر والتضحية الصامتة التي لا تعرف الحدود، عطاء تجسد في أروع صوره ومعانيه، حيث صارت رؤية القيادة مصدر إلهام للرياضيين والوطنيين، وشكلت رؤية واقعية لحجم الإنجازات النوعية التي عززت مكانة فلسطين والرياضة الفلسطينية على المستوى الإقليمي والدولي.
مسيرة العطاء والتضحية للقيادة الرياضية، كانت علامة مضيئة في مسيرة الإنجاز الوطني، تحولت فيها التحديات والصعوبات إلى إنجازات تثري تاريخ فلسطين والرياضة الفلسطينية.
مشوار ورحلة عظيمة من الحكمة والريادة والقيادة الحكيمة لقائد فذ يعرف قيم العطاء ويقدره، ويعلم قيمة من يفنون حياتهم لخدمة وطنهم ومنظومتهم الرياضية، طريق شاق وعطاء لا ينضب من التنمية التي طالت مختلف القطاعات، حيث عمد القائد على رفع سقف طموحات الرياضيين في الوطن المأسور لتحلق في الفضاء، الإنجازات والمسار النضالي الكبير المشبع بقيم الانتماء من التميز والريادة يدونها اليوم الكتاب والمؤرخون بحروف من نور لقائد طوع الزمن أن يكون معه لا عليه.
ختاما ..
أن القوة التي مبعثها العقيدة والروح الوطنية الصادقة، هي وحدها القادرة على تحصين الوطن وحفظ مقدراته والعبور الى موانئ التاريخ.